تنويه قبل أن تقرأ
صحفيون و كلاب !
طلب منى عمل تحقيق صحفى عن نجيب ساويرس و عائلته بناء على إقتراح من الصديق الأستاذ أسامة الدليل رئيس قسم الشئون الخارجية فى مجلة الأهرام العربى وتبناه الصديق الأستاذ مهدى مصطفى مديرالتحرير بمجلة الأهرام العربى ..و إستغرق إعداد هذا التقرير المطول شهر ..وحسب ظن هيئة إدارة التحرير بالمجلة وسياستها فى نشرالموضوعات التى تراها حساسة تم عرضه بمعرفة الأستاذ مهدى مصطفى على مجلس تحرير المجلة لأتخاذ قرار فى نشر التحقيق .. .وقد وافق مجلس التحرير بالإجماع على أهمية نشرالتحقيق على أساس إجراء حوار صحفى مع نجيب ساويرس على صفحات المجلة المذكورة يسبق نشرالتحقيق خوفا من نفوذ نجيب ساويرس وإتقاءا لشره حسب رأى السادة أعضاء مجلس التحرير و القائمين بالمجلة وذعرهم من ملاحقة ساويرس القضائية للمجلة حسب مزعمهم ..و لكن و لمدة شهرين لم يتم إجراء الحوار مع المذكور من قبل إدارة المجلة التى رفضت أن أقوم به بنفسى و أوكلت للسيد أحمد عبد الحكم الصحفى بالمجلة مهمة القيام به مما أسفر عن إجهاض ظهور التحقيق الصحفى حتى الآن و تعليقه إلى أجل غير مسمى لأسباب لن تخرج عن ثلاثة سيناريوهات محتملة هى:
أولا:أن التحقيق قيد النشر بالفعل ولكنه يعوقه بيرواقراطية عادية ناتجة عن نقص فى الخبرة الصحفية أوضعف فى المهنية و الرؤية الصحافية والتى قد يتمتع بها إدارة تحرير المجلة أو أن هناك رؤية عبقرية فى السياسية التحريرية لإختيار الوقت المناسب للنشر يصعب للعامة تفسيره و إستعابه.
ثانيا:أن تقرير من قيادات صحفية أمنية من العاملين بالمجلة وبمؤسسة الأهرام أوصلت إلى جهات سيادية التحقيق فأوقفت نشر الموضوع وأوكلت مهمة فنون تعليقه وحذر نشره لمحترفى صحفى الثورة المضادة الذين أهدروا أموال الشعب فى إصدارات لاتجد من يقرأها سواهم أو لايشتريها من أحدا من الشعب لكونها أقرب لتكيات ولنشرات البوليس السياسيى التى توزع على الموظفين العاملين فى هذه الجهات الأمنية.
ثالثا: أن الأستاذ أحمد عبد الحكم قام بتسريب فحوى التحقيق لنجيب ساويرس ذاته عن طريق الصحفى جابر القرموطى الذى يعمل بالمجلة و بقناة ساويرس "أون تى فى" فى برنامج مانشيت.. فقام نجيب ساويرس برشوة أحمد أبو الحكم و إدارة تحرير مجلة العربى لمنع نشر التحقيق فى مجلة تصدر بأموال الشعب و تحقق خسائر فادحة من عدم إقبال القارئ على شراء إبداعات كتابها مما يعيد و بوضوح أهمية خصخصة كل المؤسسات الصحفية والإعلامية التابعة للدولة بما أنها لا تتبع الفكر الإشتراكى القائم على سيطرة الدولة على وسائل الإعلام .
وأيا كانت الأسباب فالتحقيق الصحفى الأن على مرمى و مسمع و أعين القارئ فى هذه المدونة الإلكترونية ومسموح بنقله ونشره لجوقة نقابة الصحفيين ولكافة الكتاب و الصحف و المجلات والإصدارات الصحفية بما فيها مجلة الأهرام العربى إذا رؤوا فيه ما يستوجب أو يستحق النشر حتى يقيم القارئ ويحكم الجميع من هم الصحافيون الحقيقيون والمزيفون والمدعون و كلاب أى سلطة و لصوص الثروة والثورة.
خالد طاهر جلالة يحقق
الجزء الأول
سوبرتايكون نجيب ساويرس
الفاسد والقديس والقبيح ؟!
النقود ليست لها رائحة كما قال آدم سميث ..وكام مرة تتفتح الزهرة ..وكم مرة تسافر الثورة كما يقول محمود درويش .. فتستطيع مصر أن تقوم بإنقلاب عام 52 لتغيير نظام وتطيح كما تتصور برأس المال المستغل وأحيانا أخرى تقوم مصرأخرى بثورة عام 2011 لتغيير حاكم فاسد لكن تلك التغييرات لا تستطيع أن تتخلص من عبقرية عائلة آل ساويرس لأنهم دائما لديهم خبرة ترمومتر ومقياس معايير الشرف ودهاء إنتهازية حكمة رجل الأعمال المُحتكر العصرى الناضج وأحيانا حماس وعزيمة الثوار .. وغريزة المال ليست لها إيدلوجية ..والقدرة هنا ضرورية على التشكل مع كل المتغيرات التى تنتج دولارات وأموال وأسهم وقروض وأفدنة وعقود والمهارة هنا فى اختيار الوقت المناسب للقفز من السفن الغارقة فى اللحظة المناسبة التى تتفق فى التوقيت وتتعامد بالصدفة مع رؤية الأدارة الأمريكية التى بضرورة تعبر عن مصالحها وبالتالى أطماع القافزين .. فآل ساويرس ووزير خارجيتها نجيب الإبن الأكبر هو الطبعة المتطورة لدهاء صفوت الشريف فهو الرجل الذى يلعب كل الأدوار معتمدا على فتنة المال وضعف الذاكرة وعزف كونشرتو الإمبراطورية الإعلامية المتخمة بما أنفقه عليها ..فكل شئ بلا ضمير له ثمن سواء كان فكة لزبال أو لصحيفة أوقلم أو نسبة لسلطان أومرتب لغفير أو شيك لشاعر .. أو عشاء وسهرة ناعمة فى الجونة لمثقف ملتاع .. أنها جوائز وأعمال خيرية وصدقة و إحسان يضطر أن يدفعها الأسياد للفقراء بأنواعهم بين الحين و لحين من ثقب باب الشفقة أو التطهر أو المغفرة!
فكلما يتمتع من يملك ثمن المتعة كسب "الشيالكة" ساويرس وأخوانهم من فريق "القراصنة" وزاد بؤس وشقاء من جاء للحياة على الرصيف مشاهداً وشاهداً .. ماذا يفعل الكبار فى الزمن الذى يلونه طرب الفساد الجميل !
فرجل يحمل كل مستلزمات وأدوات المرحلة المباركة .. سلاحه معبأ فى محفظة جيبه وكلما ذهب إلى مكان كان يبرز رشوة صغيرة أو فتيات جميلات أوشيكات بأرقام مذهلة تدل على مكانة المرتشى وأهمية مشروع الراشى ..والضرورات تعشق المحظورات والإكراميات الضخمة تستطيع أن تُكيفها بمرونة و تُلقبها تحت بند ناعم يسمى الإستشارات الفنية لإبن رجل قوى، وأتعاب غير عادية لمجهود توقيع رئيس الوزراء ..أو إعلان لجريدة
ولا شك ان أهم مايميز نجيب ساويرس هو أنه إبن بلد ومتحدث ومذيع وتاجر شاطر فى إحتياجات المسئولين والحكومات والأفراد ومجتهد ومنظم فى إقامة شبكات العلاقات العامة والدولية و ضليع فى لغة تخاطب الإكراميات الإستشارية التى تُفتح وتَفتح الأبواب الموصدة سواء كانت فى محمول أو مقاولات أو ملاهى ليلية ومطاعم و صحف وجرائد وخمور فى مدن الفساد الكبرى فى الدول الناشئة أو الواعدة وهو عاطفى لأقصى درجة ويحب السينما وحاصل على لقب رجل العام الهجرى 1430من مجلة " الإسلام وطن " التى يرأس تحريرها محمد علاء الدين ماضي أبو العزائم شيخ الطريقة العزمية ...ونجيب شخص متدين جدا فبكى ثلاثة مرات فى حياته أخرها فى عزاء شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوى الذى تبرع له بمبلغ مليون جنيه لتمويل الجائزه العالميه في الحوار والتسامح الديني، التى اطلقتها جامعه سوهاج بإسم طنطاوى .. ويزور نجيب البابا شنودة كل ستة شهور لكنه يذهب كما يقول للكنيسة عندما يشعر أن الله قد غضب عليه ليس بسبب شرب الخمر ولكن عندما يصيبه الغرور و هو فى النهاية من حكماء ثورة 25 يناير ولا أحد يجرؤ على محاسبة مليادير وقديس وحكيم وتاجر سوى الرب (!!!)خصوصا أنه صعيدى ومتمرد و أستحوذ أخير على صفقة رخصة ثائر لشعب يستخفوا بعقله عندما أعتقدوا أنه فاقد تماما أهلية الذاكرة.؟؟؟
الأقوياء فى وكر"أب ستيرز"
فى منتصف التسعينات إستيقظ ملك من ملوك المال " tycoon"نجيب ساويرس ذات يوم وقرر أن يقيم مطعما على طراز عصري أنيق هو "بيانو بيانو" الذى إنشائه فى مركز التجارة الدولى على كورنيش نيل شبرا لكونه لم يجد فى مصر فى مساء ليلته السابقة مطعما يحقق له الخصوصية التى تليق به و تعزله مع أصدقائه من أولاد ذوات الطبقة الراقية الجديدة الناشئة التى تطفو فى بلد يفسد .. ونجحت الفكرة وأصبح المطعم رمزا للصفوة التى ترتداه .. فأغراه ذلك ليقيم الوكر التى إنطلقت منه مصدر كل الشرور أنه الملهى الليلى "آب ستيرز" الأكثر شهرة فى ذات المبنى و الطابق وبالقرب من بيانو مطعمه القديم والذى وضع سياسية جديدة ستصبح منهجا وفكرا لعالم لا يدخله سوى رواده من" membership " لفصل المجتمع عن الدولة وشلة النوادى الليلية الفاخرة الخاصة بطبقة الأقوياء.
ثلاثة آلاف جنيه هى رسم إشتراك عضوية "آب ستيرز" يتم دفعها سنويا وتُدفع مقدما للأعضاء المنتظمين فى الكباريه العصرى..أما الدخول للرواد الغير منتظمين فلابد أن يكون مختلط "couples" برسم قدره 80 جنيهاً مقابل كوب عصير وفى هذا المكان الذى إمتد إلى العجمى إستطاع نجيب أن يجمع ويتعرف على المتطلعين من أبناء الصفوة المنتخبة من صفوة الصفوة فى المجتمع المصرى فى كافة المجالات أوما اطلق عليه المصطلح الفرنسى كريمة الكريمة - crème de la crème - وعلى رأسهم علاء و جمال مبارك وبدأت مرحلة مزيج الكريمة المخفوقة للمال والسلطة والقضاء تنمو وهى تطمع وتأمل فى رسم معالم غير واضحة لمشاريع مرواغة نحو مستقبلها الذى تخلع فيه عباءة او جلباب الأبوة لتستثمر أموالها أو نفوذها فى عالم مبهر تبدو ارهاصات أنه سيتشكل فى نادى ساويرس ووكره الليلى "الناس إللى فوق" .. قبل أن يتركه ليدشن تحفته الأروع وإسطورته الأشهر كازينو وملهى "بومادورا" الذى شهد مقتل دندى جرانه (....) حيث إختلطت دوافع دماء "مطوة" الجريمة "السينييه" مابين صراع على النساء ومديرة الكازينو اللبنانية الشقراء لإثبات القوة والسطوة والنفوذ فى جو مشحون بلذة الخمر وأكثر أنواع المخدرات تأثيرا وحداثة .. بينما يجتمع فيما بعد جيل الأباء فى نادى ساويرس بجاردن سيتى حيث يجزر ويشفى ويقسم الوطن على مائدة شامبنيا حوار العشاء الذى يدورعلى خلفية موسيقى البيانو الهادئة الحالمة..
6 إستجوابات تبحث عن فاسد !
