لا شك أن صورة العرب والمسلمين عامة سيئة جداً فى الغرب ، وقد يكون الغرب معذور فى فهمه الخاطىء لحقيقة الإسلام ، حيث يتم الخلط بين الإسلام كديانة وبين أفعال بعض المسلمين ، فهم يرون العرب شعوب متخلفة تسبح فى بحار من الثروات الطبيعية وهذه الثروات فى حقيقة الأمر هى ما يشغل بال حكام الغرب ناحية العرب ، والأنظمة الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة من مصلحتها أن تصاب دول أغنى منطقة فى العالم أولاً بثقافة الهزيمة وأنه ( ليس فى الإمكان "أوضع" مما هو كائن ) وثانياً أن يشعر العرب بالدونية أمام السيد الأمريكى وهذه أفضل طرق للإستيلاء على الثروة النفطية بأرخص الأسعار ولذلك إذا ما أمرت تلك الدول الكبرى فتطاع على الفور . وقد صدَّق السُذَّج منا دعوة أمريكا فى عهد بوش الإبن بنشر الديمقراطية فى أرجاء وطننا العربى الإسلامى ، ولنا أن نسأل إذا ما وُجدت ديمقراطية فى بلادنا هل تستطيع أمريكا أن تأمر حكامنا فتُطاع على الفور مثلما يحدث الآن ؟! إن الدولة العبرية ومع أنها ربيبة الغرب وصنيعته يأمروها فلا تطيع ، لأنها دولة ديمقراطية تمتثل لإرادة شعبها ، فالسيد الأمريكى يريد أنظمة تابعة تماماً وياحبذا لو كانت على الطريقة الأفغانية الكرزاوية أو الطريقة العراقية العلاوية أو الجلبية .
ونحن نعيش فى بلاد يملكها حكامها فلهم أن يمنحوا لنا أى قطعة أرض نمرح ونلعب فيها بإسم الديمقراطية ولهم ولكتبتهم فى هذه الحالة أن يمنوا علينا أنهم تركونا نصرخ وننبح دون أن يمسسنا سوء منهم ، أو أن يهددونا بسحب تلك الأرض بسبب أنياب الديمقراطية التى لم ينالها السوس رغم عمرها المديد ، إن أول وآخر شىء يحسن صورتنا لدى الغرب هى مدى الديمقراطية التى نطبقها فى بلادنا ، حيث يحترم الحاكم إرادة شعبه فيحترم الآخرون إرادة حكامنا ، إن ديمقراطية إسرائيل أخفت نازيتها وجرائمها ، فالغرب يراها جنة الديمقراطية فى محيط شاسع من الديكتاتوريات ، فبالديمقراطية سيتعامل حكامنا مع أمريكا الند بالند وليس شرطاً بالعداء ولكن بمصالح الشعوب كاملة وليس بمصالح فئة معينة تعد على أصابع اليد الواحدة , فالديمقراطية فعلاً هى الحل كما ينهى الدكتورعلاء الأسوانى مقالاته بجريدة الشروق .
التعليقات (0)