تحول الصراعات السياسية الى صراعات دينية مؤدلجة تحت عناوين مختلفة
المقدمة
العديد من الحضارات والشعوب قديما تعرضت الى الاحتلال والغزوات والحروب من قبل حضارات أخرى كما حدث ويحدث اليوم في هذا العصر من غزوات واحتلال واستعمار , اكثر ما يهمنا هو العصر الحالي لأننا سوف نعطي مقارنة بين الدول والشعوب والحضارات التي تخلصت وتحررت واستقلت بفعل الإرادة السياسية الحقيقية وتكاتف جميع المكونات والآعراق والقوميات والاديان والاطياف وانتجت كيان مستقل حضاري ونظام سياسي حر يجمع الجميع ويوحدهم تحت شعار المواطنة كما هو الحاصل الان في العالم الغربي .
اما النوع الثاني من تلك الدول والشعوب والمناطق التي أيضا تعرضت الى الغزو والاحتلال والاستعمار قد مارست طريقة مختلفة تماما عن سابقاتها بحيث حولت صراعها السياسي ونضالها الى صراع ديني عقائدي مذهبي طائفي , الدول والشعوب العربية والإسلامية تميزت تميزا فريدا خاصا بها مما أدى الى فشلها وتدهور وضياع حقوقها وأهدافها , عندما يتحول الصراع السياسي الى ديني مذهبي وطائفي مما يؤدي الى اضعاف القدرات وتفرق وانقسام الشعب ناهيك عن الخلافات حول الزعامة والقيادة وخلق حالة من التفرقة والعنصرية بين مكونات وطبقات ذلك المجتمع كما حصل في الدول العربية والاسلامية .
نماذج امثلة نموذجية
في الحالة الأولى هناك اميركا والهند على سبيل المثال عندما تخلصوا من الاستعمار الأجنبي بالرغم من وجود العشرات من الأعراق والقوميات والأديان في اميركا والهند الا ان جميعهم توحدوا واتحدوا تحت راية واحدة وهدف واحد وهو الصراع السياسي فقط بعيدا عن الشعارات الأخرى كالدين او المذهب او الطائفة او العقيدة , النتيجة كانت اميركا قوية موحدة حرة ديمقراطية مع مؤسسات ودستور من اعظم دساتير العالم , الهند أيضا الان قوية وموحدة وديمقراطية والكل يعرف ما موجود فيها من مئات الأديان والاعراق والقوميات واللغات , اذن نجحوا نجاحا باهرا .
نماذج امثلة نحو الاسوأ
ناتي الى الدول العربية والإسلامية وما حدث ويحدث فيها من مهازل وتخبط وتدهور وضياع بسبب انها حولت نضالها وصراعاتها وأهدافها الى صراع ديني أيديولوجي طائفي عنصري مذهبي عقائدي , على سبيل المثال لا الحصر فلسطين انتهت عندما تحولت من قضية مشتركة تهم جميع مكونات الشعب الفلسطيني والعربي الى قضية إسلامية , اغلب المنظمات الفلسطينية كانت تقودها شخصيات مسيحية , المسمار الأخير الذي دق في نهش القضية عندما تم الإعلان بان فلسطين وقف إسلامي , قد تناسوا بان هناك شعوب اخرى مسيحية ويهودية ودرزية وغيرها تعيش على هذه الارض قبل تولي الطريق الفاشل هذه المهمة , حتى من يحكم الان في الضفة الغربية هم لا يقلون خطورة عن الإسلام السياسي حالهم حال الذين حكموا في غزة , لهذا راى الغرب خاصة بان تكون القدس / اورشليم / وفلسطين بيد اليهود / اسرائيل / هو افضل من ان تكون بيد هؤلاء الذين يدعون زورا بانشاء دولة فلسطينية وهي في الحقيقة دولة الخلافة والسيطرة والاستحواذ على المقدرات والاموال وبناء امبراطوريات المال والهيمنة .
في سوريا حدثت ثورة جماهيرية تعاطف معها اغلب شعوب ودول العالم , لكن بعد حين تحولت الى صراع ديني سني وشيعي تحديدا , وتعاون الجيش الحر والمعارضة مع المنظمات الإرهابية المدعومة من تركيا وقطر , اليوم وصلت سوريا الى حافة الانهيار نتيجة للاسباب الذي ذكرناها , العراق كاد ان ينتهي اليوم بعد ان تحول الصراع فيه بين السنة والشيعة والنتيجة كانت ميليشيات وعصابات ومافيات وأحزاب إسلامية مؤدلجة ثيوقراطية راديكالية عميلة , هنا لابد ان نذكر ما جرى في اليمن كذلك من تدهور وانقسام , نذكر ايضا الصومال والقائمة طويلة .
لهذا أقول ان التاريخ يعيد نفسه في هذه الدول , لانها بنيت وتاسست وقامت على الاحتلال والغزوات والفتوحات والسبي باسم الدين زورا , لا تعرف غير منطق القتل والاقصاء والاستحواذ واستخدام موارد وامكانيات وعلوم الغير , العقيدة والدين تعلمان هذا المنطق اي لغة الحرب والغزو والاحتلال والسبي والقرصنة كانت السائدة لانها جميعها امر الهي , وما يحدث اليوم ماهو الا الاقتداء بالماضي الذي يخالف التعايش الإنساني والحضاري ومبادئ حقوق الانسان والمواطنة .
الحلم الذي صار في مهب الريح من السبب !
فلسطين كانت ولا تزال من احد العوامل والاسباب الرئيسية في خراب ودمار وتاخر الدول الاسلامية والدول العربية خاصة , فلسطين اصبحت ساحة مزايدات وقميص عثمان لجميع الانظمة العربية بلا استثناء , جميع الانظمة استغلت القضية الفلسطينية للهيمنة والسيطرة والبقاء في الحكم ليس , تم رفع شعارات وهمية ومزيفة للاستهلاك المحلي والضحك على شعوبها وتحول جميع الانظمة العربية الى انظمة حكم استبدادية وعسكرية ودكتاتورية وقمعية , لا صوت يعلو فوق صوت البندقية والمعركة ,كذلك الامبريالية والصهيونية والمؤامرات والدسائس والرجعية والخونة والاحزاب والافكار المستوردة صارت دساتير ومسلة حمرابي للانظمة العربية ووسائلها الاعلامية الحكومية في الداخل والخارج وكانت كمزادات علنية تسابق فيما بينها من هو الوطني والمخلص للقضية لكن من تحت الطاولة ينفذون ما يطلب منهم من اسيادهم الذين اتوا بهم على ظهور الدبابات وتحت رعاية اجهزة المخابرات .
شعوب نائمة لا تفقه شيئا
غالبية الشعوب العربية تم غسل ادمغتها وعقولها وترويضها الى ان تحولت الى قطعان بشرية ترقص وتغني وتخرج الى الشوارع والساحات كالشوادي متى طلب منها ذلك من قادة وحكام ورؤساء وملوك وشيوخ وامراء , بعد التحولات الاخيرة منذ عام 2000 التي ضربت الدول العربية والشرق الاوسط والعالم كذلك بدات القضية الفلسطينية تتراجع تدريجيا وتنحصر في فلسطين وشعبها بعد قيام السلطة الفلسطينية .
الانظمة العربية باجهزة مخابراتها واموال البترو دولار وبالخلفية الدينية التي تتمتع بها جميع الانظمة العربية اي بقوانينها وتشريعاتها وشرائعها وفي مقدمة ذلك دساتيرها الرجعية العنصرية المتطرفة التي تقول / انها دول اسلامية ولا يجوز سن قوانين تخالف شريعة الغاب التي لا تعترف بالمواطنة وحقوق الغير من الاديان والقوميات الاصيلة بالرغم من وجود اديان وطوائف واعراق وقوميات مثل المسيحية واليهودية والامازيغية والاكراد والايزيدية والصابئة والدروز والشبك ومذاهب اسلامية اخرى كالاباضية والاسماعيلية والبهائية والاحمدية والصوفية وغيرها .
شعار اخر للمزايدة
اذن لا بد من ايجاد سبب اخر وعامل وساحة مزاد جديدة وقميص عثمان اخر للهيمنة والسيطرة على عقول وادمغة وفكر القطعان البشرية وترويضها وادلجتها باتجاه العدو الجديد الوهمي , تم رفع شعار الاسلام هو الحل والاسلام في خطر , لهذا راينا وشاهد العالم كله ما حدث في الدول العربية وشعوبها , مجيئ احزاب اسلامية بالجملة , القطعان البشرية المادلجة اصبحت لا تنتخب الا الاسلاميين , انتشار اللحة والدشاديش القصيرة والسبح والحجاب والنقاب اضافة الى انبثاق ونشوء منظمات ارهابية اسلامية كالقاعدة وداعش واخواتها وميليشيات اسلامية مسلحة في جميع الدول العربية بدعم من اجهزة المخابرات وشيوخ الدجل والكراهية وفي مقدمة الدول والانظمة والمنظمات الداعمة لهذا التوجه هي قطر وتركيا وايران مع توزيع علب التوفير للمال المنتشرة في السوبر ماركتات والمحلات التجارية باسماء وهمية في اغلب دول العالم .