والدليل ثلاثة إستجوبات قدمها ستة نواب سابقين بمجلس الشعب فى الفترة من 1998 حتى 2003 عن خصخصة خدمة شبكة المحمول الأولى ARENTO التابعة للهيئة القومية للاتصالات والتى كلفت الدولة لإنشائها عام 1996 مبلغ 600 مليون جنيه وبيعت بالأمر المباشر رخصتها بمبلغ مليار و 755 مليون جنيه مصرى لنجيب ساويرس ومن يمثلهم من مستثمرين شركة أورنج الفرنسية "فرانس تليكوم" ومورتورلا الأمريكية عام 1997 ولم يكتفى تايكون نجيب بذلك بل أجبر البنك الأهلى و صندوق المعاشات وباقى البنوك من المسثمريين المساهمين بالشركة الحكومية على بيع حصصهم فى الأسهم المالية لشبكة المحمول الأولى بنفس سعر إصدار السهم الأصلى و قيمته عشرة جنيهات وتسلمت شركتة الوليدة الجديدة موبينيل ولبس سهمها "طاقية الأخفاء" و إستثنائياً دخل ومباشرة إلى تدوال بورصة سوق الأوارق المالية المصرية دون إنتظارالفترة التى يتطلبها قانون هيئة سوق المال المصرية لإدراجها فى البورصة المصرية الذى يتطلب نشر ميزانية الشركة لعامين متتالين فقفز سعر سهم موبنيل بعد عدة شهور فقط إلى 85 جنيهاً فى بورصة الأوارق المالية وحقق إعجازه الثانى ووصل سعره حتى 180 جنيهاً فى بداية عام 2000 ضمن المضاربات الوهمية للتلاعب على سعر السهم دون النظر لقيمته الحقيقية لإستحواذ كبار المستثمرين على سيولة أموال شراء ساخنة يدفع فيها الفقراء من صغار المستثمرين المضاربين فاتورة إستثمارات جديدة لأوراسكوم تليكوم لدفعها لشراء حصة أسهم شركة موتولار فى شركة موبنيل وعقب شراء يشهد عام 2001 إنتحار حد لقيمة سهم موبنيل من 180جنيه حتى وصل سعر السهم إلى 30 جنيه منفردا دون الحاجة إلى تفسير أو توضيح من أى جهة وكأنه زلزال وعقاب كونى لصغار حاملى أسهم الشركة وإستعادة لإساليب مطورة مستوحاة من قصص شركات توظيف الأموال بروح موبنيلية!
(وهو ما دفع الصحفى حسن عامر أن يقول فى مجلة روز اليوسف فى 27 41998 : "أنها الصفقة الوحيدة التى تمت دون زفة إعلامية مناسبة .لا الوزارة أو الهيئة أقامت الأفراح والزينات ولارجال الأعمال نشروا إعلانات التهانى والتبريكات .. كل شئ يجرى "كُتيمى" وبقدر كبير من عدم الفهم أحيانا .. فالصفقة خلت من الشروط الشفافية وهى الإعلان العلنى والمساواة بين الأطراف " .)ففى البداية ومنذ عام 1998 إتهم النواب فؤاد بدوى وعبد المنعم العليمى ومحمد الضهيرى وزير الإتصالات السابق المهندس سليمان متولى ببيع شبكة المحمول المملوكة للدولة إلى شركة موبنيل .. الامر الذى قد تضمن مخالفات صريحة لقانون المناقصات والمزيدات وتجاهل نصوص القانون لصالح ساويرس وأن قيمة السهم السوقية كانت تصل إلى 15 جنيه وقتها بينما إشتراها رجل الأعمال بسعر 2.60 جنيه ولكن متولى قال أن إعادة تدوال أسهُم الشركة فى البورصة قبل مرور سنتين على إصداره جاء فى ظل غطاء من الشرعية ووفقا لأحكام قانون ضمانات الإستثمار وأن رئيس الوزراء كمال الجنزورى إستخدم سلطاته فى إعفاء السهم من شرط السنتين !
وكان عدد مشتركين فى شبكة محمول القومية للإتصالات فى عام واحد 80 ألف مشترك دفع كل مواطن منهم رسم إشتراك للدولة فى هذه الخدمة خمسة آلاف جنيه ..
وفى رحلة سهم موبنيل من عشرة جنيهات إلى 180 جنيه أضاف النائب سيف محمود عام 2002 فى مجلس الشعب أن ساويرس ربح 5 مليار جنيه إضافة إلى 770 مليون جنيه إقتراضها من البنوك مقابل مليار و 200 مليون دفعها لشراء الرخصة وهو محور إستجواب أسبق آخر قدمه النائب الناصرى كمال أحمد فى مايو عام 2001 و الذى أضاف فيه أن ساويرس إشترى سهم هيئة المعاشات والبنوك المساهمة بالمبلغ الذى دفعته بالفعل فى شركة الهيئة عام 1996 وهو ربع قيمة السهم وقدره 2.6 جنيه بينما كان سعره فى السوق عشرة جنيهات فى هذا الوقت و بضغط من الوزير السابق طلعت حماد على سامح الترجمان رئيس البورصة حينذاك الذى سمح لسهم موبنيل للقيد فى البورصة دون نشر ميزانية الشركة و سمح للسهم بأن يتجاوز حد 5% لصعود وهبوط السهم فى يوم التعامل بالبورصة فصعد سهم البورصة من عشرة جنيهات إلى 190 جنيه !
مارتين ومادلين وحماد.. سلامات؟
وتحت قبة مجلس الشعب المصرى مرة أخرى سمعنا لأول مرة بصوت النائب البدرشينى إسم الأمريكى "بيل مارتين" ممثل مستثمر شركة أمريكية للأتصالات توجه بخطاب لمادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية حينذاك عن سفره إلى مصر عام 1997 مع المدير التنفيذى لإحدى كبار شركات الهواتف المحمولة فى أمريكا والتى كانت تتنافس على مناقصة شراء رخصة المحمول التى تقدمها الحكومة المصرية ويعود إسم طلعت حماد وزير الدولة لشئون مجلس الوزراء للظهور الذى قدم مع نجيب ساويرس إلى لوبى الفندق الذى نزل فيه بيل حسب رواية جوابه وطلب منه الأول صراحة أن الحكومة المصرية تريد أن تتعاون شركته بشكل كامل مع ساويرس لأنه "مشروع ساويرس" وإقترح كلاهما أنه يمكن أن تكون شركته الأمريكية شريكا لساويرس مقابل أن يدفع رشوة قدرها 200 مليون ! وأضاف البدرشينى أن الجواب يؤكد أن سعر المعروض من الشركة الأمريكية يزيد عن ما دفعه ساويرس وحلفاؤه فى موبنيل بمقدار 660 مليون دولار ..
أحمد نظيف وزير الإتصالات قال فى رده على الإستجواب أن الشركة الأمريكية المشار إليها قد تكون شركة تافهة والدليل أنها لم تتقدم للتسجيل بعروض أسعار .. وهنا تدخل فتحى سرور رئيس المجلس متسائلا لماذا لم يقدم البدرشينى جوابه المزعوم أثناء وجود الوزير السابق طلعت حماد وقبل خروجه من الوزارة مع حكومة كمال الجنزورى فأجاب النائب أنه لم يكن عضوا فى مجلس الشعب فى هذا الوقت .. فقال رئيس المجلس أنه ربما تقدمت هذه الشركة للشراء رخصة المحمول لكنها لا أحد يعلم بالتأكيد هل الجواب الذى عرضه حقيقى أومزيف .. فطلب البدرشينى مع 34 نائب تحويل الإستجواب إلى لجنة تقصى الحقائق بالمجلس فرفض رئيس المجلس!!!
وما لم يذكره البدرشينى فى مجلس الشعب أن الجواب يدعى أن ماطلبه طلعت حماد ونجيب ساويرس من رشوة كان سيتم تقسيمها على النحو التالى 100 مليون لجمال مبارك و 100 مليون لكمال الجنزورى وأن تكليف ساويرس بالأستحواذ على الرخصة كان بأمر مبارك شخصيا !
و يشير مارتين فى خطابه إلى أن المناقصة كانت صورية ولم تكن من نصيب ساويرس ولكن أستولى عليها تحالف أخر يقوده شركة "ألكان" التى يمتلكها محمد نصير - تاجر سلاح- ولكن نجيب ساويرس كفؤ بشرائه شركة الحكومة بمبلغ يقل عن ما طرحه فى عرض الشركة الأمريكية بـ 664 مليون دولار لشراء رخصة جديدة وهو مايوازى 2 مليار و 271 مليون جنيه مصرى حيث لم يشمل تقييم شبكة الشركة الحكومية القائمة بالفعل والمباعة لموبنيل تقدير عدد مشتركيها فى ذات الوقت 80 ألف مشترك بالأضافة للمعدات الشركة .
بيل مارتين فى خطابه الغامض يصف ساويرس "بالقواد الأيطالى" فى الخطاب الموجه لوزيرة الخارجية الأمريكية ويدعى أن ساويرس إصطحبه لمهلى ليلى رخيص يملكه وعرض عليه ثلاثة روسيات يعملن معه ثم إصطحبه مرة أخرى إلى ملهى ليلى أخر يملكه وفى حضور أخيه الصغير وقدم له فتاتين مصريتين فى سن المراهقة يرافقاه أثناء فترة بقائه فى مصر .
وما يلفت الأنتباه أن جواب بيل مارتين تعرض لملاحقة إلكترونية فتم منع الصفحات التى نشرته مصحوباً بترجمة من الأنجليزية إلى العربية بمواقع على الأنترنت .
لكن ماجاء فى هذه الرسالة يخلو من إسم الشركة الأمريكية التى يمثلها بيل مارتين وعنوان الأخير .
اما الخطاب فقد كان أقرب إلى تقديم معلومات خطيرة فى وعاء مثير يثير لغط وجدل كثير وضجة كبيرة فى مناخ غامض لا يتمتع بأى قدر من الشفافية .. وفى ظل أجهزة رقابية معطلة أوفاسدة أو لا تعمل إلا بأوامر ..
والخطاب كذلك يفسر حسب زاوية رؤية قارئه ..إما أنه حقيقي أو انه يحوى معلومات فى قالب تراجيدى براق أو هو مجرد شائعات مزيفة من أعداء حاقدين من نجاحات نجيب تستند إلى أنصاف حقائق للتشهير به .. ولكن الخطاب مهما تم الأختلاف على دوافعه و مصدقيته و أهميته فهو فى النهاية لم يأتى من وحى أفكار المؤلف فقد إستند على حقائق من معطيات وقائع مؤكدة حول أن حكومة كمال الجنزورى رئيس الوزراء السابق وسليمان متولى وزير الأتصالات فى تلك الآونة قد باعا سراً وبطريقة تثير كل عوامل الشكوك والريبة رخصة تشغيل المحمول الأولى "كليك" فى مناقصة وهمية لمحمد نصير بمبلغ مليار و 755 مليون جنيه وخصخص شبكة شركة المحمول التابعة للحكومة "أمتس" بالأمر المباشر لمستثمر رئيسى هو نجيب ساويرس بعد سنة ونصف فقط من إنشاء الشركة بمبلغ مليار و 755 مليون جنيه ضمن صفقة فساد حكومى شامل كامل متكامل وواضح وضوح الشمس وبعيدا عن أى جهاز رقابى وشملت الصفقة المباعة كيان قائم لشركة لها سمعتها التجارية وتمتلك 83 مليون مشترك تدفع ما قيمته 50 مليون جنيه شهريا علاوة على معدات قيمتها من 61 الى 85 مليون جنيه إضافة إلى 2765 مليون جنيه دعم من الدولة لنجيب ساويرس عندما أجبر المساهمين فى الشركة من هيئات و بنوك حكومية عن طريق كل من يوسف بطرس غالى وطلعت حماد وميرفت التلاوى على التخلى عن أسهمهم على النحو التالى نسبة 28% حصة الهيئة القومية للإتصالات و2% للعاملين فى الهيئة حصص أخرى من رأس مال الشركة هى 32% تشكل حصة أربعة بنوك هى الأهلى ومصر والقاهرة والأسكندرية و8% حصة هيئة التأمينات الإجتماعية والمعاشات بالبيع بسعر السهم المدفوع 2.60 وهو ربع القيمة الأسمية لسعر إصدار السهم عند إنشاء الشركة عام 1996 وقيمته عشرة جنيهات .. ولا تندهش أن تكون ميرفت التلاوى وزيرة الشئون الإجتماعية السابقة وقت السطو موبنيل على أسهم إستثمارات هيئة المعاشات فى شبكة المحمول الأولى أصبحت عضو أمانة جمعية ساويرس للتنمية الإجتماعية والمشروعات الخيرية ؟
وهذا مادفع النائب البدرشينى فى إستجوابه الشهير عام 2001الى ان يتهم الحكومة بعدم إتخاذ الأجراءات الصحيحة قانونيا فى عمليات البيع والترخيص لشركة المحمول لشركة أوراسكوم تليكوم و كليك مما يُعد مخالفة قانونية ودستورية لعدم وجود عقود بين هاتين الشركتين والحكومة .. ووصل الأمر أنه طالب من أحمد نظيف وزير المواصلات بتقديم صورة العقود المبرمة بين الحكومة وشركتى المحمول للمجلس .. !
وقد قال سيف محمود فى إستجوابه البرلمانى بالكشف أنه رغم أن شركة الاتصالات المصرية كانت مصممة بصورة غريبة حتى عام 2001علي إقامة شبكة محمول ثالثة، إلا انه عند انتهاء احتكارات شركتي المحمول في نهاية 2002، غيرت شركة الاتصالات رأيها فجأة بحجة عدم وجود مستثمر رئيسي كما أشارسيف إلى أنهم لن يجدوا هذا المستثمر الرئيسي أبدا لأن الشركتين الموجودتين بينهما وبين المسئولين تفاهم !!
