تشهد المعسكرات الشيعية ـ المُتناثرة بمنطقة الشرق الأوسط ـ حالة إستنفار قصوى هذه الأيام ، لإحتواء ما يمكن إحتواؤه من (إمتداد إقليمي إيراني) في المنطقة العربية !.. فقبل أيام ، إحتفل حزب الله اللبناني بعيد نصره ، وأنصت اللبنانيون لنصر الله ، الذي ظهر في إحتفاليته بعيد نصره لهذا العام حزينا ، كئيبا ، وشاحب الوجه ؟! ..
كيف لا ونصر الله هذا العام ، لا يشعُر بحلاوة نصر ذاك العام ، لأن الإنتفاضات الشعبية العربية تعكّر صفوه ، وتجعله يشعر بالمرارة !.. ويشعر بالضيق والحزن رغم الأعداد الكبيرة للمناصرين الذين يحيطون به ويهللون له ؟!.. كما لم تظهر عليه الطمأنينة رغم أنه خطب في مريديه عبر (شريط فيديو) مسجّل ؟!..
نصر الله في إحتفاليته لهذا العام ، يشعر بالخيبة من إنتفاضة الشعب السوري في وجه العلويين ، وكانت جلّ رسائله موجّهة إلى ذاك الشعب ، أن يغض الطرف عن إنتهاكاتهم ، ويصبر على ساديّتهم وغطرستهم ، لأنه متأكد بعد (مشاهدات وإستماعات مباشرة) من القيادة السورية ، بأن هناك خطوات إصلاحية (جادة) تعتزم القيام بها ؟!..
نصر الله قابل الأسد ـ بإعترافه هو ـ واستمع إلى خططه لقمع شعبه ، وإبقائه تحت السيطرة الشيعية مهما كلف الأمر !.. فعاد إلى لبنان أين (نقل) رسائل (الأسد) المُوجهة إلى (الشعب السوري) عبر (القنوات الشيعية المُعتمدة) ؟!.. لماذا يتحدث نصر الله بالنيابة عن القيادات السورية إذا لم تكن له وصاية على الشعب السوري أكثر من تلك التي للرئيس الأسد نفسه ؟!.. ولماذا ينكبّ الأسد على التنكيل بالشعب السّوري في صمت ، في الوقت الذي يُطل فيه نصر الله على السوريين والعالم ليُدافع عن إنتهاكاته ، ويدعوهم فيه إلى إعطائه (فرصة) للإصلاح ؟!..
الواقع أن التحركات الشيعية ، ليست على مستوى سوريا ولبنان فقط ، بل حتى في العراق يتصدر مُقتدى الصدر المشهد السياسي هناك ، بدعوته (المُفاجئة) إلى المُطالبة بالرحيل الفوري للقوات الأمريكية !.. رغم أن الجميع يعلم أن الشيعة كانوا أكثر المُهللين للغزو الأمريكي للعراق ، وهم أكثر المُستفيدين من النفوذ المالي والسياسي بعد الغزو الأمريكي للعراق !.. كما أن الشيعة هم أكبر حليف لأمريكا في العراق ؟!..
كلها تناقضات واردة في عرف الشيعة ، لتنصيع صورتهم التي لن تخفي بشاعتها ، مساحيق تجميل (الوطنية) و(الشرف) و(المبادئ) !.. فالجميع أصبح يُدرك حقيقة أن تلك الدعوات ، وتلك التحركات ، إنما هي في سبيل الحفاظ على نفوذهم في المنطقة العربية ، وزيادته ـ بإستغلال كل الفرص التي تتاح أمامهم ، وبكل الطرق شرعية كانت أم غير شرعية ـ وما عرفوا إلى ذلك سبيلا .
تاج الديــن | 29 . 05 . 2011
التعليقات (0)