دولة ام دولتان في فلسطين
في 29.11.1947 اصدرت الامم المتحدة قرار التقسيم لحل الدولتين دولة يهودية مع بقاء القدس تحت مراقبة دولية ودولة عربية بمصادقة معظم الاعضاء , تم رفض القرار من الدول الاسلامية والعربية لاسباب شرحناها قبل قليل , كذلك تم رفض وعدم قبول جميع المعاهدات والاتفاقيات التي ابرمت بوساطة دولية من كامب ديفيد الى اوسلو واتفاقية غزة اريحا وطابا واوسلو الثانية وواي ريفر الاولى والثانية ناهيك عن الاف الزيارات والوساطات , كلها رفضت واصبحت في خبر كان .
بعد ان تحولت القضية الفلسطينة من قضية شعب وقيام دولة الى قضية اسلامية واعتبار فلسطين كلها وقف اسلامي وتدخل الميليشيات الارهابية باسم المقاومة كحزب الله الارهابي وحماس اخوان المسلمين والجهاد وباقي المنظمات الاسلامية الجهادية الشيعية والسنية , نشات حالة وموقف جديد لدى اسرائيل وهو التعنت والمماطلة وكسب الارض ورفض حق العودة , الان السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير ومعها جزء قليل من الشعب الفلسطيني يقبل ولو بدويلة صغيرة بعد ان رفضوا كل الاتفاقيات والتقسيمات السابقة التي كانت ما لا يقل عن 80% لفلسطين واقل من 20% لليهود , والان انعكست الاية وحتى القليل المتبقي للفلسطينيين لن ولم يلمسوه .
التعصب الاعمى
اما الغالبية من الشعب الفلسطيني المادلج اسلاميا ومعه الاسلاميين في جميع الدول العربية وبتحريض من انظمة الدول الاسلامية والعربية لا يريدون السلام مع اسرائيل وان تبقى هذه القضية معلقة الى ما لانهاية من الزمن , تم طرح فكرة الدولة الواحدة ليس من قبل السيد ترامب الرئيس الامريكي الحالي , هذه الفكرة تم طرحها من قبل دكتاور ليبيا القذافي وسماها دولة / اسراطين / واصدر كتاب سماه الابيض .
هل من الممكن التعايش بين الفلسطينيين العرب المسلمين مع الاسرائيليين اليهود في دولة واحدة او دولتان ? , نقولها وبكل اسف شديد هذا من مليار المستحيلات لا هذه ولا تلك , نعتقد بان الحل الوحيد وعسى ان نكون على خطأ هو / انضمام الضفة الغربية وغزة اما الى الاردن او الى مصر بصيغة اتحاد كونفدرالي او فيدرالية او امارة تابعة لتلك الدول , بهذه الطريقة تبقى الارض المتبقية القليلة عربية بدلا من ان تقضمها اسرائيل يوم بعد يوم وعمليات الاستيطان خير دليل وشاهد على ما نقول .
اليهود والمسلمون
نحن لا نقول وندعي بان ليس لليهود والاسرائيليين عنصرية وتعصب , لكن عنصرية وتعصب في الفكر والعقيدة الاسلامية لا مثيل لها في التاريخ خاصة في كره اليهود والمسيحيين لان الشواهد والادلة واضحة وموجودة في الايات والاحاديث اضافة الى الاعمال الفعلية والعملية التي طبقت على الواقع منذ اليوم الاول في جزيرة العرب ولا يمكن انكار تلك الافعال الشنيعة عندما غزت الجيوش الاسلامية هذه الدول وشعوبها ناهيك عن طرد اليهود والمسيحيين من الجزيرة العربية تحت غطاء وصية اله الذي قال لا يجتمع دينان هنا اي في ارض الجزيرة .
لاحظ مايحدث ويحصل بين جميع الدول الاسلامية وخاصة العربية من خلافات حول الحدود والتنقل والاقامة والجنسية والفرق في الاقتصاد والعادات والتقاليد ووصلت الامور اخيرا الى قتال ما بين السنة انفسهم وما بين الشيعة كذلك وما بين السنة والشيعة , كيف ستتعايش دولة اسلامية عربية مع او بجانب دولة اسرائيلية يهودية ? .
كيف سيقبل اليهودي او المسيحي او غير المسلم الذي يعيش في فلسطين وهي ارضه مع حكومة مؤدلجة سواء كانوا في دولة واحدة مع اسرائيل او دولتان وهم يسمعون يوميا دعوات 17 مرة في اليوم من سماعات مآذن المساجد والجوامع دعوات ضدهم وهي تدعوا الى الحقد والكراهية والبغض , / اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين / سورة الفاتحة , 6 , 7 , اي المقصودهم اليهود والنصارى .