حزب المزورين الأحرار
تم تأجيل إنشاء شبكة المحمول الثالثة عام 2002 لصالح شركة فودفوان وموبنيل و كانت الطامة الكبرى والمأساة أنه عندما أعلنت وزارة الأتصالات إعلانا حقيقيا عن مناقصة عالمية لأنشاء رخصة المحمول الثالثة تقدم 14 تحالف دولى ومحلى للمناقصة وتم تصفية المتقدمين إلى تسع تحالفات فى مزايدة بينهم طبقا للشروط الفنية للمناقصة وفازت سنة 2006 تحالف شركة الأتصالات الأماراتية برخصة الثالثة للجيل الثالث للمحمول بسعر 17.2 مليارجنيه مصرى وتسرى الرخصة لمدة 15 سنة و من المصادفة أن يكون رئيسها التنفيذى فى مصر هو المهندس جمال السادات (؟!) وتتفاوض الآن شركة المصرية للأتصالات المملوكة بنسبة 80% للدولة مع شركة فودفوان مصر لشراء باقى كامل حصتها فودافون العالمية فى الشركة وقدرها 55 % من حصتها بـمبلغ 25 مليار جنيه مصرى رغم تنازل الهيئة القومية للأتصالات عن رخصة المحمول الثالثة مقابل مليارى جنيه دفعتهما فودفوان مصر وموبنيل عام 2002 بمقتضي اتفاق بين الثلاثة شركات و الحكومة على أن تستولى الشركة المصرية للإتصالات على حصة من أسهم فودفوان مصر وقدرها 25% بسعر 23.3 جنيهًا واقترضت من البنوك 6.5 مليار جنيه لترفع حصتها الحالية في فودافون مصر إلى 45% جنيه فاشترت السهم بـ100 جنيه عام 2005 !!
ومن غيرالمتاح أى معلومات حول ما تم تحصيله من قيمة تجديد ترخيص المحمول لشركة موبنيل وفودافون مصر فى الفترة مابين 2002 إلى 2006 فما حصلت عليهما الشركتان عام 1998 هو ترخيص لمدة أربعة سنوات ينتهى فى 2002 وأن كانت موبنيل وفودافون عام 2007 قد دفعت كلا منهما على حدا للدولة 3 مليار و240 مليون ثمن الترخيص لهما لإستخدام الجيل الثالث لشبكات المحمول .
لم يكتف النائب البدرشينى فى إستجوابه البرلمانى بماسبق ذكره بل إتهم الحكومة فى ذات الإستجواب بتقاعسها عن إتخاذ الأجراءات القانونية تجاه شركة أوراسكوم تيلكوم بعد ثبوت صحة تزوير الشركة مستندات بنكية تقدمت بها للبورصة لرفع رأس مال الشركة من 50 مليون إلى 900 مليون جنيه .
غضب نجيب ساويرس من الاستجواب وأرسل لفتحى سرور رئيس مجلس الشعب خطاباً طالب فيه برفع الحصانة عن البدرشينى تمهيدا لمقضاته بتهمة التشهير!
لكن لماذا يلجأ ساويرس إلى التزوير ؟
فى 21 يوليو 1997بدأت شركة أوراسكوم للتكنولوجيا برأس مال مدفوع قدره خمسة مليون جنيه وبرأس مال مرخص 100 مليون جنيه وفى الأعوام من 98: 2000 تم رفع رأس المال المدفوع إلى 500 مليون عن طريق سبع شهادات مستندات بنكية مزورة على فترات زمنية مختلفة لتسمح له هيئة سوق المال بزيادة رأس المال المصدر والمدفوع لشركته ..
الامر الذى من خلاله تستطيع طرح إكتتاب عام لأسهم الشركة فى السوق للجمهور لكى تجمع منهم ماقيمته 375 مليون جنيه وذلك بتورط جلال الجنزورى رئيس الإدارة المركزية للخبرة المحاسبية فى هيئة سوق وشقيق الدكتور كمال الجنزورى رئيس الوزراء فى ذلك الوقت حيث قدم رفعت غالب عبدالرحمن رئيس الإدارة المركزية للشئون القانونية بالهيئة العامة لسوق المال ببلاغ إلي السيد المستشار المحامي العام الأول لنيابة الشئون المالية والتجارية والتهرب الضريبي بناء علي طلب رئيس الهيئة يحوى وقائع تزوير صارخة تتعلق بشركة أوراسكوم تليكوم.
.. وقالت لجنة التظلمات برئاسة المستشار شوقى سرور نائب رئيس مجلس الدولة فى هيئة سوق المال 312001 "أن ما أرتكبه هؤلاء المساهمون من غش يصل إلى حد التزوير المؤثم جنائيا" وقد غرمت هيئة سوق المال أوارسكوام مبلغ 30 مليون جنيه فقط على مجمل شهادتين مزورين منسوبتين إلى مكتب وشركة المحاسب الشهير حازم حسن (عضو أمانة جمعية ساويرس الإجتماعية) ولكن نجيب قام برفع قضية فى القضاء الإدارى ضد الهيئة معترضا على تغريم شركته هذا المبلغ بأعتبار أن ماحدث كان مجرد خطأ تم تداركه وأن لا شئ فى قانون الهيئة يسمح لها بفرض غرامة فى هذه الحالات ! المحاسب القانونى للشركة صلاح الدين أبوزيد مبروك أكدت تقرير الطب الشرعي أن كافة التوقيعات والبيانات المنسوبة فى القضية إليه غير صحيحة ولا تخصه. ومع ذلك حكمت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار عادل عبدالسلام جمعة (والتى أظهرت وثائق مباحث أمن الدولة المنشورة أنه كان عميلا على أعلى وأقصى درجات التعاون والتفاهم و التنسيق المشترك معها ومع النظام فى القضاء المصرى) بحبس المحاسب المذكور لمدة خمس أعوام لاشتراكه مع آخر مجهول في ارتكاب تزوير محررات لشركات أوراسكوام تليكوم دون علم أصحابها الأب و أولاده الثالثة على مدى ثلاثة سنوات وعبر ثلاثة ميزانيات أصدرتها الشركة (!؟!).. ولكن تقرير هيئة سوق المال كشفت أيضا أنه قام ايضاً بتزوير مستندات بنكية للمرة الثامنة والتاسعة ليزيد من رأس مال المدفوع للشركة من 500 :900 مليون جنيه بطريق دفع مبلغاً نقدياً مباشراً وهمياً من حسابه البنكى الشخصى للإيهام بقوة الوضع الإقتصادى للشركة وأضافت ملاءةً ومركزاً مالياً للشركة خيالي ومغاير ومخالف للواقع بالغش والخداع والإحتيال .. ولتسوية الأمر مع الهيئة وتغطية المخالفة والزيادة الوهمية فى رأس المال وضع ساويرس من حسابه الشخصى فى حساب شركة أوراسكوم البنكى مبلغ 400 مليون وأخذ شهادة رسمية من البنك بذلك وارسالها لهيئة سوق المال لتسوية الأمر معها .. ثم سحب المبلغ مرة أخرى من حساب الشركة إلى حسابه الشخصى فى ذات اليوم ولا عجب أن هانى صلاح سرى الدين رئيس هيئة سوق المال الأسبق وعضو أمانة السياسات بالحزب الوطنى الديمقراطى هو من أوائل المنضمين لحزب المصريين الأحرار الذى أطلقه ساويرس!
وليس هناك رقم ما يستطيع أن يحدد على وجه الدقة كم من الأموال إقترضتها مجموعة شركات أوراسكوم من البنوك المصرية وتم تحويلها لمشاريعهم بالخارج وعلى أى أساس إقتصادية وبنكية قد تم منح هذه القروض .. فعلى سبيل المثال وفى سنة 2005 قاد البنك الأهلي المصري ستة بنوك مصرية أخرى هى بنك مصر وبنك القاهرة والبنك التجاري الدولي وبنك الأهلي سوسيتة جنرال والبنك المصري لتنمية الصادرات لتقديم قرض مدته 5 سنوات شاملة عامين سماح للسداد قيمة قرض قيمته 310 ملايين دولار لشركة اوراسكوم تليكوم القابضة ..
الشبكة الشمولية لجامعى القمامة
لقد تفهم نجيب ساويرس مبكرا ان الربح الحقيقي ليس في بيع أجهزة أو برامج لكن في بيع الخدمات ومن هنا أنطلق فى تقديم خدمات شبكات المحمول والأنترنت .. وأهمية سرية صفقة المحمول موبنيل أن نجيب ساويرس مثلا إستطاع أن يحصل بمفرده على حصة شخصية من أرباح صافية من شركة موبنيل قدرها فى المتوسط 400 مليون جنيه سنويا من مساهمته بحصة قدرها 50 مليون دولار تشكل 7.5 % من أسهم شركة موبنيل رفعها إلى 34.5% بشرائه حصة شركة موتورلا ..كما أنه يتحكم فى ميزانية 400 مليون جنيه أخرى تشكل توزيع مرتبات ومكأفات وإعلانات ومصاريف تشغيل لشركة موبنيل التى يقوم بإدارتها .. ويكفى منح إعلان واحد فقط من موبنيل لجريدة أو مجلة أو مطبوع أو قناة تليفزيونية حتى يصبح نجيب ساويرس هو السوبرمان ونبى عصره ونجم الكواكب الشمسية والمجرات .. ومن حصيلة أرباحه فى موبنيل التى وفرت له ثروة قدرها 40 مليار جنيه على الأقل فى 12 عام أستطاع أن ينطلق نجيب ساويرس بشركة أوراسكوم تليكوم فى أسوق الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا و أوروبا و أمريكا فقامت شركته بتشغيل شبكة نظم الاتصالات المحمولة فى كل من جيزي بالجزائر وموبيلينك فى باكستان وعراقنا بالعراق وبنجلالينك فى بنجلاديش وباكستان وتونيزيانا بتونس وتليسيل بزيمبابوي ووسط أفريقيا وويدز إيطاليا .. وصولاً إلى كندا واليونان والأردن وسوريا واليمن وتشاد والكونغو ونامبيا وكوريا الشمالية وذلك بحجز ترددات الشبكات ونصب أبراج التقوية وإعلانات ومنافذ كروت الشحن وماكينات الكاشير التابعة له وجداوال الأيرادات والمصروفات على شاشات اللاب توب وقد إعتمدت أوراسكوم على إستغلال خبراتها فى السوق المصرى فى إنشاء شبكات فى أسواق يسميها نجيب ساويرس أسواق ناشئة وهى فى الحقيقة أسواق لا تتمتع بإستقرار إقتصادى أو سياسى وأسواق غير مستقرة ومحفوفة بالمغامرة والمخاطر .. بل قُل المقامرة إضافة إلى أنها أسواق لا تمتع بشفافية ويميزها الفساد السياسى والحكم الشمولي والشيوعى وهى بلاد المفروض أنها توزع الفقر والجهل و المرض ويكرهها و يمقتها تايكون ساويرس كليبرالى ورأسمالى يهوى جمع اللوحات الفنية .. ولذلك خرجت أوراسكوام من تونس والأردن و سوريا واليمن واليونان وإيطاليا و العراق والجزائر حيث تملك "تليسل إنترناشيونال" التابعة لشركة أوراسكوم 60 في المائة من"تليسل زيمبابوي"، التى تضم بين مساهميها ليو موجابي ابن شقيق الرئيس روبرت موجابي وقد شارك نجيب فى سوريا رامي مخلوف أبن خال بشار الأسد فى نظام شمولى منعه من دخول مقر شركته فى سوريا فإضطر إلى توجيه نداءات فى مقالات صحفية للأسد وقريبه فى جريدة الحياة اللندنية ثم إلى مقاضاة شريكه السورى في لندن وجنيف وجزر البهاما ومن خلال الدعوى تمكن ساويرس من حجز أموال محمد مخلوف وابنه رامي في بنوك لندن وجنيف وتغريمهما مصاريف الدعوى وأتعاب المحامين وفوائد الأموال، بعد ذلك رضخ رامي وارجع 70 مليون دولار إلى ساويرس .. وقد تدخل حسنى مبارك شخصيا لدى القيادة السورية لحل الأزمة حتى أن أحد المحللين الأجانب يقول أن نجيب ساويرس يستخدم مبارك كمندوب مبيعات فى شركة أوراسكوم ..ورصدت جريدة الجارديان إستمرار إزدهار عائلة ساويرس طوال ثلاثة عقود من حكم مبارك وأدعت أن علاء مبارك شريك بأسهم فى موبنيل وأنه ساعد نجيب على الحصول على رخصة الشبكة بينما يسرية لوزة والدة نجيب أسست جمعية لحماية البيئة هدفها تحسين سبل العيش لمجتمعات جامعي القمامة وعينها مبارك عضوة فى مجلس الشعب من 1995 وحتى 2000 .. كما انها كانت صديقة شخصية لسوزان مبارك وشغلت عضوية مجموعة من الهيئات والمجالس المتخصصة مثل المجلس القومي للطفولة والأمومة، والمجلس القومي للمرأة، والصندوق الاجتماعي للتنمية. وعملت في مؤسسة فورد - المكتب الإقليمي بالقاهرة .. يعلق المحقق المدون الأمريكى "براندون بنستون" فى مدونته "حقيقة نجيب ساويرس"على قوة العلاقة بين الأسرتين أنه ليس مفاجأة أن تُحدث نجيب ساويرس على هاتفه ويرد عليك حسنى مبارك !! وهو ما يتوائم مع أقوال نجيب الإيكونومست: «يجب أن تتذكر أنك تتحرك في مناخ غير ديمقراطي.. لا يمكن أن تستثمر في أي بلد من دون مباركة الرقم (1)، فإن لم تتمكن من الحصول على ذلك لا يجب أن تعمل هناك». ؟
وفى جمهورية الكونجو سرت شائعات تم تداولها فى الصحف الغربية بأنه وعد رئيس البلاد أن تشارك إبنته "جوجو دينيس ساسو نجويسو" بنسبة إتاوة قدرها 20% من أسهم الشبكة هناك .. وفى اليونان التى تعانى من مشاكل إقتصادية إنعكست على أداء الموقف المالى لشبكة هيلاس ويند اليونانية وتدهور أحوال الشركة وإفلاسها فقد تراكمت مديونيتها إلى 1.2 مليار يورو.حاول ساويرس الألتفاف على دائنين الشركة وقام بنقل مقرها من لوكسمبرج إلى لندن حيث مقر سفن الشركات المفلسة التى تساعد قوانينها على شراء مديونية الشركات التى تعلن إفلاسها وذلك فى الخفاء وعبر وسيط يدعى "ماثيو تيبليت" وعده بـ 500 ألف دولار مقابل أتعابه ليقوم بدور القناع الخداع لشراء مديونية أسهم سندات الدائنين لكنه أفشى سر الصفقة فى ملهى ليلى ووصلت المعلومات للدائنين فى شركة هيلاس فـاشتروا الشركة المفلسة مقابل 420 مليون يورو فى شكل أسهم.
