تحرير الحرمات:
يجد الانسان نفسه حائرا ولا يستطيع ان يجد تفسيرا منطقيا يمكن ان يبرر الحوادث الهمجية البشعة التي تحدث من قبل الجماعات الارهابية المسلحة ضد الابرياء في العالم الاسلامي!.
يقف المرء مذهولا امام عدم محدودية اجرام حركة طالبان المتخلفة بنسختيها الافغانية والباكستانية ورديفتها منظمة القاعدة بفروعها المختلفة!...فلا يحد من اجرامهم وارهابهم اعتناق الاخرين للاسلام والرابطة التي تحرم سفك دماء المسلمين ولا وجود شهر رمضان المبارك وحرمة الدم والقتال فيه والانشغال بدلا من ذلك في تهذيب النفس وتقويمها وعمل صالح الاعمال خاصة مساعدة منكوبي الفيضانات،ولا وجود الابرياء في الاماكن المراد تفجيرها حيث لا هم من اصحاب القرار او الثراء او الرأي حتى يستحقوا الخصومة ولكن حظهم السيء في كل شيء هو الذي وضعهم في هذا المنظر المأساوي! ولا حتى وجود مناسبات دينية مقدسة او مناسبة عامة تجمع بين الجميع مثل يوم القدس العالمي كي تبعد عنهم وحشية هؤلاء الهمج الرعاع !...
اجرام تلك الحركات الارهابية بدأ من الفكر التكفيري الذي برره لهم علماء السوء والجهالة وسدنة السلاطين فتلقفته عقول وقلوب اساطين الجهل والتخلف لينشروه بين الجهلاء والفقراء اليائسين والمغرر بهم!...
الامر الاخر هو التمويل المشبوه من المصادر القذرة المتعارف عليها مثل اموال المخدرات والسرقات واخذ الفدية وفرض الاتاوات والاتجار بالمحرمات والرقيق البشري....الخ من المصادر المتعارف عليها وهي كافية للحكم على مقدار الاستغلال البشع للنصوص الشرعية المقدسة للاغراض الدنيئة والاجرامية.
ان هذا النوع من البشر لا يستطيع احد بسهولة ان يروضه او يخضعه بل هي قنابل بشرية وقتية لا نعرف متى تنفجر بين الحين والاخر دون ان نجد الرادع الحقيقي لايقافهم او الحد من خطورتهم خاصة مع ضحالة تفكيرهم الذي اوصلهم الى هذا المستوى الوضيع من التردي!...
الغريب ان الاعمال الاجرامية لتلك الحركات التكفيرية تنتشر في اقل الدول قمعا وشمولية في العالم الاسلامي! مما يعني ان سيطرة الدولة كلما قلت كلما ازدادت تلك الاعمال بالاضافة الى ان وجود درجة معينة من الانفتاح السياسي هو عامل مساعد ايضا ولذلك نرى تواجدها في بلاد مثل باكستان وافغانستان والعراق ولبنان واليمن والجزائر بينما نرى انعدامها او ضعفها في البقية التي تبيد وتمحو من الوجود كل من يقف ضد الحكم وهذا دليل على ان تلك الحركات لا تقاوم تلك الانظمة الشمولية او تعاديها كما تدعي وانما رغبتها السيطرة على الحكم متى ما وجدت الطريق له سهلا يسيرا!...
الامر الاخر والاكثر غرابة حقا،انه منذ قيام اسرائيل عام 1948 ولحد الان لم توجه تلك الحركات والعصابات الاجرامية التكفيرية سلاحها نحوها! ولذلك لا نرى شيخا من شيوخهم سقط قتيلا في ميدان الصراع مع اسرائيل او قائدا هماما من الذين يظهرون شجاعتهم الزائفة على البسطاء والمسحوقين يقوم بذات العمل ضد الجيش الاسرائيلي، والا لوجدنا ان اتجاه معادلة الصراع سوف تميل بالتأكيد لصالح الفلسطينيين!...الا يكفي ذلك تنبيها للمغفلين والحمقى او من يعتبر نفسه مغررا به لكونه طيب القلب وسليم السريرة كما يدعي؟!.بل حتى الجانب الفكري لهم يشكو فقرا شديدا من هذه الناحية فلا وجود لمنهج تنظيري مقاوم ما عدا شذرات لنصوص متوارثة كأنها مناهج ابتدائية لطلاب صغار! وتركيزهم الاشد على من يخالفهم مذهبيا! والحقيقة انه يمكن بسهولة كشف تلك الضحالة الفكرية والاخلاقية عند متابعة مواقعهم في شبكة الانترنت والتي تجمع مؤيدهم السذج والذين يمنعون اي مخالف من التواجد بينهم!...
من السذاجة تحميل الغرب مسؤولية تواجدهم وانتشارهم،فهل التاريخ الاسلامي خال من هؤلاء؟! وهل العقل والمنطق والدين والانسانية غير كافية لهذا العدد الكبير من شراذم التكفيريين المنتشرين في كل مكان وزمان ان يراجعوا انفسهم ولو لمرة واحدة ليقيموا فيها الاعمال البربرية التي يقومون بها ولصالح من؟!.
الجرائم الاخيرة في باكستان(يومي2 و 3-9-2010) سواء في مناسبة استشهاد الامام علي(ع) او في يوم القدس العالمي في اخر جمعة من شهر رمضان المبارك،تدمي قلب كل مسلم او انسان حر يحب ان يعيش بسلام ويسعى لسعادة البشرية جمعاء كما هي رسالة الاسلام الخالدة... فلا كارثة الفيضانات العظمى التي حلت بباكستان والتي شردت 20 مليون وشغلت العالم بالسعي لنجدة المنكوبين ! ولا الشهر الكريم وحرمته المعروفة ولا اليومين المقدسين بما يمثلان من رمزية دينية وسياسية جامعة للمسلمين ولا وجود الابرياء المسالمين،كان مانعا لعمل هؤلاء المجرمين القتلة بل وحتى التنكر من عملهم المشؤوم الذي يتفاخرون به اعلاميا! فأي منطق لديهم يمكن ان يقولوه عندما يقابلوا ربهم عندما يسألهم عن الدماء البريئة التي سفكت بغير ذنب؟ وبأي وجه يمكن ان يكونوا دعاة للاسلام مع غير المسلمين عندما يرون تلك الاعمال الوحشية صادرة من اناس يدعون التدين والتمسك بالدين الذي هو بريء منهم؟!.
آهات وزفرات وحزن وألم على الضحايا الابرياء في كل مكان وزمان والذين كشفوا حقيقة هؤلاء القتلة الارهابيين، فالمجد والخلود لهم في الدنيا والاخرة...والخزي والعار لقتلتهم التكفيريين وكل من يقف معهم ولو بكلمة من يد او لسان مغفل! والعاقبة للمتقين...
التعليقات (0)