مصر تركت أفريقيا لكي تتدخل أوروبا والصين وإسرائيل في وسط أفريقيا وحتي رأس الرجاء الصالح سياسيا واقتصاديا وثقافيا ومع أن أفريقيا هي المجال الحيوي الرحب للاستثمار لمصر وشعوب أفريقيا فلا نري لمصر فيها موضع قدم! إن وادي النيل بما حوله من مسطحات تتباعد خطوط خرائطها الكنتورية بسبب انبساط الأرض ووجود مساحات لا حصر لها تصلح للزراعة بل وفيها غابات طبيعية سياحية ومراعيها تمثل أغني كنوز العالم زراعيا وحيوانيا بل ومعادنها تمثل كنوزا لا تنفد عرفها الأوروبيون منذ فجر التاريخ
ولو توجهت جهود مصر لاستثمار وسط أفريقيا بالمساعدة في إقامة المشاريع الزراعية والمائية وعندها القدرة والخبرة لعمل ذلك بشركاتها الإنشائية الضخمة حتي لو تحملت جزءا من التكلفة لثبتت قدمها ومكانتها لدي الدول الجارة المهمة وإذا عرفنا أن ماء النيل يضيع معظمه بالبخر وينساح إلي المحيط الهندي ولا تستغل دوله منه إلا القليل فالسؤال لماذا لا تقام علي ضفافه مشاريع تخدم كل حوضه لا بد أن تتجه جهودنا الدبلوماسية لاحتواء الأزمة عبر إظهار التعاون الجاد لدول المنبع لا أن نقف في وجهها بالنظرة القصيرة
إن التعاون في استغلال النهر فيما بين دول الحوض هو مسؤولية جماعية تحتاج لجهود جبارة ومخلصة وبناء الثقة بين دول المنبع والمصب تكون من خلال حركة إنمائية لا تتوقف ولو شعرت دول المنبع بالتعاون المصري المخلص لاختارت مصر قبل الصين أو إسرائيل فنحن أقرب وأقدر علي المساعدة بالمعدات والعمالة البشرية المدربة وهي متوافرة وماء النيل يغطي كل احتياجات المنطقة إذا توقف هدره وضياعه وتلك أيضا مسؤولية يجب ألا نتخلي عنها تقصيرا وجهلا. وأخيرا في هذه العجالة سيسأل الله قادتنا علي ما فرطوا
التعليقات (0)