أبان الشباب المغربي على نضجه وتقدمه بخطوات رائعة في التضحية ونكران الذات، أربكت كل آليات النظام وهزت كيانه، كما برهن الشباب المغربي مرة أخرى بأن القوة له رغم أنه لا يتوفر إلا على أحزاب معدودة على رؤوس الأصابع ومثلها من الجمعيات والنقابات في حين أن آليات النظام قد ملكت كم هائلا من الأحزاب والنقابات والجمعيات التي لا تعد ولا تحصى وتمكنت آليات النظام من تمييع السياسة والعمل الجمعوي والنقابي، أحزاب وجمعيات ونقابات برزت كالفطريات لتضرب مصالح الوطن والمواطن على حد سواء والتي خلقت أصلا لنهب المال العام وتكسير شوكة الشعب المغربي بكل فئاته.
بكل صراحة الحقيقة مرة آخر مرارة حيث لا يمكن أن نقبل من طرطور الحكومة الفاشلة بنعت بعض المغاربة بالإرهابيين «جماعة العدل والإحسان» المحظورة وحزب النهج الديمقراطي هذا الحزب القائم الذات بقوة القانون المغربي.
إننا نحس بالخجل ونستحيي مكانك أيها الطرطور الحكومي الذي يتهم شباب مغرب العهد الجديد بالإرهابيين والخونة للوطن في حين نجد أن خطابك الهستيري والذي يشككنا فيك والتي بدأ فيها كأحد المهلوسين حيث باءت كل محاولتك لتشويه سمعة أبناء هذا الوطن الأحرار بالفشل الكامل.
كان حوار طرطور الحكومة الفاشية شبيه بحوار محتضر يحاول جلب العطف والتعاطف من الشعب الذي يعرف اليوم الحقيقة المرة رغم تواجد بعض المضللين والمغرر بهم بقوة الجاه الذي يمثله الأعيان وعبيد الطبقة الفاسدة المتوارثة من العهد الاستعمار الفرنسي التي تحكمت في رقاب المغاربة بقوة الحديد والنار.
ولقد برهن طرطور الحكومة المغربية على تخلف آليات النظام المغربي الذي يشبه تماما كل آليات لأنظمة الديكتاتورية في العالم العربي والإسلامي.
فرغم أن أغلب المتواجدين بالبرلمان المغربي هم من أصحاب الثورة والجاه المكتسب من المال الحرام واقتصاد الريع والأكثر أمية يعرفها البرلمان العربي توجد في برلمان المغرب حين لا يفرق البعض من النواب بين عصا الفقيه والألف الكوفية.
أما خطاباتهم لا يمكن اعتبارها أبدا صادرة من ممثل الأمة بقدر ما يمكن اعتبارها صادرة عن مهرج مبتدئ ودخيل على فنون "الحلقة".
بدأ طرطور الحكومة هجومه على حزب يعرفه أغلبية المغاربة بمقترحاته الجريئة، والتي يطرحها للنقاش الجاد في تحدي صارخ لكل أعداء الأمة المغربية، وتنسى طرطورنا بأن ألأغلبية المتواجدة بالمكتب المركزي والإقليمية لهذا الحزب هم رجال قانون الذين لا يمكن أن يقدموا أنفسهم قربانا للهفوات القانونية.
في الوقت الذي كان فيه المغاربة ينتظرون قول الحقيقة ولو مرة في حياة هاته الحكومة المفروضة بقوة التزوير وشراء الذمم على الشعب المغربي وتصرح بالرقم الحقيقي للمشاركين في الاستفتاء الدستوري لسنة 2011 والتصريح بكل أمانة عن النتائج الحقيقة بدل إعطاء أرقام خيالية لا تمت للحقيقة بالمرة.
زمن التلاعب بالإرادة الشعبية قد ولى ورغم مسايرة بعض الإذاعات التي كنا إلى الأمس القريب نضع فيها بعض من الثقة المفقودة في إذاعتينا العديمتين الجدوى لكن حتى تلك القنوات قد خيبت الآمال المنتظرة منها.
وتبقى حركة 20 فبراير الناطق الرسمي للأغلبية المطلق للشعب المغربي بعيدا من الاتهامات المجانية التي تكال لها من كل الفاسدين من آليات النظام القائم ومن كل المحسوبين على السلطة المحلية، مما دفع البعض لاستغلال شخصية عاهل المملكة تحت عدة يافطات. خاصة بعد أن نشر جريدة المساء في احد أعدادها بأن "الشباب الملكي" و"محبي الملك" قد أوقفوا فرنسيا مزق العلم الوطني المغربي، ونحن نعرف جيدا من يستطيع تمزيق العلم المغربي ومن يستطيع رمي على الأرض لتدوس عليه الأقدام، والفرنسي مجرد قربان في محاولة للفت انتباه الرأي الوطني نوعا ما.