دعوات باطلة
منذ 1438 الاسلام يدعو على اليهود والنصارى والكفار والمشركين لمحاسبتهم على الارض عوضا عن اله الاسلام , يقتل ويذبح وينحر ويسبي ويغتصب ودعوات باطلة مثل اللهم يتم نسائهم واطفالهم , اللهم انشر الامراض في اجسادهم وغيرها من الدعوات الباطلة التي لا نستطيع ان نقولها لانها مخزية , لكن تلك وهذه الدعوات التي قيلت منذ مئات الاعوام ذهبت في مهب الرياح , الشاهد والدليل والاثبات هو ما تعانيه جميع المجتمعات والدول الاسلامية وفي مقدمتها الدول العربية من عدد المعوقين والعاهات والارامل واللايتام والتصحر والتخلف والفقر والجهل والمجاعة والامية والامراض والحروب وكل ما هو سيئ موجود , كما قيل «انْظُرُوا مَا تَسْمَعُونَ ! بِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ وَيُزَادُ لَكُمْ أَيُّهَا السَّامِعُونَ . اما دولة القردة والخنازير وصلت الى قمة التطور والديمقراطية والتكنولوجيا وجوائز نوبل واقتصاد قوي يصل وارداتها اكثر من 500 مليار دولار سنويا ! فعلا هذا الاله ينتقم !! .
تجربة مخزية على ارض الواقع - المقابر
المثال الذي نضربه الان يمكن تحقيقه وتطبيقه في اي دولة وبقعة وشعب في الكرة الارضية الا باستثناء الشعوب الاسلامية والعربية , لان جميع الاديان والحضارات والشعوب والثقافات تطورت وتقدمت الى الامام ما عدا هذه الشعوب بانظمتها ودولها وشعوبها تراجعت الى الوراء وتاخرت وبقيت تتراوح في نفس النقطة التى انطلقت منها , فكرها قائم على الخرافات والاوهام والاكاذيب والتلفيقات والتاريخ المزيف الذي اصبح مقدسا , القلب والعقل والفكر والايديولوجية التي بنيت على الحقد والكراهية ونبذ الاخر والانتقام والفصل والثار والشرك بالله والانغلاق الروحي والزئبقية والعنعنة والله اعلم وعدم وجود راي واحد وثابت والتامل والحيادية لابد ان يصبح كالصنم والتمثال الذي لا يستطيع الحركة ليخطو ولو خطوة او خطوات الى الامام وهذه كارثة .
الغرب والمسيحية واستغلال الدين للقمع والسيطرة والشعوذة نموذج حي
الشعوب الاوربية قبل حوالي 700 عام واقل كانت تعيش نفس المشاكل واكثر , انتقام وقتل وذبح وقراصنة وقطاع طرق والخ , كل هذا نشا واستفحل بسبب الغالبية من رجال الدين المسيحيين الانتهازيين الدجالين عندما تحولوا الى السلطة والسياسة وجمع الاموال والشعوذة بفضل النخبة الحاكمة اي الملوك والامراء , تلك الطغمة الحاكمة الفاشية المجرمة استمدت قوتها من رجال الدين المسيحيين الذين صاروا كالشياطين واجبهم وهمهم سوى الانتقام من الشعوب لصالح الفئات الحاكمة , من لا يعرف نقول ان هؤلاء منعوا حتى المواطن العادي من الاطلاع وقراءة الانجيل والكتاب المقدس لكي لايتم فضح امرهم , الشخص الذي يجدون بحوزته كتابا مقدسا يقتل على الفور , لان الانجيل لا يوجد فيه كلمة او تعليم او تصريح او امر مثل الاعمال التي كانوا يقومون بها .
الدين لله والوطن للجميع
الحل وجد عندما تم عزل وفصل الدين عن السياسة والدولة وتم تهميش دور رجال الدين ورفعوا شعار الدين لله والوطن للجميع والمواطنة فوق جميع الاعتبارات الاخرى , في فرنسا وحدها تم ذبح في يوم واحد اكثر من 25 الف مسيحي بروتوستانتي من قبل الكاثوليك عندما ضرب جرس الناقوس كانت الاشارة للقيام بهذه الاعمال الوحشية البربرية .
