تحسين ما ليس بحسن
حسّنمشروع كأحد مشاريع وزارة التربية والتعليم " وزارة التعليم " مشاريع تلك الوزارة العظيمة لم تبدأ بمشروع المدرسة الذكية ولم تنتهي بمشروع تطوير مناهج الرياضيات والعلوم بل هناك مشاريع ميتة وأخرى في عداد المفقودين والثابت للمجتمع أن لكل مشروع تكلفته وهالته الإعلامية المٌحيطة به .
حسّن جميل اللفظ قبيح النتيجة والعاملٌ في ميدان التربية والتعليم يٌدرك صواب تلك العبارة المفجعة للكثيرين , جمال حسن اللفظي لم ينعكس على مضمونة فالشكل جميل واللفظ قبيح أكثر مما نتخيل .
لو أن الهدف الأسمى لذلك المشروع الجميل في اللفظ إصلاح فشل ما قامت به المناهج من عمليات تدمير للبنية اللغوية والمعرفية للطالب لكان الفرح سمة بارزة ترتسم على محيا كل معلم ومعلمة , لكن الهدف الحقيقي المراوغة على فشل المناهج وإثقال كاهل المعلم والمعلمة وزيادة المصروفات المالية والتعقيدات الإدارية الموازية لها , لستٌ ضد المشاريع التطويرية بقطاع التعليم وغيره من القطاعات لكنني ضد المشاريع الهلامية التي ظاهرها التطوير وباطنها أشياء قبيحة اللفظ والنتيجة , ماذا قدمت مشاريع التطوير لقطاع التعليم رغم الإعتمادات المالية الكبيرة ماذا قدمت على مستوى المناهج والبيئة المدرسية والتطوير المهني والتنمية المعرفية واللغوية للطالب والطالبة على حد سواء , ماذا قدمت تلك المشاريع المختلفة التي ظاهرها التطوير وباطنها أشياء أخرى لا يمكن التكهن بها سوى المزيد والمزيد من الفشل والمراوغة التي لا تنتهي رغم حساسية قطاع التعليم الذي هدفه الأسمى بناء الإنسان والمكان !.
مشكلة العالم العربي ونحن جزء أصيل من ذلك العالم أننا ندور في حلقة مفرغة نستنسخ تجارب الآخرين ولا ننقلها بشكل كامل وهنا الفرق فالفرق بين الإستنساخ ونقل التجربة كالفرق بين الصبح والليل , فالاستنساخ يعني تقصيص التجربة وإعادة تفصيلها وفق ما يوافق هوى المسئول ونقل التجربة تعني نقل التجربة بشكل كلي وكامل سواءً على مستوى المناهج والبنية التحتية للمدارس والإعداد الأكاديمي والحوافز المالية الخ .
الذي يحدث في مجال التعليم حالياً عبارة عن تجارب واجتهادات فردية فالعمل المؤسساتي مفقود وحقل التعليم مجرد مختبرِ للتجارب والاجتهادات الفردية التي تبدأ بفكرة في خيال المسئول وتنتهي بمشروع يٌعمم بسلطة إدارية يعقبها إعتمادات مالية ضخمة !.
لن يتقدم التعليم بمثل تلك المشاريع ومن ضمنها حسن , فالتعليم منظومة وفن ومهارة وإدارة وقبل كل ذلك تجارب ودراسات منضبطة محكومة برقابة وتعديلات ومشورة أهل الاختصاص الذين هم في الحقيقة خارج نطاق الخدمة بقدرة قادر رغم المناشدات والمطالبات بإيقاف ومراجعة جدوى تلك المشاريع التي مهما طالت بها المدة لن تٌحقق شيئاً طالما تفتقد لأهم ركن في عملية التطوير وهو ركن التحديث والمراجعة والعمل المؤسساتي المنضبط !.
المعلم والمعلمة كائنان فضائيان هذا ما يعتقده المسئول لكنه لم يعتقد تلك الكائنات تردد باستمرار متى يتحسن حسّن وأقرانه .
التعليقات (0)