بدت الأجواء السياسية والإعلامية في العاصمة الأردنية عمان صباح الثلاثاء ملبدة بغيوم القلق والإرتياب وسط تهديدات متبادلة بين تيار المعارضة وتيار الموالاة وبصورة غير مسبوقة في تاريخ البلاد.
وبدأ تيار الموالاة الممثل لتجمعات في أوساط العشائر والمحافظات في جملة (مناكفة) لوجستية وميدانية لم يسبق للواقع الأردني أن تعامل معه في إطار حملة ضغط شديدة على الإسلاميين لدفعهم للتراجع عن مسيرة ضخمة يفترض ان تنادي بالإصلاح السياسي.
وتنشر المواقع الصحفية الأردنية بيانات فيها لغة تحدي وميل للصدام رغم نشر عدة مقالات في الصحافة اليومية تنتقد التحشيد بين إطاري الدولة والأخوان المسلمين.
وأعلن القيادي في الأخوان المسلمين الشيخ سالم الفلاحات بأن مسيرة الجمعة المقلقة كما يسميها الجيمع الأن في عمان هدفها التجمع والإستقرار في ساحة النخيل الشهيرة وسط العاصمة مطالبا ضمنيا السلطات بأن تمكن تيار الموالاة من إختيار ساحة أخرى للتجمع.
بعد ذلك بساعات فقط دخل تيار الموالاة بمناكفة من الواضح أنها مدعومة من السلطات الرسمية التي تحاول منع مسيرة (إنقاذ الوطن) بأي ثمن حيث أصدر تجمعا بإسم شباب الولاء للوطن بيانا أعلن فيه بأن عشرات الحافلات (113 حافلة) ستنقل إعتبارا من مساء الخميس مئات الأردنيين للمبيت في ساحة النخيل التي قرر الإسلاميون التظاهر فيها باليوم التالي في لغة تحد واضحة غير مسبوقة لم تعلق عليها السلطات رسميا.
وقال بيان الموالاة أن اللجان التنظيمية ستعد ساحة النخيل للمبيت بالنسبة لمن يؤيدون الملك عبدلله الثاني حيث ستقام في الساحة غرفة عمليات وتوزع 20 ألف نسخة من قميص عليه صورة الملك.
حصل ذلك بوضوح نكاية بالإسلاميين ولمنعهم من التجمع في ساحة النخيل.
في غضون ذلك نقلت وكالة الأنباء الحكومية بترا عن رئيس الوزراء السابق فيصل الفايز قوله بأن قوات الأمن ينبغي ان تشرف على تنظيم مسيرات الولاء والمعارضة وتفصل بينهما حفاظا على الوحدة الوطنية.
ولم تحدد المؤسات الأمنية بعد موقفها من قصة (تأمين) مسيرة المعارضة حيث كانت صحيفة الرأي قد قالت بان قوات الدرك والأمن لن تتواجد في المكان بسبب غضبها من تصريحات للرجل الثاني في تنظيم الأخوان المسلمين.
وبدا ان معركة (كسر عظم) تجري في الشارع تحت عنوان مسيرات الجمعة المقبلة بين المعارضة بقيادة الأخوان المسلمين وتيار الموالاة المدعوم من السلطات الرسمية.
وفي غضون ذلك إنتقد حزب جبهة العمل الإسلامي ما أسماه بكتاب التدخل السريع الذين شنوا عبر الإعلام الرسمي حملة تعبئة وتحشيد وتحريض ضد الحركة الإسلامية، وراحت تحذر من خطورة هذه المسيرة مستخدمة مصطلحات وعناوين وأرقاماً غير مقرة.
وقال الحزب في بيان له على الرغم من تأكيدات اللجنة المشرفة على أن هذه المسيرة مسيرة سلمية، شأنها شأن سائر الفعاليات التي نفذتها الحركة الإسلامية أو شاركت فيها، والتي لم يسجل فيها أي تجاوز أو خرق، إلا أن الحكومة ظلت تشيع أجواء التخويف والتحذير من هذه المسيرة.
وقال البيان: إن الحكومة تعي جيداً، كما يعي شعبنا الأردني أن الحركة الإسلامية ما كانت يوماً إلا في خندق الوطن، تسعى مع كل المخلصين لصون أمنه ووحدته وتحقيق التنمية الشاملة فيه. ولم يسجل عليها يوماً أنها مارست العنف، أو استخدمت القوة، إيمانا منها بأن استخدام القوة لا يجوز بحال إلا دفاعاً عن الوطن، أو إسهاما في تحرير الأرض المغتصبة.
وأضاف: إننا في حزب جبهة العمل الإسلامي ندرك تماماً أن الحكومة تعمد إلى سياسة التعبئة والتحريض ضد الحركة الإسلامية من أجل التغطية على الأزمات التي يعيشها الوطن بأبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهي نتيجة طبيعية لسياسات الحكومات المتعاقبة بما فيها الحكومة الحالية، التي أوصدت أبواب الحوار مع الأحزاب السياسية والقوى المجتمعية، وتبنت قانون الصوت الواحد المجزوء الذي أفسد الحياة السياسية وهمش دور مجلس النواب وأسهم في حالة العنف المجتمعي، كما رفعت أسعار السلع الارتكازية التي تؤثر على أسعار سائر السلع والخدمات، وهي تبشر برفع جديد لا قبل للشعب بتحمل تبعاته.
وختم اليان قائلا: إننا في حزب جبهة العمل الإسلامي على يقين تام بأن كل هذه الأساليب والحملات الظالمة لن تفلح في تغيير قناعات شعبنا الأردني الواعي إزاء الحركة الإسلامية، التي أثبتت على الدوام حالة متميزة في الرشد والعقلانية والالتزام بالمصالح الوطنية العليا.
التعليقات (0)