اما سويسرا تاريخها الدموي معروف , كان هناك قتال دائم ما بين الكاثوليك والبروتستانت , الاف قتلوا من الطرفين , تمت مهاجمة جميع الاديرة والكنائس الكاثوليكية وكسرت صلبانها وتماثيلها ومئات اللوحات الفنية محيت وخربت وصبغ فوقها , في سويسرا كانت دويلات تحكم ومناطق نفوذ , قوميات اربعة متعددة وطوائف واديان ولغات ولهجات وعادات وتقاليد مختلفة .
كان ممنوعا ان يدفن الكاثوليكي في نفس المقبرة وبالعكس , لكل قومية وطائفة ودين لهم مقابرهم الخاصة , كما هوا الان حاصل بين السنة والشيعة وباقي المذاهب والطوائف والاديان الاخرى في الدول العربية , لكن في نهاية المطاف تم تشغيل العقول من جميع الاطراف ووضعوا دستورا عام 1848 وعدل سنة 1999 , عشرات الدول في العالم اخذت هذا الدستور وطبقته في بلدانها , اول دستور والوحيد في العالم الذي يتحدث وفيه فقرات عن المقابر , اليوم نشاهد الكاثوليكي يدفن بجانب البروتستانتي ومعهم باقي الطوائف الاخرى , باستثاء الاسلام لا يدفنون في هذه المقابر بالرغم من ان لهم الحق بذلك لكن اله الاسلام وشريكه في الارض منعوا ذلك .
تحولات جذرية
اليوم سويسرا وما ادراك بسويسرا , بنوك , صليب احمر , ثقة , تعايش , تقدم , تسامح , حريات كلها بسبب واحد لا غيره وهو / المواطنة / فوق الدين والقومية واي اعتبار اخر لانها هي / الاساس في الحقوق والكرامة والمساواة والقانون والحماية من التعسف والحريات الشخصية وحماية الاطفال والاسرة وحرية الراي والاعلام وحرية العقيدة والاختيار واللغة والتعليم والعلم وحرية التجمعات والجمعيات والضمان والملكية والاقتصاد وضمان المحاكم وغيرها , اخيرا وليس اخرا هل يمكن تطبيق الذي حصل في اوربا وسويسرا واماكن اخرى بين الفلسطينيين المسلمين والاسرائيليين اليهود ? ربما نحن بحاجة الى معجزة وعصر المعجزات انتهى .
كيف نعيش ويعيش العالم اذا كان هناك فكر بهذا المستوى السيئ والقبيح والرديئ اسمع وشاهد واحكم بنفسك ! .
الدولة الدينية كيف كان ويكون حالها
اعتقد في هذا الموضوع والخوض فيه لعدة اسباب يعود الئ انني ارى واقرا واسمع في هذه الايام بان هناك توجه او الميول لعدد لا باس به الى الاصوليه الدينيه او على ما تعرف بالصحوة الدينيه , ولا نعرف ان هم كانوا نائمين او من جماعة اهل الكهف , وبقدرة قادر رب العالمين قد فاقوا من النوم , وانا اراه نتيجة الاحباط والاحباطات والفشل وهذا معروف في التاريخ العالمي والاممي , حينما تنهار امة وتهزم في الحياة وكافة المجالات الرئيسيه والاساسيه في الحياة * تلجا الى الدين * وكان الله سوف يقوم بمعجزات وعجائب لانقاذ القوم المهزوم , ونحن نعرف ان زمن العجائب قد انتهى ولم يبقى الان لهذه الشعوب سوى الشعوذة والسحر وقراءة الكف والبلورة والمعالجه بايات ولا يعرف مصدر وصحة تلك المعالجات الطبيه .
الدولة الدينية فكرة قديمة قد ولت
ان فكرة قيام دولة على اسس ومبادئ دينيه اتت او جاءت من خلال انظمة الحكم للحضارات القديمه والمعروفه وهي الفرعونيه الوثنيه والبابليه في العراق والصينيه وغيرها , ان فكرة اقامة نظام او دوله او كيان ليس لها اي مرجع او حتى اساس في اي كتاب ديني سماوي على الاقل ولا نقول الكتب العاديه الاخرى , ولم يكن في مخطط الله ابدا ان تقوم على بقعه من الارض مملكه او كيان او حتى قبيله لها مقومات الدوله بحدودها الجغرافيه ودستورها وجيشها وبرلمانها وقائدها او رئيسها والى ما ذلك ! بل على العكس من ذلك فاننا نجده اي - الله - يعارض هذه الفكرة من اساسها , ولنرجع الى التاريخ القديم وهنا انقل بعض ما قيل لهذه الفكرة وجذورها وفي هذه المساله تحديدا ومنذ عهد انبياء الله الاوائل ... مثال .. فحين جاء شيوخ الشعب الى احد الانبياء وكان قاضيهم ايضا .. طلبوا اليه ومنه قائلين فالان اجعل لنا ملكا يقضي لنا كسائر الشعوب . فساء الامر في عيني النبي وحين حاول ان يحذرهم من عواقب قرارهم واختيارهم / رفضوا / وانه من السخريه بمكان انهم حسدوا الشعوب الاخرى التي لم * تعرف الله * وارادوا ان يتمثلوا بها , وعلى ضوء هذا انا ارى ان الانسان قد حول علاقته الشخصيه مع الله الى مؤسسه سياسيه - دينيه . مفسحا المجال امام الملوك والمسؤولين والرؤساء ان يضعوا دساتيرهم وقوانينهم البشريه لتملئ عليه قواعد السلوك والتصرفات كشرطي يوجهه حيث يشاء ويريد وحسب الرغبات والشهوات .
علاقة الانسان مع ربه
لا شك ان هذا يفتح الابواب والشبابيك واسعا امام وجود وسائط بشريه بين - الانسان والله - لكن الله وحسب ما اعتقد يتبنى كل من يؤمن به اي بمعنى ان الله يقود الانسان بالروح الساكن فيه ويريد من الانسان كذلك ان يوجهه ويوجه قلبه اليه ويطيعه اي الله , وانقل كذلك ما تقوله الكتب االقديمه .. بدلا من ان يقتصر الدين على السلوك الاجتماعي وحيث يقول الله * اجعل شريعتي في داخلكم واكتبها على قلوبكم واكون لهم الاها وهم يكونون لي شعبا * اذا يريد الله ان نسترشد بقوانينه التي يطبعها على قلوب البشر لا على اوراق او الواح حجريه , ولا بد ان اقول هنا اذا كانت علاقة الانسان صحيحه مع الله فانها ستكون بالتالي صحيحه مع - اخيه الانسان - ويجب ان نوضح اكثر لكي يفهم الموضوع * , ان قيام الدوله يستلزم اتخاذ قرارات فرديه او جماعيه ولها تاثيرات على حياة المواطن واي فرد من المجتمع , ولا يوجد اي ضمان ان تكون هذه وتلك القرارات المتخذة سواء كانت فرديه وجماعيه بغض النظر عن هوية اصحابها هي قرارات موحى بها من الله , وكما ان المهم في الموضوع هو الروح الذي تنفذ فيه القرارات * لانه من الطبيعي ان الانسان قد يطيع وصايا او اوامر معينه بدافع خاطئ وبدون احترام او محبه .. وهنا تاخذ تصرفاتنا قيمه اجتماعيه محدودة , وهذه التصرفات لا تعني شيئا بالنسبه لله لانها لا تقربنا منه وكما يريد الله منا , فان الله يهمه الدافع اكثر من الفعل نفسه ويهمه القلب اكثر من القالب .
فكرة الدولة الدينية فكرة شيطانية
ان فكرة وجود الدوله الدينيه - تفترض وتستلزم وجود الوصايا الروحيه والمدنيه على افرادها , ومع ان الله يامر المؤمنين ان يطيعوا رؤسائهم فقد يعمد هؤلاء الرؤساء والحكام الى تجاوز حدودهم والتسلط على رعاياهم اي المواطنين , وهنا نرى ان اخطر احتمال وارد هو ان يتحكم مسؤول من هؤلاء في علاقة شخص مع الله او بالله ويقوم بتحديد علاقته بخالقه من خلال الشروط والفرائض والواجبات التي يتوقع منه انجازها , وكذلك يقرر مدى تقصيره في علاقته بالله ,ان الاهتمام بالامور المدنيه والانشغال بها فخ يقصد اي بهذه الوصايا هو الابتعاد عن الاهتمامات الاخرى وهذا ما يريده الحاكم الذي يحكم بالسلطه الالهيه , ان من يعتاد على ارغام رعايا دولته على طاعته - يسهل عليه محاولة الانطلاق بجيشه خارج بلاده واخضاع من يريد اخضاعهم باستخدام القوة والاخذ بالثار , مثلا لقد اساء اللذين قاموا بالحروب الصليبيه الى المسيحيه عامة , وساهموا في اعطاء صورة مغلوطه عنها , حين يسيس الدين فلا بد ان يسئ الى كل من الدين والسياسه على حد سواء , ولا بد ان يظهر فشل هذا المشروع للعيان .
الكنيسة لماذا فشلت
ان تجربة الكنيسه عبر التاريخ مثال واضح لما نقول , فكم اتخذت من قرارات غير سليمه وطلعت بفتاوى دون اي سند او حتى ايه او كلمه من الكتاب المقدس ! وبقصد السيطرة واستعمال القوة وسيطرة الكنيسه على امور السياسه , وكما هو معروف اقامت محاكم التفتيش واصدرت صكوك الغفران وحللت وحرمت ما شاء لها ذلك , وكما يفعلون بعض من رجال الدين حاليا والذين يريدون او ينوون اقامة دولة دينيه وتطبيق الشريعة , نقول لهؤلاء ان عيون المؤمن مثبتة على السماء حيث الوطن الدائم وحيث مسكن الله مع الناس , اي البيت الابدي والراحه الابديه .,لان ليس لنا هنا مدينه وقريه ووطن باقي . ان مكان الملكوت هو في داخل المؤمنين الذين يسيطر عليهم ويقودهم الله بروحه حيث يبدا الدخول في ملكوت الله بالايمان , ويصاحب هنا او هذا فقدان الجنسية السابقه في مملكة الشر والظلمه , واقول لبعض من يعتقد بان الجنه هي مخصصة لجماعه او فئه او امه , ان ملكوت الله تسع الجميع وهي ليست مقصورة على جنس دون اخر , ويتسع هذا الملكوت لا بالقوة كما تتسع الممالك الارضيه ذوات النوازع الانانيه والمصالح الوقتيه المحدودة , وانما بازدياد عدد المؤمنين الحقيقيين بالله ونموا ايمانهم فيه وطاعتهم له , وكذلك لا يتسع بالفتوحات العسكريه والدينيه والسيطرة الماديه لانها تخرج به عن طبيعته النقيه المسالمه , هذا يعني بان سعادة المؤمن تكمن في الاستمتاع بمحضر الله والامور الروحيه الساميه وليس في الامور الجسديه والملذات الدنيئه في الحياة .
نحو حياة افضل
الله يريدنا ان نعيش حياة طاهرة لان السماء طاهرة صحيح ان الانسان المؤمن يعتبر نفسه متغربا على هذه الارض لان وطنه الحقيقي الدائم هو في السماء , لكن هذا لا يعفيه باي حال من الاحوال من المسؤليه كمواطن وواجبه تجاه ابناء بلده اللذين يشترك معهم في مختلف وجوه الحياة , حيث هناك الروابط والمصالح المشتركه والثقافه والتاريخ واللغه والامال , بل يفترض فيه ان يكون اول الناس واكثرهم حبا للوطن وحماسا له وغيرة على مصالحه , ليكون قدوة في المجتمع ولغيره , اذن قيام دوله او نظام او مملكه دينيه يفترض العمل على التخلص من سابقتها , فلا بد من العمل على مقاومتها والاطاحه بها , فالمؤمن لا يسعى للاستقلال عن سلطة الدوله ولا يشارك في انقلاب ضدها , لان وكما قلنا سابقا من يقاوم السلطان او الحاكم يقاوم ترتيب الله , فان الحكام ليسوا خوفا للاعمال الصالحه بل للشريرة . افتريد ان لا تخاف السلطان ! وكما قيل افعل الصلاح فيكون مدح منه . لانه خادم الله للصلاح ولكن ان فعلت الشر فخف لانه لا يحمل السيف عبثا اذ هو خادم الله منتقم للغضب من الذي يفعل الشر , لذلك يلزم ان نخضع له ليس بسبب الضعف او الغضب بل بسبب الضمير لهم الخير والبركه والحكمه والارشاد من عند الله حتى نستطيع ان نعيش في سلام , في القول هنا نقول هو ان الله لا يريد او يدعوا لاقامة نظام او دولة دينيه , لكن الله يريد ان تمتلئ الارض من معرفته وان يقبل الجميع خلاصه ويسلكوا في وصاياه متجاوبين مع محبته .
من اسوا مخلفات الدولة الدينية هو الارهاب متعدد الانواع والاشكال
لم تكن مفردة المرتزق او المرتزقة معروفة سابقا في وثائق تاريخ الحروب , بل هو مصطلح حديث , بل ربما اول من عرفه ووثقه كان في اتفاقيات جنيف لعام 1949 وهي اول اتفاقية تتناول هذا الموضوع , المرتزق هو الشخص الذي يجري تجنيده في الداخل او الخارج ليقاتل في النزاعات والحروب المسلحة والمشاركة الفعلية مباشرة مقابل أموال وفوائد أخرى بعيدا عن النظام وقوانين الدول وجيوشها , لا توجد حقوق للمرتزق كحق الأسير والمقاتل والمحاكمات العادلة , لهذا جميع الأشخاص الذين شاركوا في الحروب والغزوات والفتوحات تحت شعارات ومسميات مزيفة سواء كانت باسم الدين او الجهاد او ما يعرف بالمقاومة منذ مئات الأعوام والى هذا اليوم يعتبرون مرتزقة وعصابات .
مصطلح المقاومة هو ارهاب ان لم يكون في محله
كلمة المقاوم او مصطلح المقاومة لم تكن معروفة في الماضي بهذا الاسم تحديدا كما يفسرها البعض هذه الأيام لخدمة اهداف وغايات او لحروب بالوكالة تقوم بها هذه المجموعات الإرهابية الخارجة عن سلطة القانون والدولة وسيادتها , لو قلنا ان هناك مقاومة صحيحة , هذه المقاومة يجب ان تقوم بها شعوب او حتى مجموعات ترى نفسها انها محتلة من قبل دول أخرى , على شرط ان لا تكون او تتواجد دولة او نظام يحكم ذلك البلد , كما حصل في بعض الدول التي كانت تحت حكم الاستعمار كبعض الدول العربية والهند وأميركا وغيرها .
ماحصل في الماضي والى الان يحصل من الحروب تحت شعارات مزيفة وبعيدا عن اعين الدولة وجيشها ونظامها وقوانينها ما هي الا حروب بالوكالة وهناك من يمولها ويدعمها , جرائم هؤلاء شاهدناها في شمال افريقيا ومصر والشام والعراق وصولا الى بعض الأراضي الاوربية , المحارب والمقاوم والمرتزق والمجاهد عندما يخرج من ارضه ويذهب الاف الكيلومترات ليقاتل تحت شعار الدين ما هم هؤلاء الا مرتزقة وارهابيين وقتلة .
امثلة على الفشل
ما يحصل اليوم في العراق ولبنان واليمن وسوريا وليبيا والصومال ودول افريقية من حروب تحت شعارات مزيفة باسم المقاومة والاحتلال ما هي الا اكذوبة تمارسها هذه الجماعات الإرهابية , بل هم ليسوا الا أدوات وذيول لدول كايران وقطر وتركيا , لا ننسى دور المجاهدين الإسلاميين الذين كانوا في الماضي ترسلهم بعض الدول العربية والاسلامية الى أفغانستان والشيشان ودول أخرى , تلك الجماعات التي كان يرعاها تجار الحروب بملايين الدولارات لم يكونوا سوى مرتزقة وارهابيين , هؤلاء الإرهابيين والمرتزقة كانوا بحاجة الى تمويل واموال وسكن وطعام ومواصلات , من كان يقدم كل هذه الخدمات لهم ! .
اردوكان ارسل مرتزقة من الشعب السوري مقابل مال بسيط الى ليبيا وسرا الى دول أخرى , قطر وتركيا لديهم مرتزقة أي إرهابيين ترسلهم أيضا الى مناطق للقتال باسم الجهاد والمقاومة وتحت شعارات هذه المنظمات الإسلامية المعروفة , ايران لديها مرتزقة في العراق واليمن ولبنان تحت شعار المقاومة المزيف , ايران احتلت اربع عواصم دول بجهود هؤلاء المرتزقة , من يدعي بوجود / مقاومة / او يعترف بها ماهو الا مجرم او مختل عقليا او ساقط أخلاقيا , المقاوم كالمرتزق لا فرق بينهما , المقاومة المفروضة في دولة فيها حكومة وشعب ومؤسسات ووزارات وجيش وشرطة ما هي الا جهة إرهابية تقوم باعمال قذرة لمصالحها الشخصية وخدمة الطرف الذي يدعمها ويرعاها , الدليل جميع الذين يدعون المقاومة الإسلامية تحت عنوان اكذوبة وخدعة الحشد الشعبي صاروا من أصحاب المليارات , سرقوا البلد ودمروه كما هو الان حاصل في العراق ولبنان وباقي المناطق الأخرى .
وجهان لعملة واحدة
اذن المرتزقة والمقاومة وجهان لعملة واحدة ومن يقول غير ذلك فهو يصنف من فصيلة الانعام واليعفور ليس الا , قارن ما حصل بين / سبايا غزوة اوطاس وبين ما حصل ويحصل اليوم في العراق على سبيل المثال / , سبي نساء الايزيديات , قتل الأقليات وتهجيرهم , القتل على الهوية , الميليشيات المسلحة باسم المقاومة , تدمير البلد وخرابه , عمالة لدول أخرى , ما تقوم به هذه العصابات اليوم في العراق من جرائم واحداث مريرة قد فاقت جرائم دولة الخلافة الاسلامية العثمانية الاتاتوركية وجنكيز خان وهولاكو وستالين وهتلر وماو والقذافي والبشير .
التعليقات (0)