لكن صفقة شراء شبكة شركة "ويند "للمحمول الإيطالية ثالث شبكة للمحمول فى إيطاليا من حيث عدد المشتركين التى إشتراها نجيب بالكامل بـ 17.2 مليار يورو.. ولكن المستورعنه فى الصفقة أن الشبكة الأيطالية كانت محملة بـ 9 مليار يورو من الديون .. قام بالأعمال الأستشارية للصفقة شركة هيرميس مستشار ساويرس الأقتصادى وكانت عملية غريبة ومريبة ومأزق حقيقى غير مفهوم أسبابه لتايكون نجيب حيث كان تهوراً واضحاً لدخول ساويرس لأول مرة السوق الأيطالى المتشبع ..فإمكانية جذب مشتركين ضعيف والفجوة بين عدد المشتركين فى شبكة الشركتين المنافسين لشركته الجديدة "وند" فى إيطاليا كبيرة ومحاولة الإستيلاء والأستحواذ على عملاء من المنافسين ضرب من الخيال وعمل شبه مستحيل وهو مايعنى أن فرص الأستثمار المستقبلي للشركة الإيطالية ضعيفة حتى لو كانت "ويند"هى الراعى الراسمى لفريق روما الذى حاول تايكون شرائه ..واكب ذلك تراكم ديون أوراسكوم تليكوم مع أزمة منع الحكومة الجزائرية تحويلات أرباح شركة جيزى(15 مليون مشترك ) للخارج ومع تعاظم الديون ومواعيد إستحقاقها على أوراسكوم تليكوم أجبرت ساويرس على بيع شبكة جيزى الجزائرية وشبكة ويند الأيطالية التابعة لشركة ويزر إنفستمينت (المملوكة بالكامل لنجيب والتى تملك حصة قدرها 51.7% من شركة أوراسكوم تليكوم )لشركة فيمبلكوم الروسية بمبلغ 6.5 مليار يورو إضافة إلى مبلغ 1.8 مليار دولارنقدا ..
وكانت أوراسكوم تيلكوم وفيمبلكوم الروسية قد اتفقتا بعد اندماجهما على سداد قيمة أسهم "موبينيل" المرهونة لدى البنوك البالغة 535 مليون دولار ومع ذلك تم تأجيل سداد أقساط الديون المستحقة فى أعوام 2012 و 2013 و 2014 المتراكمة على شركة أوراسكوم تليكوم القابضة والبالغة أكثر من 4.6 مليار دولار على أن يتم دفعها مرة واحدة فى مايو 2014 (ولا تندهش أن نجيب عام 831998 بجريدة الأسبوع يقول " أبوى ربانى ..ماتستلفش أكثر من إللى فى جيبك عشان تبقى حر " فماذا قالت له مرجعية أبوه اليوم؟)..
كانت "أوراسكوم تيلكوم القابضة" قد تراجع صافي أرباحها بمعدل 99% فى النصف الأول من عام 2010 وحققت الشركة صافي خسارة قدره 375.2 مليون جنيه خلال الربع الثاني لعام 2010 وتسعى لزيادة رأسمالها المرخص به من 7.5 مليار جنيه إلى 14 مليار جنيه ، وتعتزم تقسيم نفسها إلى شركتين هما شركة أوراسكوم تليكوم وشركة أخرى باسم اوراسكوم تليكوم ميديا للتكنولوجيا و التي تضم موبينيل للاتصالات و المصرية لخدمات التليفون المحمول و كوريولينك!
سوبرمان من شبرا .. لروما ؟
ولم تكن ويزر إنفستمينت المالكة لشبكة ويند هى المباعة فقط للعملاق الروسى فيمبلكوم ولكن شركة أوراسكوم تليكوم أيضا والتى تضم تحت رايتها الأصول التى ستدخل ضمن صفقة الاندماج مع الشركة الروسية وهي وحداتها فى باكستان وبنجلاديش والجزائر وإيطاليا وبورندي وزيمباوري ووسط أفريقيا ونامبيا بالإضافة إلى حصتها غير المباشرة فى كندا من خلال شركة "ويند موبايل" مقابل حصة أسهم قدرها 20% من حصة فيمبلكوم الروسية ومقعد لـ "tycoon" نجيب فى مجلس إدارتها .. ولم تكن صفقة الروسية خالية من البعد السياسى فإرتباط الجزائر بمصالح الروسية قد صور لنجيب أنها طوق النجاة لجيزى التى سعى الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الى اقناع المسؤولين الجزائريين بالموافقة على بيع اكبر شركة جزائرية لتشغيل الهواتف الخليوية إلى الشركة روسية التى تشكل جيزى 10% من قيمة الصفقة مع أوراسكوم و تريد الحكومة الجزائرية شرائها بقانون الشفعة بمبلغ يفوق2مليار دولار .. ولم تقل أوراسكوم تيليكوم التى أدعت أنها تتعرض لإضطهاد من الحكومة الجزائرية أن وحدتها جيزى تتهرب من الضرائب فى الجزائر بما قيمته 600 مليون دولار فقط وهو سلوك معتاد لها فقد سبق أن وقعت اتفاقا مع مصلحة الضرائب البوروندية لتسوية الاختلافات الضريبية عن عامي 2008 و2009 البالغ قيمتها 11 مليون دولار بخلاف غرامات تأخير تقدر بنحو 100% من التقديرات الضريبية ورغم أن نجيب يتباهى بأنه أكبر دافع للضرائب فى مصر فى تصريحاته المجانية إلا أنه لايفصح عن حجم مايدفعه من ضرائب فعليا عن أرباحه الشخصية عن أنشطته فى مصر والتى تصاحبها علامة إستفهام وشكوك ضخمة حول مدى صحة وجدية تقديراتها فى ظل حكم مبارك وفساد رئيس مصلحة الضرائب ذاته ..علاوة على حجم ماتدفعه شركاته من رواتب للموظفين ومقارنتها بالأعفاءات الضريبة و الإمتيازات والدعم المستتر و المباشرمن الدولة وحجم الأموال والقروض من البنوك المصرية التى يديرها فى مصر والعالم ؟
ضربة جيزى
لقد كانت ضربة قاتلة هزت ساويرس الذى قال "لو تم تقييم جيزى بنفس معيار تقييم شبكة زين الكويتية أو صفقة ميديتيل في المغرب لتجاوزت قيمة أوراسكوم 12 مليار دولار .. ولذلك اعلان إعتزاله العمل المالى و شبكات المحمول والتفرغ للنشاط الخيرى وأعرب عن ضيقه من ان الدولة لم تساعده فى حل مشاكله مع حكومة الجزائر وإن عاد كعادته وأعلن عودته لإستثمار مرة أخرى فى قطاعات الأسمدة والسكر وحلج الأقطان والغزل والنسيج وشراء شركات النسيج المملوكة للدولة التى ستطرح للبيع ورشحته الشائعات بقوة أن يكون هو والخرافى المستثمر المصرى والعربى الخفى المسكوت عنه والغير معلن حتى الأن فى صفقة عقد شركة مصنع أجريوم الكندية الغامض فى رأس البر بدمياط والملوث للبيئة !
وحسب قول تايكون نجيب لوكالة بلومبرج" أن المحرك الرئيسي لرجل الأعمال هو الثقة في النفس، فلابد أن يثق في كونه "سوبر مان"، ولهذا فلقد أنتهت مغامرة سوبرمان فتى كورنيش شبرا ومصر الذهبى بمأساة فقام بعملية خداع و تجميل بسيطة لتبرير خسارته عالميا عبر شبكة من الإعلام المحلى تعمل لحسابه التى روجت أن إندماجه مع العملاق الأتصال الروسى التى روج له على أنها خامس شركة على مستوى العالم من حيث عدد المشتركين و أن كانت صفقة ويند ساويرس فى الحقيقة قد رفعت ترتيب فيمبلكوم الروسية من المركز السادس عشر إلى الخامس عشر فى ترتيب القوة المالية لشركات شبكات المحمول على العالم .
لقد خسر نجيب ساويرس عشرة مليار دولار فى الأربع سنوات الأخيرة فى غزوات المحمول الخارجية وإنهارت ثروته من 13.5 مليار دولار إلى 2.5 مليار دولار طبقا لتصنيف قوائم مجلة فوربس الأمريكية السنوية لثروات رجال الأعمال فى العالم وأصبح الرجل فى أزمة وورطة هو وأبوه الذى علمه درسا طالما تفاخر به فى نشوة تدفق غطرسة فيضان المليارات وهو إلا يحسب ما اكتنزه من أرباح ولكن فقط ماخسره من المكسب ! وأعلنت ذات المجلة فى عام 2009 أن آل ساويرس عليهم أن يعودوا جميعا إلى مقعد الدرس ومعهم جدول الضرب والجمع و الطرح ليعيدوا حساباتهم فى كافة الأتجاهات بعد أن خسر الأب و الأبناء الثلاث رقما مخيفا ومذهلا ومخجلا لعبقرية الأوراسكوميات وقدره 28 مليار دولار فى عام 2008 وفوق البيعة خسروا الكنز الأستراتيجى محمد حسنى مبارك فى 11 فبراير 2011 الذى أمتلك وحده أزهى عصور الفساد التى أظهرت وتنامت و ترعرعت فى حقبته أمبراطورية ساويرس وشكلت فى يوما أكثر من الأيام من 45:25 % من سوق الأوارق المالية المتدوالة فى البورصة المصرية . ولقد قال د.عزيز صدقى أبو الصناعة المصرية الحديثة وهو ليس شيوعى أو متطرف دينى أو من جبهة الفاشلين وشلة الحاقدين كم يحلو أن يصنف تايكون نجيب معارضيه (فعزيز صدقى رئيس وزراء مصر السابق رجل ينتمى لطبقة الأرستقراطية ووالده من باشوات عصر مصر الملكية وقد تخرج من جامعة هارفارد أعظم وأشهر الجامعات الأمريكية عندما كان أنسى ساويرس مازال تلميذاً لم يدخل كلية الزراعة بعد ولم يخطو خطواته الأولى فى نشاطه الإقتصادى الضخم مع صديقه لمعى فى أعمال حفر الترع والقنوات ورصف الطرق الذى أممها عبد الناصر ) قال صدقى بأنه لايصح الإستفزاز الذى يقوم به رجال أعمال الذين يتباهون بزيادة ثرواتهم كل دقيقة من إستيلائهم على أموال وودائع المصريين فى البنوك .. وقد حان الوقت كما كان يروق لهم أثرياء أروع عصور الفساد أن يجتمعوا مع الأب الروحى للعائلة أنسى ساويرس الذى إعتاد الإلتقاء مع أبنائه نجيب سميح وناصف على مائدة الطعام ثلاث أو أربع مرات أسبوعيًا فى حضور الأم يسرية لوزة لكى يتفرغوا لحساب كم تخسر ثروتهم كل دقيقة بفعل نهاية دولة الفاسدين و المقامرين والسماسرة والعملاء والعابثين بنقود ومدخرات المصريين فى بنوك مصر !!
ويقول جمال محمد غيطاس فى الأهرام اليومى "ما حدث من مشاركة بين الدولة والقطاع الخاص في قطاع الأتصالات سابقة لم تحدث في العديد من قطاعات الدولة الأخري, حيث تم إدخال القطاع الخاص في عمليات مشاركة معلنة واسعة النطاق, لعبت فيها موبينيل وغيرها دورا في التفكير والتخطيط والتنفيذ, بل والضغط وإعادة رسم السياسات لصالح تجمعات رجال الأعمال وشركات المحمول وعقدت مئات اللقاءات العلنية والسرية بين الدولة وجميع شركات القطاع الخاص ..وهنا ك دعم مقدم من الدولة لشركات الإنترنت لتشجيع صناعة تكنولوجيا المعلومات عندما كانت هذه الشركات ناشئة وفي بدايتها قبل أكثر من تاسعة سنوات ولكنه الدعم مازال مفعل بعد انتقال ملكيتها لشركات المحمول.. التي تحقق أرباحا صافية لا تقل كل عام عن80% من رأسمالها الأصلي وربما أكثر .فتشجيع الطلب المحلي في صناعة تكنولوجيا المعلومات جعل أربعين ألفا فى إسرائيل يصدرون ما قيمته خمسة عشر مليار دولار.." ..
فماذا قدمت لينك دوت نت التابعة لشركة أوراسكوم للتكنولوجيا وموبنيل وغيرها من صادرات فى صناعة تكنولوجيا المعلومات المدعمة من الدولة سوى صادرات تصل الي450 مليون دولار..؟! وفى هذا السياق ظهرت حصيلة التزواج وتبنى الدولة لنجيب ساويرس ففى عام 2006سحبت أوراسكوم شركة «المصرية للاتصالات الحكومية» لشراكة مزدوجة ومغامرة جديدة لإنشاء شركة (لكم) لخدمات الهاتف الثابت فى الجزائر وورطتها فى دفع 65 مليون دولار علاوة على خسائر 42 مليون دولار وفشل المشروع فشلا ذريعا و هو الآن معروض للبيع ؟
رشوة الأبراج الإستراتيجية
ثلاثة سمات أساسية لإرتفاعات لا تخطئها العين تشكل رموز بارزة فى تاريخ القاهرة ومصر الفرعونية و الحديثة .. هرم خوفو رمز الخلود .. برج القاهرة رمز الكرامة .. أبرج النيل سيتى رمز الـتايكون
نجيب ساويرس .. والرشوة قد تكون هى العلاقة الأستراتيجية المشتركة بين إرتفاع برج القاهرة وبرج النيل سيتى .. فالرئيس الراحل جمال عبد الناصر قبِل رشوة من المخابرات الأمريكية ليبنى صرح برج الجزيرة أعلى مبنى فى مصر الذى يصل إرتفاعه إلى 187 مترا ليعلن للعالم أن لمصر كبرياء وأن حكامها من الشرفاء .. فماذا قدم نجيب ساويرس للدكتور كمال الجنزورى ليوافق الأخير إستثنائيا على تجاوز مبنى النيل سيتى الإرتفاع القانونى للبناء على كورنيش النيل من30م إلى 142 م سوى أن الأول قدم هرما جديدا لمبنى راقى وفخم وعصرى يتمتع بمشاهدته الفقراء من على مسافة .. ليؤكد نفوذ وسيطرة طبقة أثرياء مصر الجدد فى إضافة 112 متر إرتفاع لمبانى على النيل تشكل رقما نقديا مذهلا ذهب لحظيرة خزانة أمبراطورية آل ساويرس .
لم يكن فقط التوسع الرأسى فى ناطحة النيل سيتى إستثنائيا ولكن توسعها الأفقى أيضا فقد شمل المشروع الإستيلاء على أرض مساحتها 3700 متر مربع بـ 22 شارع السكة التجارية بمساعدة محمد منصور وزير النقل السابق عبرهيئة السكة الحديدية التى أدعت ملكيتها للأرض رغم صدور عديد من الأحكام القضائية النهائية الصادرة لصالح أصحابها الأصليين ورثة المرحوم أحمد الغزاوي من أجل open space zone منطقة فراغ مفتوح لـ "تاورساويرس" عنوان نشوة القوة والجبروت و الحضارة النفطية وأشياء أخرى أن تبد لكم تسؤكم تنفرد بها "أهرام الأوراسكوميات" أسطورة عصر مبارك وأولاده حيث يجلس ‘tycoon’ نجيب ساويرس الإبن الأكبر بمكتبه الفخم فى الطابق الـ 26 ..
والمواطنة صباح خليفة مختار تلقى الضوء على الكيفية التى يتم بها توسعات ساويرس فقد تقدمت ببلاغ للنائب العام عقب الثورة تطلب فيه تحريك الدعوي الجنائية ضد كل من اللواء سعيد ميخائيل، رئيس حي روض الفرج السابق ونجيب ساويرس رجل الأعمال وعلي القبطي أمين عام الحزب الوطنى بالمنطقة سابقاً. كشف البلاغ قيام المتهم الأول باخلاءالأرض بحكر أبودومة لأجل المتهم الثاني نجيب ساويرس بحجة المنفعة العامة وهدم المنزل المقيمة فيه المواطنة بالقوة ومنذ وأشارت المدعية إلي أنه تم تشريدها هي وأولادها وأن قرار نزع الملكية ليس للمنفعة العامة ولكن لمنفعة نجيب ساويرس الذى اتفق مع سعيد ميخائيل لتنفيذ خطة من اجل اخراج أهالي الحكر من ديارهم وأن ساويرس كافأ ميخائيل بتعيينه مستشاراً خاصاً له ولكن بعد قيام الثورة.. شبكة المغامر فى مهمة بتل أبيب!
ساويرس اشترى 19.3 % من اسهم شركة "هاتشيسون" الصينية للاتصالات، وهي تمتلك 51% من أسهم شركة إسرائيلية للاتصالات معروفة باسم "برتينر". وسعت الشركة المصرية إلى زيادة أسهمها في الشركة الصينية لتصل إلى 23% ، وهو مايعني زيادة حصتها في شركة برتينر الإسرائيلية لأكثر من 10% .وهذا يستدعى موافقة أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية. فلجأ نجيب ساويرس إلى إيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس الوزراء الأسبق لكي يتوسط لدى القيادة السياسية في إسرائيل لتمرير الصفقة .
وقد قالت صحيفة "معاريف" العبرية أن باراك اعترف في بيان أنه توسط لمصلحة نجيب ساويرس لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت ، ورئيس جهاز الاستخبارات يوفال ديسكين ووزير الاتصالات أريئيل أطياس. وفعل كل ذلك بلا مقابل مادي أو عمولات حصل عليها من جهات مصرية وتضيف الصحيفة العبرية أن ضغوطاً من النوع الذي مارسه باراك لا يقوم بها أحد من دون أن يحصل على مقابل مالي ضخم في شكل عمولات من الشركة المستفيدة، بالرغم من فشل محاولات باراك الذى أصدر مكتبه بياناً أكد فيه أنه تعرف على نجيب ساويرس بوصفه مواطنا مصريا عاديا طلب منه مساعدته في علاج بناته في إسرائيل لأنهن يعانين مرضا نادرا لم يحدده.
وذكر تقرير للقناة العاشرة الإسرائيلية أن نيللي برايل، زوجة باراك، تعرضت لانتقادات لاستخدامها منصب زوجها في مشاريعها المالية والاقتصادية، وكشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أن بارك كان يعمل مستشاراً بأجر شهري ثابت في شركة "بلوريدج" الأمريكية للإتصالات والشبكات التي يعد ساويرس أحد المستثمرين الكبار فيها، والمملوكة لرجل الأعمال الأمريكي ريتشارد جرسون، مضيفة أن كلاً من ساويرس وجرسون هما من ممولي باراك، ومن الذين لهم علاقات بشركة "طوروس" التي أقامتها زوجة وزير الدفاع لتطبيع العلاقات بين رجال أعمال إسرائيليين ورجال أعمال من جميع أنحاء العالم .
وقد حصل نجيب ساويرس على دعم من السلطة الفلسطينية عندما تعرض لأزمة مالية عام 2001 فقد موله ياسر عرفات من أموال الحكومة الفلسطينية بإستثمارات قدرها 65 مليون دولار لإنشاء شبكة جيزى فى الجزائر وإستثمر عرفات أيضا مرة أخرى 52 مليون دولار فى شبكة أوراسكوم فى تونس و20 مليون دولار فى شركة أوراسكوم هولندنج . وقد تعرض محمد برهان رشيد المستشار المالى للرئيس ياسر عرفات من المجلس التشريعى الفلسطينى إتهامات بأهدار أموال الحكومة الفلسطنية وصب 200 مليون دولار فى شركة أوراسكوم وأصبح محمد برهان رشيد عضوا فى مجلس إدارتها .. ومع ذلك حجز نجيب ساويرس 45 مليون دولار من أموال الصندوق الاستثمار الفلسطيني "المعني بإدارة أموال الشعب الفلسطيني" والتابع للسلطة الفلسطينية والذى كان يمتلكها في أوراسكوم تيليكوم،وسارع بتنفيذ حكمين غير ملزمين لشركته أصدرتهما محكمة محلية أمريكية ضد السلطة الفلسطينية فقضت المحكمة في منتصف يوليو 2004 بـ بتعويض قدره 116 مليون دولار ضد السلطة الفلسطينية، و 116 مليونا أخري ضد منظمة التحرير الفلسطينية لورثة المواطن الأمريكي يارون أنجر بعد مصرعه عام 1996في الأراضي الفلسطينية المحتلة أثناء اشتباكات دارت بين عناصر المقاومة الفلسطينية وجنود الاحتلال. ثم ما لبثت ذات المحكمة أن أصدرت في وقت لاحق (سبتمبر 2006 ) حكما يقضي بتحويل كافة حقوق الملكية العائدة للسلطة الفلسطينية في صندوق الاستثمار الفلسطيني وتمكين ورثة انجر منها . أضف إلى ذلك أن شركة أوراسكوم للمقاولات وشركة كونتراك الدولية المحدودة التابعة لنجيب ساويرس كانا ممن يعملون في بناء الجدار الفولاذي على حدود مصر مع قطاع غزة..!!
نجيب ساويرس (وقد قيل أنه يحمل الجنسية الأمريكية ) أصبح عام 1985 شريك بنسبة 45%فى شركة كونتراك الأمريكية بمدينة ارلنجتون، بولاية فرجينيا .. ودخل نجيب مرحلة جديدة أعمق وأعقد من العلاقات الوثيقة مع حكومة الولايات المتحدة تتعدى مرحلة المصالح التجارية التى بدأت بتوكيلات التجارية من المعونة الأمريكية لمصر وإنتهت إلى مشاريع مباشرة لإنشاءات فى مصر و قطر و البحرين و أوكرانيا و أفغناستان و بنجلادش وأخيرا العراق عبر تحت غطاء شركة كونتراك إستولت فيها على أعمال ومقاولات تتصل مباشرة بتصميم وإنشاء منشأت وقواعد عسكرية ومطارات فى العراق و أفغانستان تتبع لوزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون بالخارج ومن أطرف مشاريعها إنشاء مبنى قناة الجزيرة الفضائية للأطفال فى قطر رغم أن قناة الجزيرة مغرضة ولا يستلطفها نجيب اللهم إلا من خلال الطفولة ..؟
ميديا وآريل لكل مواطن !
أدرك التايكون نجيب أنه لايحتاج فى مصر الطيبة الساذجة الفاقدة الذاكرة إلى تغيير أقنعة ولكن إلى مجرد تغيير أقوال حسب الظروف والأحوال فرغم موقفه المعلن السابق بإلغاء المادة الثانية من الدستور والتي تنص على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسى للتشريع في مصر لأنه يعتبرها تأصيلا للطائفية وإضعافا للحجة ضد الاخوان المسلمين بخلط الدين بالسياسة ورفضه ان تضاف الديانة المسيحية لهذه المادة وذلك انطلاقا من إيمانه بعلمانية الدولة ، ولكنه فجأة بعد الثورة أعلن تأييده الكامل لبقاء هذه المادة واصفا إياها بأنها أكبر ضمانة للوحدة الوطنية بمصر وأن علاقته بجماعة الإخوان المسلمين طيبة معلنا أنه لا فرق بين مسيحي ومسلم في حب مصر وفى قضية الحجاب رأى أنه كلما سار في شوارع مصر يشعر كأنه في إيران وأن كان نفس هذا الحجاب لا يمنعه من الهرولة إلى إيران للمنافسة على الحصول على رخصة المحمول هناك ولم يمنعه كراهيته للشيوعية سوى حبه للمال فذهب لتنافس والحصول على شبكة المحمول فى كوبا بعد نجاحه فى كوريا الشمالية ربما لإمتداد جذوره لعائلة جيفارا أوسيجاره !!
نجيب عرف قيمة "الميديا" ووسائل الإعلام فى السيطرة على عقول الجماهير أو "الكنترول" على حد وصف صفوت الشريف فإتبع ذات النظريات الأمريكية فى السيطرة وتوجيه الرأى العام فأكبر الصحف ووسائل الأعلام التى تملكها كبرى المؤسسات الأقتصادية فى أمريكا هى خط الدفاع الأول عن مصالحها كأداة لتوجيه الرأى العام وكعنصر نفوذ لثقل قوى الضغط المالية .. ولذلك فقد أطلق أول قناة أرضية مملوكة للقطاع الخاص و تبث لمدة 24 ساعة تدعى قناة "النهرين" بالعراق وهى دولة تعانى من الإحتلال والحرب الأهلية وزعم أن الهدف من إنشائها هو الترويج فقط لشبكة المحمول التى يملكها فى العراق !. وقيل أنه مالك أغلب أسهم فضائيتين ترفيهيتين “ميلودي موسيقى” و”ميلودي أفلام“وراجت إشاعات كثيرة من جانب عضو المجلس الثوري في حركة فتح ومسؤول الملف الإعلامي فيها محمد دحلان حول ملكيته لقناة فلسطين الغد ,علاوة على أنه مساهم في جريدة المصري اليوم وعلى علاقة غامضة بحريدة اليوم السابع ويملك موقع مصراوى و يتحكم ولديه إمتياز تعريب موقع msn الشهير التابع لشركة ميكروسوفت ويملك شركة إنتاج و شركتين للدعاية ودمج شركته نهضة مصر مع شركة شركة الباتروس للانتاج السينمائي التي يملكها كامل أبو علي لتصبح "شركة مصر للسينما".
ثم أطلق قناة O.TVالترفيهية للشباب التي تم أفتتاحها في 31 يناير 2007 وقناة ON.TVالتي تم أفتتاحها في 6 أكتوبر 2008 لتعبر كما يتصور عن الليبرالية و إتخذ شعارها "خليك فى النور" ورغم الخسائر التى تتعرض لها قنواته الفضائية (تتراوح تكاليف إدارة القناة مابين 17 :20 مليون سنويا) إلا أنها يتم تمويلها بشكل غير مباشر من الإعلانات التى تتدفق من مجموعة شركات الأسرة بصفة إساسية وفشلت القناتين فشلا ذريعا فى الوصول وجذب الجماهير و أقال ياسمين عبدالله المسئولة عن قناته الأولى وتراجع عن خطته فى فتح قنوات لمسلسلات والأغانى و أخرى للرياضة وقام بتسريح العاملين فى قناة ON.TV وفكر فى إلغائها ولكنه قام بدمجها فى قناته الأولى O.TV وكان مدهشا التآخى بين الهلال و الصليب التى عندما إستضافت "سلمى الشماع "فى برنامجها مع سلمى على ON.TV إلبرت شفيق رئيس القناتين للدفاع عن شيخ الأزهر السابق محمد سيد طنطاوى لمصافحتة شيمون بريز رئيس الدولة العبرية على هامش مؤتمر الحوار الدولى بالأمم المتحدة بنيويورك عام 2008 وتوجيه الشيخ السورى عبد الرحمن الكوكى لشيخ الأزهر السابق على قناة الجزيرة إنتقادات حادة بسبب أزمة موقفه من الحجاب وإجباره تلميذة بصف الإعدادى على خلع نقابها فى فصل يزوره تابع لمعهد تعليم أزهرى ؟
ورغم خسائر ساويرس و تخبطه فى رسم سياسة قنواتها الفضائية إلا أنه أصر على الإبقاء عليها رغم خروجها عن المعاير المهنية وتحول برامج الهواء فيها إلى جلسات مفتوحة وممتدة لمجموعة تجلس للثرثرة على مقهى لجمهور من المشاهدين العاطلين ؟؟
ولكن قنوات ساويرس التى لم تقدم أى نور يذكر كما يدعى شعارها فى عصر مبارك بل على العكس دافعت عن شرعية ووضرورة بقاء الرئيس أثناء الثورة وكانت هى ذاتها أداة نجيب التى من خلالها أستطاع أن يقلب الحقائق ويكون هو فارس الثورة ونبي الشباب وكبير المدافعين عنهم بل وممثلها أيضا فى لجنة الحكماء فهو الوحيد الذى طلب من عمر سليمان الإفراج عن وائل غنيم فى لقاء الحوار الوطنى أثناء أحداث الثورة ..وإرتفعت أسهم قنوات الأوهيات وإكتسبت شعبية المناضلين عندما قدموا كل ضحية تنتظر المقصلة إلى برامج قنواته إبتداء من أحمد شفيق ومرورا برئيس مصلحة الطب الشرعى السباعى أحمدالسباعى ويجهز حاليا للإطاحة على قنواته برئيس الجهاز المركزى للمحاسبات جودة الملط أحد رموز مرحلة مبارك للمعارضة المصطنعة والتى تعمل بالتوجيهات المخلوع ..وقبل ذلك أستطاع ساويرس أن يجمع فى قناته كل المرشحين للرئاسة ويقود إعلان يجمع فيه محمد البرادعى وعمرو موسى لرفض التعديلات الدستورية ليصبح المدافع الأول عن الليبرالية المصرية بل أنه الوحيد - هو وجورج إسحاق - الذى طالب بتمثيل الشباب فى أول جلسات حوار د. يحيى الجمل الوطنى وأطرف ماقام به فى إطار إقامة علاقات وثيقة مع رموز الإعلام فى عصر مبارك أنه تحول لمذيع بقناته فى برنامجه الرمضانى "نجيب ساويرس يحاور"!
وفى حوار أخوه سميح ساويرس لصحيفة "تاجس أنتسايجر" السويسرية قبل الثورة يكشف فلسفة إستراتيجية الأسرة ورؤيتها نحو قوة الإعلام حيث يقول : "إن البلاد التي تنتشر فيها الأمية، وتعاني من الانخفاض الشديد لمستوي الدخل، وتوجد بها تقاليد ديمقراطية خاطئة، كما في مصر، يصبح من السهل جداً التأثير علي الناس وخداع عدد كبير منهم أو شراؤهم مما يجعلهم غير قادرين علي اختيار الأفضل لهم، مضيفا أنه في هذه الحالة يصبح من الخطأ إجراء انتخابات حرة لأنها ستؤدي لعدم الاستقرار..حتي لو أصبحت هناك ديمقراطية حقيقية في مصر، سنجد فوراً إعلاماً دكتاتورياً، فالإعلام المصري من السهل جدا شرائه ".؟
كيف تقفز من السفن المخلوعة؟
نجيب ساويرس .. ورغم إدعائه الليبرالية تسبب فى الإطاحة بالصحفى عادل حمودة من منصبه كنائب رئيس تحرير روزاليوسف وفى إغلاق جريدة الدستورعام 1998 ومنع فى قنواته الفضائية ظهور إبراهيم عيسى كبير معارضى الرئيس المخلوع ووريثه بعد أن فشل فى ترويضه بسلاح المال والشهرة ! وكان موقفه واضحاً فى تأييد ترشيح جمال مبارك خلفا لوالده وغير معروف الرقم التى ساهمت به الأرواسكوميات عام 2005 فى حملة دعم ترشيح مبارك لفترة رئاسته الأخيرة الغير مكتملة..
وكان موقفه أكثر وضوحا بما ليس فيه أدنى مجال للشك أو الجدال ضد إندلاع و إستمرار الثورة و إتخذت قنواته موقفاً واضحا منها يعكس تعليمات أنس الفقى .. ورغم أن شركة المصرية للأتصالات رفضت طلب وزير الداخلية بقطع خطوط الهاتف الثابت لها أثناء الثورة بل وقامت إصلاح أية أعطال طارئة حدثت بهدف انقاذ المواطنين ومساعدتهم علي التواصل. جسب ماقاله الدكتور ماجد عثمان وزير الاتصالات فأن شبكة موبنيل ولينك دوت نت التابعة لنجيب قطعت عن الهواتف المحمولة و الإنترنت لمدة خمس أيام عن المشتركين أثناء الثورة بناءا على طلب الدولة رغم أن نجيب ذاته رفض طلب الحكومة العراقية لقطع الإتصال عن شبكة عراقنا التابعة له أثناء أحد الأنتخابات التى أجريت هناك حسب ما سبق أن صرح به نجيب بنفسه الذى كان من أوائل رجال الأعمال الذين أستعانوا بفلول مباحث أمن الدولة عندما وظف محسن السكرى ضباط مباحث أمن الدولة المفصول فى شركته بالعراق مع 2800 ضابط سابق فى الجيش والشرطة العراقية ؟؟
وقال فى مقابلة مع قناة بى بى سى أنه يعلم من جهات مسئولة أن هناك عناصر أجنبية تحرك الأحداث فى التحرير وتستغل موقف مطالب الشباب وأن الرئيس المخلوع أكد أنه سيقوم بتحقيق مطالب الشباب ويقوم بالتغيرات المطلوبة التى يطلبها الشعب حتى نهاية فترة ولايته وأنه يثق فى وعود المخلوع ؟وعندما قال الرئيس الامريكى باراك أوباما ان انتقالا منظما للسلطة يتعين ان يبدأ الان .. وأن إستعمال الأساليب القديمة لم يعد مجديا ..وفى اليوم التالى أوضح روبرت جيبس المتحدث الرسمى بإسم البيت الأبيض المعنى الملتبس الذى قصده الرئيس الأمريكى لأوباما وأكد أن الرئيس كان يقصد أن التغيير فى مصر يجب أن يتم الآن وليس فى سيتمبر "كما أعلن مبارك ".
فهم نجيب الرسالة وأدرك الموقف و أنه يجب أن مغادرة السفينة الغارقة فتغيير موقفه تماما فى اليوم التالى مباشرة وأعلن فى قناة العربية أنه مع الشباب فى التحرير فى كل مطلباهم ماعدا أسقاط مبارك لإعتبارات إخلاقيات والرمز والبطولة فى حرب أكتوبر وأضاف أن مبارك سيبقى فى الرئاسة بشكل رمزى بعد نقل صلاحياته للنائب وأكد أنه لا يجوز للرئيس ان يرحل حتي لاتصبح البلد في فوضي وأنه يحسب لمبارك انه بقي وواجه، ولم يهرب مثل الرئيس التونسي بن علي ؟وأشار نجيب أنه لايقبل المساس بكرامه سيادة الرئيس و قال ان الاطاحه برجال الاعمال ككبش فداء مهزله، وكلام فارغ، فلن يحدث الاصلاح عندما نطرد رجال الاعمال ...وأن زهير جرانه وزير السياحه السابق واحمد المغربي وزير الاسكان السابق .. يشك انهما قد فعلوا شيئا ..!! (نجيب ساويرس حصل على 21.874 كيلو مترا، فى مشروع شمال غرب السويس بالأمر المباشر لعدد من المستثمرين، بسعر خمسة جنيهات فقط للمتر ) وأشار أن كبار المسئولين بشركة أوراسكوم قد شاركوا فى الاحتجاجات بميدان التحرير، وكان من بين هؤلاء خالد بشارة الرئيس التنفيذى للشركة الذى ذهب إلى التحرير يوميا بعد الأعتداء على المتظاهرين يوم الأربعاء الأسود .. كما ناشد بعدها ساويرس الرئيس مبارك بالتنحى عن رئاسة الحزب الوطنى وراهن على مصداقية عمر سليمان وتوقع أن تجرى انتخابات نزيهة خلال الـ 6 أشهر القادمة. !!
وقد أعلنت جريدة الأهرام أن ساويرس نزل الميدان لينصب إذاعة فى التحرير للشباب وفى قناته قال نجيب "أن تلويح عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية بالانقلاب معناه أن المؤسسة العسكرية ترفض تنحي مبارك واهانته وانها ستلجأ للانقلاب في مواجهة المتظاهرين" ومع ذلك لم يقنع أحدا وإستمرت المظاهرات فى التحرير حتى تخلى المخلوع ونائبه ورئيس وزرائها !
وأجرى وزير الخارجية الإيطالي "فرانكو فراتّيني" محادثات هاتفية مطولة حول الأزمة في مصر أثتاء الثورة ، مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون، والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، وكان مدهشا أن يستكمل محادثاته الهاتفية مع عضو لجنة الحكماء المهندس نجيب ساويرس..!!
وبعد تخلى مبارك عن منصبه لم يكن نجيب ضد بقاء أحمد شفيق رئيس الوزراء المخلوع فى منصبه بل ونصحه بعدم الظهور مع الأسوانى فى برنامج بلدنا بالمصرى وهو اللقاء الذى عجل بإقالة شفيق .. كما أنه تمسك بعدائه لثوار التحرير فى نفس الحلقة معلنا أن الثورة حققت أهدافها وأن الشعب يريد إخلاء الميدان حتى تعود الحياة لطبيعتها و سخر من الشباب قائلا " الشعار كان هو إسقاط النظام وحدث بالفعل ولا يوجد داعى لإسقاط الدولة " وأضاف" ومش عايزين يطلع لنا ناس مهنتهم الثورة " ومع ذلك وعلى عكس إرادته إستمرت المظاهرات فى التحرير لاسقاط شقيق و محاكمة باقى عصابة النظام شريف وسرور و عزمى وعلى رأسها مبارك و أسرته .
الليبرالى يعود من المباحث ثائرا!
وعندما رحل المخلوع و نائبه قال نجيب مع عمرو أديب فى برنامج القاهرة اليوم أنه سعد سعادة لا توصف مع تنحى مبارك .. وأكد أنه تعرض لإيذاء والتهديد من النظام السابق بسبب مواقفه ! وكان مثير للإنتباه أن يكون وكيل المؤسسين لحزبه الجديد "المصريين الأحرار" - على وزن الضباط الأحرار - راجى جمال الدين محمود سليمان ابن شقيق عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق !! والباقة المتنوعة للوجوه المتعددة لنجيب تكشف بعد أخر للتألف والتزواج مع أجهزة الدولة البوليسية والقمعية و الإستخباراتية حيث كشفت الأوراق المتبقية من محرقة أمن الدولة أن الرائد عمرو عصام الدين عبد الخالق طلب أجازة لمدة ثلاثة شهور للعمل فى الشئون الإدارية لشركة أوراسكوم فى الجزائر ، وقيام جهاز أمن الدولة في مصر بالتجسس على الجزائرية أسماء بن قادة، طليقة الشيخ يوسف القرضاوى، قبل زواجهما وبعد الطلاق ...ورغم نفى شركة أوراسكوم من جانب واجد بالطبع ما جاء فى وثائق أمن الدولة وإدعائها أنها مزيفة ؟ إلا أن لا مِراء أن إختيار نجيب ساويرس مرة أخرى فى لقاء للتشاور مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة ضمن مجموعة تضم البرادعى وعمرو موسى .. تثير علامة غامضة بل شديدة الغموض عن من يمثل ساويرس وفى أى دائرة يعمل ويمثل و يلعب ؟! خصوصا أن اللقاء ضم صديقا ورفيقا قديما له من عهد الكفاح يدعى كمال الجنزورى؟! والأكثرإثارة أن المهندس نجيب ساويرس بعد الثورة تحول إلى "روبن هود" الأحزاب المصرية فصرح وما أكثر من تصريحاته التى تنتمى إلى إستمرار عالم التهريج والفساد السياسى أن دعمه للحياة الحزبية في مصر ليس قاصرًا على حزب بعينه وأن دعوته لإنشاء حزب "المصريين الأحرار" لا يعني تخليه عن دعم حزب "الجبهة الديمقراطية"، الذى أدعى تقديمه الدعم المالى له سرا حتى لايتعرض الحزب للأيذاء فى عهد النظام السابق ؟؟..
وفى ظل الفراغ السياسيى و إنهيار أحزاب المعارضة فى أحضان نظام أمن المخلوع يقدم نجيب أروع نموذجا للصورة الذهنية لمستقبل إدارة العمل السياسى فى مصر بعد مبارك فيتجلى بوضوح التأثير الفاضح لقوة و نفوذ وسيطرة رأسمال المال المشكوك فيه و المسكوت عنه فى العهد البائد والجديد الذى يريد أن يلعب دوره فى فوضى الحياة السياسة ليكسبوا أرضا جديدة ..حفاظا على مصالحهم ..فيسعوا أن يحولوا الثورة والسياسة ذاتها لمجرد صفقة إنتهازية لشراء شركة يتم خصخصتها بالأمر المباشر فى فراغ ما بعد الثورة ليستكملوا رحلة الفساد والإمتيازات والإستثمارات ويبتلعوا ويهضموا النار المشتعلة من جراء الثورة مع زجاجة نبيذ فى نادى وملاهى وموالد ساويرس ..فنجيب أول من قدم إعلان تليفزيونى فى قناتيه الفضائية يدعو فيها المواطنين للإنضمام لحزب المصريين الأحرار الذى إنشائه( كما يدعو المواطنيين لعروض موبنيل) و الذى بالصدفه وكيل المؤسسين فيه هو خالد بشارة رئيس التنفيذى لموبنيل والأخير دعا الحاضرين (ومنهم العمال والفلاحين ومن ظهر بجلاليب بدون لاب توب ويو أس بى ) فى أول إجتماع للحزب فى مركز شباب الجزيرة لمتابعة أفينتات الخاصة بالحزب على الويب سايت أو تنفيذ توجيهات نحيب فى العبقرية السياسية للنزول وإستقطاب أعضاء متصوفين عبر إقامة شادر للحزب فى مولد السيدة نفيسة!!..ويبدو أن ساويرس سيتفرغ "للف" على الموالد وتوزيع إستثمارات حزبه مع نفحات المخدرات للراقصيين مع خط موبيل هدية ...أنها مغامرة جديدة ملغومة ربما تعلن إفلاس ونهاية عملاقة الإنتهازيين ؟
الراقصون مع بابا مبارك
ونظرا لجهل أو لإنعدام المفاهيم الأخلاقية المتعلقة بشرف المهنة الإعلامية فإن إنسياق وإنزالق قناة O.TV وON.TV لتحويل النشاط السياسى إلى إعلانات دعائية مباشرة للتحريض على الأنضمام لحزب أحرار ساويرس وإستخدام وسائل إعلام عامة كتليفزيون لخدمة مفاهيم ساويرس التوسيعية للترويج لأهداف سياسية ومساواتها بالإعلان عن أفكار وأغراض تجارية خاصة بحملات الدعائية الترويجية لمنتجات البمبرز وغيرها يعد سابقة وسقطة خطيرة (لم ينتبه لها أو تغاضى عنها المجلس العسكرى و حكومة عصام شرف و الإعلام المورث من عهد التحنيط و التحجر البائد) تعنى أن من يملك المال يملك النفوذ والباور الذى يؤهله لأن يحكم ويقود المجتمع والمؤلم هو سقوط معايير القيم والمبادئ الأخلاقية داخل المجتمع وتآكل قادة الرأى فيه لمصلحة قوى تفرض إرادتها بمعاير الإنتهازية المطلقة وبمدى قوة واضع اليد وماتصل إليه أذرعه من مدى وأقدامه من مساحة....فأغلب دول العالم الديمقراطية تمنع إعلانات الأحزاب السياسية فى القنوات التليفزيونية وغيرها من الدول تنظم إعلانات الأحزاب فى التليفزيون فى أوقات محددة أثناء الحملات الإنتحابية وضمن إطار سقف ميزانية محددة للمتنافسين وعلى رأسها الولايات المتحدة لإعطاء فرصة متساوية لصراع متكافئ للتيارات السياسية المختلفة لكافة الأحزاب دون النظر لقوتها وقدرتها المالية للتسديد فواتير وتمويل إعلانات القنوات الفضائية وذلك فى إطار فلسفة للحد من سيطرة ونفوذ الرأسمالية على النشاط السياسيى وتحويله من أفكار وبرامج وأهداف ومبادئ لخدمة الشعوب إلى صراع منافسة على سلع إستهلاكية ومنتجات تجارية مهيمنة على المجتمع تسعى إلى تحقيق أعلى مبيعات والأرباح لأصحابها ..؟
والمقارنة تصبح ضرورية للتشابه بين فاشية الحزب الوطنى المنحل و فاشية حزب الرأسمالية و الأقطاع الأقتصادى المستغل الذى يفصح عن أنيابه ليلتهم المزيد من الوطن ..فالأول إحتكر وسائل الأعلام الحكومية والخاصة حتى أن قناة المحور لصاحبها حسن راتب إفتخر بإنفراده حصريا عدة سنوات بنقل وقائع فاعليات المؤتمر السنوى للحزب الوطنى لمجرد أن إبن المخلوع يحضرها ولا غضاضة إن تجد الأخ سيد على و هناء السمرى فى برنامج 48 ساعة يستضيفان على نفس القناة فتاة تتدعى أنه تم تدريبها على إثارة الجماهير فى إسرائيل وأمريكا مع زملاء لها متواجدين فى ميدان التحرير فى إطار التسابق على رد الجميل فى محاولات مستميتة للبقاء على لزعيم النهب المنظم فى إمبراطورية "على بابا مبارك " .؟
وقناة المحور ترسم لنا ملامح حجم التغيير المطلوب بعد 25 يناير الذى قرره بقايا نظام ماقبل 25 يناير فالقناة بدلا من إغلاقها تماما على أقل تقدير تحلق الآن فى تأييد الثورة بعد إستبعاد المذيعة هناء السمرى مع الأحتفاظ بالإعلامى الكبير سيد على لتقديم برنامج أخر بإسم مغاير ؟ وهو ذاته ما أكده إعلامى أخر وتباهى به فى إن الحروف خرجت منه ترقص إبتهاجا بتنحى مبارك وهى ذات الحروف التى خرجت منه أيضا فى هلع مذبوحة من الألم تطالب بالابقاء على مبارك أثناء الثورة وعلى ذات القناة O.TV وON.TV و المشكلة أنه ليس هناك مفر أو متسع للجدل أو الخداع أو الألتباس فالتسجيلات لا تدع فرصة لشرح أو تأويل فهى تفضح الجميع إبتداءا من صاحب القناة ومرورا بالعاملين فيها والقانون لايحمى مرضى الزهايمر أوالمغفلين من بائعى الضمير؟
فهل يمكن للتايكون نجيب ساويرس أن يعبر عن الثورة أوالشباب أو الأقباط أو رجال الأعمال أو مشايخ الطرق الصوفية أم عن مصالحه و إمتيازاته البراجماتية لدى أى سلطة أوملك أوديكتاتور؟! فوطن نجيب هو المال ولاشئ سوى المال فعلى طريقة الرئيس الأمريكى باراك أوباما وهو يقبل يد الملك عبدالله بن سعود وإستحضار روح بيرلسكونى رئيس الوزراء الأيطالى وهو يقبل يد القذافى زار نجيب شيخ الأزهر أحمد الطيب على رأس وفد قبطى وقبل يده_ لم تنشر وسائل الإعلام صور القبلة _ودعاه حسب أقواله للخروج عن صمته بأن يكون المدافع الأول عن قضية الوحدة الوطنية وحمايتهم ومحاولة وأد الفتنة الطائفية , ومنحه توكيلا عاما من الأقباط للحديث عنهم وعن المجتمع الواحد .. ولم يمنع رداء الليبرالية نجيب من مقابلة وصداقة وشراكة كبار الرؤساء الديكتاتوريين على مستوى العالم مثل الرئيس الزيمبابوي روبرت موجابي، وكيم يونج إيل رئيس كوريا الشمالية وإبنه حتى أن الرئيس الباكستانى السابق «برفيز مشرف» وزوجته كانا مفاجأة حفل أقامه رجل الأعمال نجيب ساويرس تحت سفح الهرم للاحتفال بتوسع مجال إحدى شركاته خلال حفل عشاء خاص حيث تجمعه بهما علاقات منذ أن حصل ساويرس على رخصة شركته للعمل فى مجال الاتصالات بباكستان عندما كان «مشرف» رئيسا لها..وقدأهداه لقب القائد الأعظم أكبر جائزة فى باكستان ؟
ولم تكن العولمة هى التى جمعت بين تياكون نجيب و الشاعر أحمد فؤاد نجم أيقونة اليسارالمصرى وإنما المصالح بين شاعر فقير أعتقل فى كل سجون مصر وهو فى نهاية حياته ولم يجن شيئا و يريد أن يؤمن حياة إبنته .. ورجل أعمال يريد أن يتجمل على مسرح الفساد .. فالتايكون نجيب ساويرس من أقواله المأثورة أنه كان يردد أشعارنجم عندما شارك فى إنتفاضة الطلبة التى سماها السادات إنتفاضة الحرامية عام 1977.. والصحيح أن مظاهرات طلبة الجامعة كانت عام 1972 عندما كان تياكون يدرس فى سويسرا لكن الثائر يخلط بين الأثنين كأستثمار للخداع البصرى برصيد من قروض الكذب للتوحد والسيطرة على عقول أقل تجربة وأموالا .. ولا غرابة أنه فى أقل من سنة بدل الشاعر العجوز نجم موقعه من حزب الوفد ليكون عضوا فى حزب ساويرس الحر ويرافقه فى ذلك محمد سلماوى الذى تنبأ بالثورة قبل حدوثها بشهر فى روايته الفراشة تحترق ولا تندهش أن ينضم لهم جمال الغيطانى وصلاح عيسى قريبا فكل شئ له ثمن عندما تنهار المبادئ وتهوى الشعارات فى مغسلة سوق عكاظ المهىء للإستثمار فى المجال السياسيى بأموال تبدو ملوثة قادمة من حقبة دولة مبارك المزينة بكل صنوف ألوان سيادة مشروعية الفساد المنهجى .
واخيراً .. ثورة الأحذية
لكن هل يعلم ثوار التحرير من هو "مانولو بلافيك" مصصم الأحذية الشهير المفضل لغادة ساويرس زوجة الممثل الإجبارى لثورتهم ..فحسب شهادة الثائرنجيب نفسه فإن عدد أحذية زوجته من النوع بلافيك تؤهلها للحصول على لقب إيميلدا ماركوس التى وجدوا فى قصرها آلاف الأحذية عقب وفاة زوجها ديكتاتور الفليبين الراحل!
وجوه كثيرة وأقنعة يبدلها التاجر الفاسد بينما الكلمة تعتبر سيفاً على رقبة التاجر الأمين وعقد وحق فى عُرف سوق التجار الشرفاء سواء حلفوا بسيدنا موسى أو ستنا مريم أو سيدنا المسيح أو سيدنا محمد أو السيد ماركس أو سيدهم دولار .. ولذلك لو إستطاع نجيب ساويرس أن يقتل الفقر بيده وليس بلسانه أو قلبه فأنه يجب أن نرشحه رئيسا لجمهورية مصر العربية حيث السماء ستمطر ذهبا و أحيانا ماسا و مرجانا و فضة علاوة على مليار ثانية مكالمات مجانية من الواحدة بعد منتصف الليل إلى السابعة صباحا والعرض مستمر لمدة شهر وتكلفة الإشترك فى العرض ثلاثة جنيه أو نصف دولار وسعر الدقيقة الأولى جنيه واحد فقط !