وللتاريخ فقط نود طرح السؤال بعيدا عن أي حقد أو كراهية: من الذي يحب الملك حقا هل حركة 20 فبراير؟؟؟ أم بلطجية أعوان السلطة وناهيبي المال العام؟؟؟؟.
من الذي يحب الملك حقا هل الذي يرنوا لتطبيق القانون وتأسيس دولة الحق والقانون؟؟؟ أم الذين يريدون تأسيس دولة العبيد والأسياد؟؟؟
من يحب الملك هل حركة 20 فبراير التي تريد أن تشرف عاهل البلاد في المحافل الدولية بمحاربتها للفساد وسياسة الريع؟؟؟؟ أم ممولي البلطجية الذين يكرسون ويطبقون سياسة التفقير على المغاربة ليكون عاهل المملكة "ملك الفقراء" قولا وفعلا؟؟؟
وهذا ما نجحت فيه الحكومة وبرلمانها بامتياز، حيث نجد اليوم أن ازدياد الفقراء في خط تصاعدي، وازدياد عدد ممارسي الدعارة من النساء وبعض الشباب الشاذ ..... وانتشار المشردين في كل المدن بل وصلت العدوى إلى القرى وهي في تصاعد مهول.
أما الطبقة الوسطى فقد أصحبت قاب قوسين من الاندثار.
من يحب الملك هل حركة 20 فبراير التي ترنوا لمحاسبة الفاسدين وناهبي المال العام؟؟ أم المسؤولين المغاربة المتسترين على المجرمين الاقتصاديين والمسؤولين على الفضائح القضائية بالمحاكم المغربية التي أصبحت تزور المحاضر بالعلانية؟؟؟؟ وعلى "عينك يا بن عدي" أسئلة كثيرة ومتعددة لكن نكتفي بهذا القدر إن استطاع طرطور الحكومة المغربية الرد علينا وإن كنا لا ننتظر منه في حقيقة الأمر أي ردا لذلك نتمنى أن يجيبنا عاهل المملكة بصفة الضامن للحقوق الفردية والجماعية وبصفته أمير المؤمنين وبهذه الصفة يكون الجواب عليه إلزاميا لأننا نريد حقا أن نعرف أي طريق يريد عاهل المملكة المغربية أن نسلكه؟؟
لا يمكننا أن نخفي حقيقة آليات النظام التي زكمت فضائحها الرأي العام الوطني والعالمي، في الوقت الذي يلقي فيه عاهل البلاد خطاب عن الإصلاح القضائي نجد عددا من المقالات تشكي من العدالة المغربية بل تسمع فضائحها عبر الإذاعات الأجنبية ويصرح بعض القانونيين عالميا بأن العدالة المغربية لا تساير العصر بقدر ما تساير التعليمات من جهات ما في البلاد ونحن نريد أن نعرف هاته الجهات المتحكمة بالتلكوموند في عدالتنا.
ولا نخفي أسفنا الشديد لما وصلت إليه العدالة من نذالة وانحطاط ونستشهد هنا بمقالات الأستاذ محمد السامي وما قاله في هاته العدالة القاتمة التي فقدت أبسط مقومات العدالة، ويكفي قراءة رسالة إلى التاريخ دون أن نذكر قضية رقية أبو عالي والقضاة العراة وملفات أخرى لا تقل عنها فضائحيا......
ولا يمكن السكوت على هاته الفضائح لأن العدل هو أساس المُلك، ولا قيمة للمُلك بدون عدالة.
لا توجد ديمقراطية في المغرب رغم ما يقال وما يحكى وحكاية طوي صفحة الماضي وخير دليل على ذلك عدم تفعيل توصيات ما سمية "بهيئة الإنصاف والمصالحة" وكما يعلم الجميع أنها مجرد لعبة من لعب آليات النظام المغربي والمستمرة منذ الزمن الأغبر، وخير دليل على ذلك مصير الجنود المفرج عنهم من طرف ما يسمى بـ "جبهة البوليزاريو" الذين قضوا سنين طويلة في سجون العار بتندوف ليجدوا أنفسهم اليوم متحصرين على أيام اعتقالهم ويتمنوا لو ماتوا هنالك حتى لا يهيشوا هذه المأساة في ظل الوطن الذي دافوا عن حوزته الترابية، واليوم يعيش الأغلبية منهم ظروف قاسية، في الوقت الذي ينعم فيه الفاسدين والناهبين للمال العام والمستولون على المجالس الجماعية والبرلمانية برغد العيش على حساب كرامة كل المغاربة.
