مواضيع اليوم

تحية إلى سمية الدغوغي

مولاي محمد

2010-07-18 14:50:08

0

بقلم: مولاي محمد اسماعيلي
لأول مرة في الإعلام المغربي أشاهد – على الأقل شخصيا- فيلما وثائقيا حقيقيا، عمل متقن، بحث مميز وعميق، كل المقومات الأساسية لفيلم وثائقي احترمت في حلقة شهر مارس من برنامج الزاوية الكبرى على القناة الثانية، إنها الاحترافية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، منذ أن شاهدت الوصلة الإعلانية للبرنامج التي تتحدث عن موضوع الحلقة أحسست بأن هذه الحلقة ستكون متميزة بكل المقاييس، فقد تم اختيار عنوان أكثر وضوحا وأكثر شفافية من أي عنوان سبقه، خاصة وان الأمر يتعلق بقضية أصبحت هم المغاربة الأول منذ أكثر من 40 سنة، إنها قضية الصحراء التي دمجتها معدة البرنامج ومخرجته في بعدين أساسيين للقضية لا يمكن إنكارهما، وهما يتمثلان في متناقضة الحرب والسلم، فحمل العنوان شاعرية كبيرة وإثارة لا تخفى على الأذن عند سماعها، فكان يجب أن يكون العنوان كما كان "الصحراء، الحروب الحقيقية والسلم المزيفة"، فهل يستطيع احد أن ينكر قوة وجاذبية هذا العنوان المميز؟، لا اعتقد أن أحداً قبل سمية الدغوغي قد جال في خاطره أن يشتغل على هذا التناقض الكبير في قضية الصحراء، ويستخرج منه كل ذلك الزخم الكبير من الوثائق والتصريحات والأحداث التاريخية المؤكدة من أكثر من مصدر.
البحث التاريخي في البرنامج كان مميزا للغاية، ويظهر من خلال عرض البرنامج انه تم وفق خطة محكمة في سرد في الأحداث التاريخية المتعلقة بالصحراء وقبائلها، والدول التي نشأت انطلاقا من الصحراء، وختاما بالروابط المتينة التي جمعت بين العرش والقبائل هناك، وكان توظيف الوثائق في تأكيد ذلك رائعا على أكثر من صعيد، سواء من خلال تأكيد ذلك بالشهادات الحية، أو بصور ذات بعد تاريخي، أو من خلال شهادات باحثين وأشخاص غير مغاربة ما يعطي قوة أكبر وتأثيرا حتى على أعداء الوحدة الترابية للمملكة المغربية.
نقطة أخرى بدت قوية طيلة فترة البرنامج، وهي الإتقان الذي أنجز به الفيلم، سواء من خلال تقنية الصورة، والموسيقى التصويرية وغيرها من الجوانب الرائعة في هذا البرنامج، ما كشف لنا أيضا وجها مميزا آخر من وجوه الإعلامية المتميزة سمية الدغوغي، التي جعلت المغاربة يتابعون برنامجا وثائقيا من أحسن وأجمل ما أبدعت الأنامل المغربية، ويحسب للقناة الثانية أنها قامت بترجمة البرنامج إلى اللغة العربية بعد أن عرضته باللغة الفرنسية في نسخته الأولى، وهو ما لقي استحسان الكثير من المواطنين الذين أثنوا بكثير من الإعجاب على المستوى الرائع الذي قدم به هذا البرنامج حول قضية المغاربة الأولى.
لا شك لدي في أن المتضرر الأكبر من خلال عرض هذا البرنامج بكل الجرأة التي تحلى بها، هو جارتنا الشرقية الجزائر، التي لا ينفك النظام الحاكم فيها يعمل كل ما بوسعه من اجل الإساءة إلى المغرب، والإبقاء على مشكل الصحراء شوكة عالقة في حلق المغرب إلى اجل غير مسمى، هذا الأجل غير المسمى سيكون مسمى في يوم ما ولعله قريب أكثر من أي وقت مضى، لأن المغرب تحرر من كثير من العقد التي كانت تؤثر عليه في قضية الصحراء، وأصبح أقوى مما هو عليه في السابق، وأصبحت في المقابل دائرة تحرك الجزائر ومعها كل أعداء الوحدة الترابية للمغرب تضيق يوما عن يوم، ما يبشر بغد أفضل وفجر سيبزغ عما قريب وتنفك عقدة مشكل مفتعل أضر كثيرا بشعوب المنطقة التي تحب بعضها البعض، وتجمع بينها روابط من الدم والأخوة والصداقة.
من وجهة نظري المتواضعة أرى أن برنامج الزاوية الكبرى قدم حلقة من ين أجمل حلقاته، إن لم اقل أجمل حلقاته على الإطلاق عبر تاريخ هذا البرنامج الطويل، وكل التحية إلى الإعلامية المميزة التي أبدعت وأجادت وأبهرت، إنها سمية الدغوغي التي أعدت وأخرجت هذه الحلقة الاستثنائية من البرنامج.
فكل التحية وكل التقدير لسمية الدغوغي، ونرجو بعملها هذا أن تكون فاتحة خير على الإعلام المغربي، ليهتم ويشتغل على قضاياه الأساسية بكثير من العمق والإبداع، والحرية والعمل المتقن.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !