مواضيع اليوم

تحليل حقوقي لمظاهرات العراق

SAMIR SHABA

2015-08-18 09:18:40

0

تحليل حقوقي لمظاهرات العراق

سمير اسطيفو شبلا

رئيس شبكة حقوق الانسان في الشرق الاوسط

عضو النوايا الحسنة لدى منظمة العفو الدولية


جمعتان ماضيتان من عمر تظاهرات العراق التغيرية 7 و 14 آب 2015، بعد صمت وصبر طويل منذ قمع تظاهرات شباط 2011 من قبل حكومة السيد المالكي، وكان استشهاد هادي المهدي سببا مهما في انكفاء الشعب عن المطالبة بحقوقه خوفا من بطش السلطة، ومن جانب آخر تقيدا باوامر المرجعية الدينية واحتراما لها، ولكن بعد ان طفح الكيل بوضع العراقيل امام حكومة الدكتور العبادي من اطراف عديدة واهمها من اعضاء حزبه وكتلته، الى جانب قيام الفاسدين والمفسدين بزيادة مبالغ سرقاتهم لتصل الى مئات المليارات من الدولارات، بحيث وصلت ثروة بعضهم الى مصاف ميزانية دول! وانتشار الفقر والامراض والاوبئة بحيث اصبحت طبقة الفقراء مقسمة الى اكثر من ثلاث طبقات، لذا انطلقت شرارة التغيير الحقيقية بعد ان رفعت المرجعية الدينية ايديها من الفاسدين والمفسدين واعطت الضوء الاخضر لرئيس الوزراء الحالي للضرب من حديد على رؤوس الفاسدين، وكان الشعب مهيأ للانفجار، وهذا ما حدث في جمعتي 7 و 14 /08 / 15


تقييمنا الحقوقي لهذه الفترة

كما هو معلوم للكثيرين ان هناك وعلى مر الزمان وفي كل مرحلة من مراحل التطور الذي يمر فيه اي بلد او مجتمع، هناك شرعيتان (الشرعية الدستورية و الشرعية الثورية)  - الشرعية الدستورية تاخذ مشروعيتها من الدستور والانتخابات وتشكل من يتكلم ويدافع عن الشعب الا هو (البرلمان) وتصدر القوانين باسم الشعب لانهم ممثلين عنه، اي الشعب انتخبهم ليكونوا ممثلين عنه


اما الشرعية الثورية فهي تستلم مشروعيتها عندما تفقد الشرعية الدستورية شرعيتها (مصر نموذجا) لكن العراق والعراقيين يختلفون عن مصر الشقيقة والمصريين في مختلف المجالات، وبما ان الحكومة والبرلمان (بشكل عام وبنسبة عالية جدا) قد فقدت مشروعيتها الدستورية لعدم تمكنها من قيادة المجتمع طيلة فترة 12 سنة او اكثر، الفقير ازداد فقرا والغني ازداد كرشه بحيث لم يتمكن من رؤية جاره وبني قومه وعراقييه الفقراء لان كرشحه اخذ بالكبر والفقير اصبح تحت كرشه لا يراه! اضافة الى هذا الفشل، ان معظم القادة اليوم متهمين بسرقة اموال الشعب حيث بلغ المبلغ المسروق بحدود 700 - 1000 مليار دولار، اكرر دولار، وهكذا عندما رأت الاحزاب الدينية خاصة انها متهمة بالفساد من قبل اعضائها في الحكومة والبرلمان، وان شوكت داعش القذر لم يتمكنوا من كسرها لحد الان، بل بعض المتظاهرين رفعوا لافتات وشعارات تقول: ان داعش ولد من رحم فسادكم وسرقاتكم، لذا كان لا بد من التغيير الحقيقي، وكانت جمعتين سلميتين مضتا دون ان نلمس اي اجراء حقيقي كواقع عملي على الارض من قبل الحكومة الحالية!!


الاسباب

اولا : السبب الرئيسي الاول هو بقاء رئيس الوزراء عضو في حزبه، حيث كان المفروض كاول اجراء من اجل التغيير هو استقالته او تجميد نفسه من حزبه وحسب النظام الداخلي ان امكن ذلك، ودخوله في تحزب العراق لانه لجميع العراقيين باحزابهم وحركاتهم ومستقليه

ثانيا: اما السبب الرئيسي الثانية هو تراجع المرجعية عن مقولة (الضرب من حديد) الى مقولة (لنعطيهم فرصة للاصلاح) مما تسبب في امتصاص حماسة الدكتور العبادي وجماهير الشعب المنتفضة، ولكن حسب ما نرى ونلمس ان الشعب مصر على موقفه، لانه ازال الخوف المذهبي والطائفي منه، مع فشل الاحزاب والحركات الدينية من قيادة المجتمع عمليا وليس نظريا وشعاراتها الرنانة والمنمقة، اذن كلمة الفصل تكون على ارض ساحة التحرير وساحات المحافظات الاخرى دون شك


ثالثا: لم يحصل التغيير المتوقع سوى دعايات اعلامية هنا وهناك: لسببين ايضا

آ: كثرة الفساد والمفسدين --- ب: قوة الفساد ونفوذه داخل النظام والسلطات الثلاثة غير المستقلة

اضافة الى اسباب فرعية اخرى كالمحسوبية والمنسوبية والمصالح الحزبية والكتلوية على حساب الشعب والوطن


هل هناك تغيير حقا؟

نعم يحدث التغيير عندما يريد الشعب الحياة، وهذا يتطلب تضحيات، والتضحيات تتطلب الايمان والثقة بالقضية، وبما ان الخوف قد زال حتما ودليلنا واثباتنا الاعتداء على اصدقائنا وزميلاتنا وزملائنا من قبل المندسين من جانب (السلطة) بين قوسين (اقرأ ثالثا /ب) ولكن استعملوا العقل قبل العاطفة وتمكنوا من السيطرة على الموقف مشكورين، ولكن ماذا في الجمعة القادمة؟ هل نرى برلمان شبابي اخر او قوة مسلحة من غير السكاكين والعصي؟ حذاري قد قالوا : ما ننطيها


اذن التغيير قادم لا محالة ولكن شعبنا اليوم / مفتح باللبن الثخين / لبن اربيل - لذا ثقتنا عالية بكم

نؤكد هنا لا احد يمثل  المظاهرات لحين ان نلمس تحقيق اولى المطاليب


18/08/2015





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !