تحصين الوحدة الوطنية
تعاني وحدتنا الوطنية من غياب لقانون يحصنها من تطرف المتطرفين ودعوات العنصرية والجاهلية القديمة , وطننا متعدد في طوائفه ومذاهبه ومناطقه وقبائله وأسره تنوع وتجانس قل مثيله في العالم , عادات وتقاليد ولهجات مشتركة وإجماع على وحدة تاريخية يحاول البعض بطرق شتى وأساليب مختلفة تشويهها وتمزيقها , من جنوب الوطن إلى شماله ومن غربه إلى شرقه قلب واحد وحلم واحد , لكن هناك من يضرب الوحدة الوطنية بمقتل علم من علم وجهل من جهل , مواقف طائفية مذهبية بحته ضد مكون طبيعي من مكونات المجتمع مواقف ضد الوطنية والإنسانية والسبب غياب العقل والجهل وغياب القانون الرادع لدعاة الطائفية والمذهبية بشتى صورها وأنواعها , ليست الطائفية والمذهبية وحدها تضر بالوحدة الوطنية بل العنصرية والمناطقية ضررها لا يقل خطورة عن ضرر الطائفية والمذهبية فالقبيلة حاضرة بخطاب العنصرية والمناطقية فطرش بحر وخضيري وقبيلي وحضري الخ عبارات يعلوها الرماد وينفخ فيها الجٌهال وهي بداية النهاية . مواقف وقنوات تنفخ بنار الطائفية والمناطقية والمذهبية والعنصرية مبررة في كثيرٌ من الأحيان بنقل الموروث للأجيال كما هو حال بعض المهرجانات القبلية وبمقارعة أهل الضلال كما تبرره القنوات الفضائية التي أصبحت بوق يهدد السلم الإجتماعي والأهلي ! خطأ بعض الأفراد لا ينسحب على الغالبية العظمى التي وإن أختلفنا معها يبقى لها حق المواطنة الذي يقربنا منها ويفرض علينا التعايش والتعددية وطنياً وإنسانياً قبل كل شيء , وكذلك الحال مع مواقف البعض وتجاوزاتهم اللفظية تجاه بعض القبائل والأسر لا تبرر الهجوم فالعقل الجاهل الناقص لا يظن بالجميع الإ ظن السوء والإ كيف يتخطى قيم وعادات وتقاليد ويغفل عن توجيهات شرعية نبوية ترفض العصبية وتصفها بالمنتنه ؟ المادتين 12 و35 من النظام الأساسي للحكم تؤسسان لمشروع نظام وقانون يصون الوحدة الوطنية ويبعد دعاة الجاهلية القديمة والعنصرية والطائفية والمذهبية البغيضة عن المجتمع , فصور الإضرار بالوحدة الوطنية كثيرة جداً تبدأ بالتهكم وتنتهي بالإساءة المباشرة والتوصيف الخاطيء وبين تلك البداية والنهاية عنصرية وظيفية يتبناها البعض من باب الحميه كما يدعي فيقرب من يشترك معه في النسب والصهروالمنطقة والمذهب ويترك الأكفأ والأحق والسبب العنصرية التي أصابت المجتمع وطال السكوت عنها ! يوجد أنظمة تصون الوحدة الوطنية بشكل غير مباشر لكن لا يوجد نظام واضح وصريح يصون الوحدة الوطنية ويجرم بعض الأفعال والممارسات والمواقف ويعاقب متبنيها ومروجيها ومطلقيها بالمجتمع , السلم الإجتماعي لا يكون متماسكاً بالوعظ ولا يستمد تماسكة الإ من خلال الوحدة الوطنية الشاملة وبحماية قانونية واضحة وصريحة تضع الأمور في نصابها الصحيح . حالات التطرف الفعلي واللفظي اياً كان مصدرها وسببها يقابلها دعوات وطنية غيوره على بلد كان يعيش شتات وتفرقه ودموية تكاليفها باهظة , تلك الحالات "حالات التطرف" أصبحت تقتات على بعض المواقف وبعض الأصوات الناشزه وأصبحت كالسرطان تتضخم يوماً بعد يوم وعقلاء القوم لا يستطيعون مواجهة سرطان بدأ ينخر بجسد وطن يحلم ابناءه بغد مشرق فأصوات المتطرفين ودعوات العنصرية ومواقف البعض باتت واضحة للعيان ولن تكون مواقع التواصل الإجتماعي مجهر الباحث الفاحص فقد سبقتها قنوات فضائية ومهرجانات قبلية وحملات تضليلية ومنتديات الكترونية بلغ مجموعها أكثر من 3000 موقع ومنتدى حسب أخر إحصائية "1429هـ ". الزمن يتغير والظروف تتغير ونسب الشباب من الذكور والإناث بلغت 65% من مجموع عدد السكان نسبة كبيرة يجب صيانتها وإبعادها عن مؤثرات باتت تضر بالوطن وبوحدته الفريدة , تلك النسبة يجب أن تتربى على التعايش والتعددية وتقدير الكفاءة وإحترام الأخر وصيانة وحماية الوطن فهي حجر البناء في قادم الأيام , من التعليم البداية ومناهج التربية الوطنية لم تقدم ما يصون الوحدة الوطنية حتى الآن فقد غفلت عن كثير من الإنجازات الوطنية الأمنية والسياسية والإجتماعية والتعليمية والإقتصادية والتنموية وتحولت لمادة تحصيل حاصل , كان بالإمكان تضمين تلك المادة "التربية الوطنية" كثيرٌ من الإنجازات الوطنية وتضمينها بمواضيع تعزز التعايش والتعددية وتضمينها أيضاً بمواضيع حقوقية كحق المشاركة بالترشح والتوصيت في الإنتخابات البلدية وغيرها من صور المشاركة الشعبية , لكن تلك المادة التعليمية غفلت عن كثيرٌ من المواضيع واضافت فوق جهل المجتمع جهل فأصبح الجهل جهلٌ مركب بحاجة لمشرط جراح ماهر . أصبح من الواجب صيانة الوحدة الوطنية بالقانون الرادع قطعاً لطريق دعاة الطائفية والعنصرية والمذهبية فالمجتمعات تنمو وتعيش وتٌبنى بالعلم والمعرفة تحت ظل سيادة القانون وتٌهدم عندما يغيب القانون فقط فالقانون هو الأساس ولا يمكن للعلم والمعرفة أن تصنع شيئاً بلا قانون واضح وصريح . دمت ياوطني بمأمن وسلام .
التعليقات (0)