مسؤولون جبناء أياديهم ملطخة بدماء أبناء الشعب المغربي الأبي، ومصيرهم مزبلة التاريخ لا محالة كما هو حال المقبور إدريس البصري المسؤول عن شهداء "الكوميرا" وغيرها من المجازر الصهيونية الفاشية التي عرفتها البلاد والتي قام بها إبان سنوات الجمر والرصاص وكلامه بأنه مجرد عبد مأمور مردود عليه، مسؤولون تتوفر فيهم كل ظروف الإدانة، فهم مناهضون للحريات العامة، قتلة، لصوص لثروات الشعب مصاصي الدماء فقراء البلد.....
واليوم فالأغلبية المطلقة من المغاربة تنتظر من أبو النجاة أن يقدم استقالته ولو أن المدة المتبقية لحكومته مجرد شهور معدودة، كما تتمنى هاته الأغلبية من الأحزاب الكرتونية أن تقدم جردا للأموال التي تلقتها من خزينة الدولة كدعم للأحزاب وكدعم لجرائدها وتعطينا تفاصيل تلك الأموال فيما صرفت وتعطينا بالأرقام عدد منخرطيها ومناضليها الذين سهرت على تكوينهم سياسيا؟؟؟؟
ويبقى جلالة الشعب المغربي فوق كل اعتبار، لأنه شعب أبي لا ينسى مناضليه الحقيقيين ولا ينسى ولا يخون شهداءه رغم تهديده وترهيبه، لكنه شعب وفيء للمبادئ رغم تسامحه الزائد عن اللزوم، لكن للصبر حدود وويل للمسؤولين المغاربة من الشعب المغربي وهو الشعب الحليم وكما يقال وإياكم والحليم إذا غضب.
وإن كانت أمنيتنا أن لا يغضب جلالة الشعب في يوم من الأيام، لأننا لا نريد أن نراه غاضبا، لأننا نريد أن نبني ونشيد هاته البلاد التي بقيت رهينة في أيادي غير آمنة لردح من الزمن مما خلق هذا الكم الهائل من المتسولين والفقراء والعاطلين عن العمل والعاهرات والشواذ .....
تحية لشباب حركة 20 فبراير على صمودهم واستماتتهم على المطالبة وبإلحاح وإصرار من أجل تحقيق مطالبهم المشروعة وتحت شعارهم الرائع "سلمية سلمية لا حجرة ولا جنوية"، عبروا صراحة عن نيتهم السلمية ويتضح ذلك في عدم إشعال فتيل النار بعد تعرضهم للضرب في أغلب المدن المغربية، وكانت مدينة أٍسفى أكثر تحكما في الأعصاب رغم الاغتيال الجبان الذي تعرض له الشهيد كمال العماري الذي قدم روحه الطاهرة قربانا لمطالب مشروعة للمواطنين.....
عمليا المغرب اليوم بفضل حركة 20 فبراير الشبابية التي تمثلها الأغلبية الشبابية وليس مجموعة من المراهقين كما يريد بعض الفاسدين في البلاد تسميتهم ستسقط كل الأصنام المتواجدة بالحزب الوثني وحزب الاستغلال وحزب الارتشاء وحزب العتلة بلا ثمان مائة .... وهلم من الأحزان الوثنية المفرخة في عهدي: سنوات الجمر والرصاص وعهد القمع والتشريد، وستسقط كل الأصنام التي أصبحت ملك الحزب بدل كاتبا عاما للحزب.....
اليوم ربما نقول أن الشعب المغربي قد فاق من سباته وأرد أن يعالج نفسه من إدمانه للأخبار الزائفة التي تأتيه من المقدمين والشيوخ وعلى رأسهم الشيخة البليدة "القناة الأولى –إثم- الأولى في التعتيم بلا منازع" وأختها الركيكة "القناة الثانية -2 إم-" ومن سايرهن من الصحف الصفراء والمجلات الملونة الناهبة للمال العام المغربي تحت يافطة دعم الإعلام.
هنيئا لك أيها الشعب الأمازيغي العربي الإسلامي الإفريقي الأندلسي العظيم، وما تشهده اليوم من أعاصير هوجاء من طرف البلطجية الممول من طرف الفاسدين في البلاد ليست سوى مخاضا لولادة المغرب الجديد وتأسيس دولة الحق بالقانون، وقطع الصلة بسياسة الريع وسياسة الإقصاء ودفن رموز الفساد في غياهب السجون ......
مغرب الفلاحين ومغرب المهندسين ومغرب المهنيين ومغرب الفنانين ومغرب العلماء ومغرب التجار الصغار والمتوسطين تحية إجلال وإكبار يا جلالة الشعب حفظك الله ونصرك وسدد خطاك.
عاش الشعب ، عاش الشعب ، عاش الشعب
التعليقات (0)