تحرير فلسطين 1
قادت الأنظمة العربية الشعوب العربية عبر عقود الهزيمة والانكسار من هزيمة الى نكبة الى نكسة الى دمار فخراب .. ولم تفلح جهودهم في دحر معتد أو رد كيد كائد أو حقد حاقد او حتى حسد حاسد ، ولم يفلحوا بان يحافظوا على ما تبقى من الأرض والإنسان والكرامة العربية .. بل تعدى ذلك الى أن امتدت العدوى الى الأنظمة الإسلامية غيرا لعربية .. فباتت تلك الأنظمة عربية وإسلامية لا تملك لنفسها ضرا ولا نفعا فضلا عن شعوبها ..
وتمكنت تلك الأنظمة من كسر إرادة الشعوب وتزويرها بكل إشكال الكسر والتزوير .. مستعينة بكل أركان الظلم والإظلام في العالم .. وتحالفت مع قوى الكبر والاستعمار ضد إرادة الشعوب وبما يتنافى ورغباتها المشروعة في الأعراف الدينية والدولية والاجتماعية والإنسانية على مر التاريخ .
وعملت عبر سلسلة متتابعة محكمة من المؤامرات من غسل دماغ الشعوب الجمعي ، ودفعت بالمقدس الى آخر قائمة الاهتمامات ، وقدمت كل إشكال اللهو والعبث الى الواجهة . حتى بات الشعب بلا هوية محددة ، وبلا ملامح يمكن التعرف عليها ، وانخرط في ما يسمى العولمة ، ليكون العالم كله نسخة مسخ عن الغرب وأمريكا بقيادة ربيبتهم إسرائيل .
وباتت تلك القوى من القدرة بمكان أن تطيح بكل رأس يرتفع ، أو لسان ينطق ، أو عقل يفكر ، وحاصرت الناس في القول والعقل والخبز والماء .. وبات الإنسان العربي والمسلم هو الإنسان الأكثر اضطهادا في العالم .. وعلى جميع المستويات .. وهو الإنسان الأكثر مهانة عند حكومته .. وقيادته ..بل كان الإنسان الذي من الممكن ان يباع ويشترى في سوق المؤامرة الدولية .. وربما تكرست تلك الحقيقة في نفسه حتى هان هو نفسه على نفسه .
ونرى اجهزتنا الاعلامية وهي تتبنى تلك المصطلحات التي تمس جوهر وجودنا وتتهمنا بما نحن منه براء ، تلك المصطلحات التي صنعها الغرب خصوصا لنا ( يمكن أن تراجع مقالاتي – الوقوع في شرك المصطلح – في مدونتي هذه )
فقد يبيعون إرادة وصوته وفكرة واختياره فضلا عن خيراته وممتلكاته الوطنية والقومية وربما الشخصية ... حتى غدى العالم ينظر لنا نحن العرب والمسلمين على أننا شعوب ( قطيع ) ليس أكثر في مزرعة السلطان .. فلو سألت إنسان ما في الكون ( لاحظ رغم الموت والدمار والخراب الذي يعشعش في منطقتنا ) لو سالت أي إنسان في العالم وقلت له هل تعرف .. وسمي دولة عربية من دولنا القطرية ؟؟ الممتدة من المحيط الى الخليج .. فلن يتمكن هذا الشخص من التعرف عليها .. فسوف تحاول أن تقرب له الأمور وتبسطها ليتعرف على بلدك .. ثم فجأة ربما تذكر له اسم الرئيس أو الملك .. فسوف يتعرف عليه فورا .. نعم تم اختزال الشعب بشخص ؟!
وربما لا يتعرف لا عليك ولا على رئيسك ... وتحاول أن تقرب له الأمر .. فتذكر الشرق الأوسط ... ثم سيقول لك نعم .. نعم .. إسرائيل ... تلك حقيقة يعرفها كل من سافر وعرف .
قبل سنوات ( لا اعرف كيف أو من أين ) ولكن توجد في عقلي تلك القصة :
أجريت دراسة عبر استبانه في اليابان .. تلك الدولة التي لا يوجد بيت عربي إلا ويحوي العديد من الأجهزة اليابانية فيه .. وكانت الاستبانة تقول : هل تعرف العرب ؟ اذا كانت الاجابة نعم ، من أين تعرفت عليهم ، ثم ماذا تعرف .
نتيجة الاستطلاع أظهرت أن نسبة قلية جدا جدا من اليابانيين يعرفون أن هناك ( عرب ) في هذا العالم ، ونسبة كبيرة ممن يعرفون أظهرت أنهم يعرفون العرب كما في ألف ليلة وليلة .. وان معرفتهم تلك كانت من الأفلام والإعلام الصهيوني ( ولا اثبت صحة او عدم صحة هذا الاستطلاع كما قلت - هي في ذاكرتي - ) .
المهم كيف لشعوب تلك مواصفاتها أن تحرر وطنا مغتصبا من أقوى آلة عسكرية في العالم فضلا عن دعمها من قوى الاستعمار والكبر العالمي ..
بل بات العرب يبحثون عن فرص للسلام الذي يدركون انه مضيعة للوقت والجهد والمال .. فضلا عن أن الشعوب تعرف انه محاولة لذر الرماد في العيون .. وعقلية المنتصر هي التي تفرض الشروط دائما .. وأنا للمنهزم أن يفرض شرطا أو يملي درسا .. وتلك العبر من الماضي كافية لنعتبر ونفهم حتى لو كنا لا نفهم ، وما أصابنا كفيل بان يجعل منا امة تفهم مصلحتها بدقة .. فهل مصلحة العرب في أن نقدم مبادرات السلام تلو المبادرات وان نستجدي عطف المستعمر ... والى لقاء .
التعليقات (0)