وعلينا ان نعرف ان أهم ما يُضفى على شخصية نجيب ساويرس هالة الكاريزما الهائلة التى تحيط به ليس فقط بريق أضواء ثروته وجيوش إعلامه و لكنها خبرات متراكمة من ثعلب متقن يجيد فنون الإقناع والمرواغة ويعرف من أين يأكل الوطن وكيف يطوع الحكومات كشريك له وكونسورتم حلفائه ..ومتى يوقع المسئول صك مرور إستثماراته فهو يختار اللحن الذى يطرب ويستهوى أوتار قطيع من المستمعين الحملان .. فهو مفاوض وجوكر يغير موقعه وأفكاره و مبادئه وألوانه مثلما يغير حذائه وجورابه طبقا لغريزة حب المال فى وطن متعب عقله .. وطن أهدره الفقر نعمة الذاكرة التى ادركها الزهايمر وعمى الألوان من هول فراغ الفكر والتفكير الذى الزمته فوضى غريزة النسيان والعفو الإجبارى أوالضمنى المستتر عن جلاديه بل والإنسياق خلفهم .. فيبحث وسط محيط من الأكاذيب عن سفينة القراصنة ويتخيل أنها طوق النجاة فى ضباب شامل و متسع من الرؤية ..
شيلوك يتعاطف مع شعبة الغارقين!
نموذج مثالى لكيف يمكن أن تخدع الجماهير «مصر أولى بأولادها» شعار مبادرة أطلقه «الــتايكون» نجيب ســاويرس عبارة عن صورة كمبيوترية مجسمة ضخمة مفجعة لقارب نصف غارق في البحر تعلوها هذه الكلمات: «إلى شبابنا الذي غامر بحياته في مراكب الموت بحثاً عن فرصة عمل لإعالة أسره وبناء مستقبله، نقدم الوظائف الآتية ..والأولوية في التعيين للناجين والأقارب المباشرين لضحايا مراكب الموت... آملين أن ينضم إلى مبادرتنا كل رجال الأعمال الوطنيين بأن يفتحوا أبواب الرزق والعمل أمام أبنائنا في كل بقاع مصر، فمصر أولى بأولادها». بهذا الإعلان الضخم الذي غزا الصحف المصرية قبل انتهاء العام 2007 تجد التايكون الرحيم ذو القلب الواسع يستغل حدث غرق مجموعة من الشباب المصرى وهم بقلب قبو مظلم فى سفينة فى طريقهم للهجرة الى ايطاليا فيضع اعلان يزف و ظائف جديدة بمؤسساته المتتعددة بالصحف عبارة عن صورة لمركب غارقة و كود ارقام بمواصفات الوظائف مكتوب باللغة الانجليزية عن مهن تتعلق بالتكنولوجيا المعلومات و الشبكات و يعلن عن أولوية للناجين والغارقين من أقارب الشباب الغارق مما تتحقق فيهم شروط الوظائف المعلنة فهل هذا قبح وعمل يفتقد فى حده الادنى الفكر و الحس الانسانى كلية وروح شريرة أسوء من شيلوك التاجر المرابى المطور فى عباءة مصاص دماء يتاجربأرواح هؤلاء الشهداء و يستثمرها فى جذب القارئ لاعلان يتكلف مليون ونصف ليعلن عن وظائف فى شركته لا تتناسب مع تعليم وثقافة وإمكانيات الهاربين من فقر مبارك و ليقدم أعظم سلوك ومنهج يعبر بصدق عن مابلغته فظاعة الوجه الدميم لاقطاع الرأسمالية الفاسدة وتوحشها فى أبشع صورها الذى لايصلح معه أى طرق إبداعية للتجميل من فرط قبحها وهو شعور لا يقل بلاغة عن ماقاله السيد المفتى السابق على جمعه (التى كشفت وثاثق مباحث أمن الدولة أنه متزوج من عشرة سيدات)حول ان هؤلاء الشباب ليسوا شهداء و لكن ماتوا لجشعهم و طماعهم طالما العمل كان موجود و متاح لهم و لذويهم فى مصر "ارواسكوم" و هو ماجعل الشاعر احمد فؤاد نجم يصرخ على الهواء فى قناة المحورمتسائلا عن من هو الطماع و صفا المفتى "بالتخين ابو كرش" ؟ وحتى الآن نسى فريق مستشارى الأعلاميين لنجيب أن يتحفونا بقرائحهم ويقدموا حتى ولو بطريقة مفبركة من فاز من الناجيين وأقارب الغارقين فى وظائف ذهب ساويرس ومحموله وشبكاته ؟
الإشتراكيون أنت قديسهم !
وبما ان المساحيق لا تصنع من الوحش الناعم قديس ولا تطمس حقيقة ملامح التشوه وعلامات التوحش بل على العكس تكشف وتبرز زيفها .. فهل تعلم أن مؤسسة ساويرس الإجتماعية للأعمال الخيرية التى قامت بإفتتاحها سوزان مبارك عام 2001 و بلغت رأس مالها كما أدعت 55 مليون جنيه وبلغ عدد التبرعات التى تلقتها من جهات غير معلومة 308 مليون جنيه حتى 2010 منها 40 مليون من شركة الأهرام للمشروبات والخموروتقدم منح لدراسة التمريض بمعهد التمريض بالجونة التابع لساويرس لكى يعملوا فى مستشفى الجونة التابعة لقرية الجونة السياحية التى يملكها سميح ساويرس! وتقدم مؤسسة ساويرس 40 منحة دراسية للمتفوقين لدراسة تكنولوجيا المعلومات والشبكات والهندسة وإدارة الأعمال فى الجامعات الأمريكية والأوربية بشرط عودتهم للعمل فى مصر لمدة ثمانية سنوات فى شركة أوراسكوم للتكنولوجيا بالطبع لتوظف و تستثمر أذكى وأنبغ و أقوى العقول الطموحة فى مصر فى مؤسسات ساويرس ..وتقدم جوائز ثقافية فى مسابقة سنوية قدرها ثلاثون آلاف جنيه لكل فرع من فروع المسابقة يستطيع أن يجمع من خلالها فى عضوية لجان تحكيم أطياف من المثقفين لا يقدموا مجهوداتهم فى التحكيم ولا يعتلوا مسرح مهرجانات أوسكار توزيع جوائز المتسابقين من أشبالهم ب 5000 دولار للفرد الفائز ووسط الراعاة الدائمين للثقافة والمثقفين مجانا بالطبع... وياله من ثمن بخس لشراء المثقفين وأنصافهم وأذيالهم و أفضل من لاشئ فى حلزونة نجيب وحلزون ساويرس فالتاجر لاينسى أن يستفيد ولا يمنح إحسان دون أن يجنى بخلاف الدعوات والصور التذكارية .. أرباح صناعية و تجارية و خيرية !!
وفى امريكا أعتى بلد العالم رأسمالية على الاغنياء و اجب اجتماعى يقدموه لشعوبهم فهناك منح دراسية باسمائهم للطلبة و يصرفون بسخاء على المعونات الانسانية و الخيرية و البحوث العلمية بل ان النشاط الثقافى و المجمعات الثقافية تبنى بتبرعاتهم و تمويلهم ..انهم لايمتصون مجتمعاتهم فقط ..فماذا فعل بيل جيتس الذى تهوى الصحف المصرية المأجورة عقد مقارنة بينه و بين تايكونهم ساويرس الذى سيتفرغ لأعمال الخير مثله ؟ ..ابلغ بيل جيتس وهو أثرى رجل في العالم(13)، قادة الدول أمام المؤتمر السنوي لمنتدى الاقتصاد العالمي في دافوس بسويسرا الذي يحضره كبار المسؤولين السياسيين والاقتصاديين والاجتماعيين بأنه من واجب أصحاب المليارات أن يجعلوا ثرواتهم في خدمة المجتمع. ودعا جيتس الذي تبلغ ثروته أكثر من خمسين مليار دولار "الجميع إلى التحلي بروح الإحسان". وقال إنه "بوسعنا أن نقوم كل يوم بعمل ما". وأضاف جيتس، وهو مؤسس مايكروسوفت ، أنه "ثمة مسؤولية باتت على عاتقي حين ارتقيت إلى هذا المنصب الذي لم أكن أتوقعه". وجاءت هذه التصريحات بعدما كشف جيتس أن (مؤسسة بيل وميليندا جيتس الخيرية )التابعة له ويديرها والديه ، والبالغة ميزانيتها 24 مليار دولار وضعت مائتي مليون دولار لمواجهة "التحديات الكبرى" على صعيد الصحة العالمية. يذكر أن جيتس اشتهر كواحد من أكثر المساهمين في الأنشطة الخيرية وتبرع بمبلغ ثمانية وعشرين مليار دولار من ثروته لأعمال الخير! اي بما يقرب من نصف ثروته!
وكانت مؤسسة بيل وميليندا جيتس قد تبرعت بمبلغ 7 مليارات دولار للأعمال الخيرية خلال العقد الماضي واعلنت المؤسسة الخيرية اعتزامها التبرع بمبلغ 750 مليون دولار لصالح برنامج عالمي لتطعيم الأطفال وبمائة مليون دولار لمكافحة الايدز في الهند ثاني أكثر البلاد تأثرا بالمرض القاتل في العالم ..أما وارين بافيت الملياردير أمريكي وثروته 44 مليار دولار أمريكي ، قرر التبرع بـ (85%) منها لأعمال الخير في حياته وبعد مماته أي أكثر من 37 مليار دولار خصص بافيت النصيب الأقل منها لجانب مكافحة الأمراض الخطيرة في العالم بشكل عام والجانب الأخر لدعم النظام التعليمي وتحسينه في الولايات المتحدة الأمريكية !!!
ومع أن المبلغ المهول هذا يكفى لإنشاء مؤسسة خيرية كاملة وكبيرة إلا أن بافيت وضع المبلغ تحت تصرف زميله بيل جيتس في مؤسسته الخيرية .
فليتنا نكون راسماليون مثلهم كبديل للاقطاع الاقتصادى الذى غاصت فيه مصر مبارك وشعبة روبن هود المزيفة التى يتاجرون بالعمل الخيرى من اجل مزيد من الماس المجنون.
وليزيد من فرط معجيبه ويضيف مسحة إنسانية مفقودة فأن نجيب ساويرس يتباهى ويعلن بأن قلبه إشتراكيا لأنه يؤمن بمقولة ونستون تشرشل التى تقول طبقا لروايته المتكررة "لو لم تكن إشتراكيا وأنت فى العشرين فأنت بلا قلب ..و أن لم تكن رأسماليا و أنت فى الأربعين فأنت بلاعقل " و الحقيقة التى لا يعلمها نجيب أن تاريخ رئيس الوزراء الأنجليزى الشهير لا تؤهله لهذه المقولة على الأطلاق فالعبارة الصحيحة تقول " لو لم تكن ليبراليا وأنت فى العشرين فأنت بلا قلب .. وإن لم تكن من المحافظين وأنت فى الأربعين فأنت بلاعقل" ونزِف له حتى لاينزعج أن العبارة المأثورة المبهرة سوء الصحيحة أو المزيفة لم تكن لتشرشل ولكنها كانت مدسوسة عليه !
ولأن تياكون نجيب متفرغ للثرثرة بزهو لطرح فلسفته العميقة فيعلن أنه لا يستفتى قلبه فقط و لكنه يضيف أنه يستفتى عقله أيضا إضافة إلى قلبه ؟؟! وهى مقولة اوراسكومية بلاغية خطيرة تثير الأعجاب ولن تجدها فى الإنجيل أوالقرآن أو السنة حيث لا يُستفتى وشيلوك فى شبرا ... والواضح أن قانون النائب العام لايعرف شبرا وينتظر شيئا ما حتى يزور نجيب أو فلوسه.. ومن أين أتى بفردوسه ..بعد أن غير فارس الكورنيش أعلام سفينته وصار ربان يقود الثورة ..حتى للآسف كما يقول هو ذاته .. لا تسرق...أوتنهب ..أو تغرق؟!
فياله من كائن خائن بلاضمير بلا شرف بلا عقل من يمنح من أصبح أغنى رجل فى مصر فى مدة العشرين عام الأخيرة حق التعبير عن الشهداء و الشباب و الفقراء و الثورة .. فمن ذا الذى يستطيع أن يخدعك بعض الوقت ..ولكن يستطيع بفلوسه و إعلامه أن يخدع الناس كل الوقت..!
والمحصلة سقط الديكتاتور و بقى الأمبراطور ... وفى ظل ما آلت به واليه الأحداث من تكتيكات وتمريرات وإحتواءات وتوازنات وإلتفافات وتغير الجلود و الأقنعة والمسارات .. يصبح السؤال الأخطرالأن الذى يحدد ملامح بوصلة مستقبل الصراع بين الشعب و أسياده ..إلى أى مدى يمكن أن يقتنع دائرة جموع الثائرين فى ميدان التحرير ليس فقط بكم ضحايا الثورة ولكن بما سيمنحه من إصلاحات بقايا مافيا كبار اللاعبين القدامى فى دائرة صالة القمار التى تسيطر بذات الأساليب البالية القديمة على تورتة مصر ؟!؟!
الأسبوع القادم الجزء الثانى من العائلة الأوراسكومية
تابعونا الأسبوع القادم حصريا على مدونة باتمان العرب (الجزء الثانى)
http://batmaniiv.maktoobblog.com
خالد طاهر جلالة يحقق ضد الفساد ضدالإعلام المضلل
فرح أنجال آل ساويرس لصوص المال العام ..؟!
التعليقات (0)