مواضيع اليوم

تحركات الخامس عشر من آذار

حسام الدجني

2011-03-14 13:06:21

0

ما يخيفني صراحة أن يجد الطابور الخامس الذي تحركه اسرائيل مكاناً له في صفوف الشعب الفلسطيني يوم الخامس عشر من آذار في الضفة الغربية أو قطاع غزة، ليحرف مسار التحركات الشعبية التي تدعو الجميع لانهاء الانقسام، وهذا السيناريو مؤشراته قوية جداً بعد العملية البطولية في مستوطنة ايتمار بنابلس، فاسرائيل ترى في وحدة الشعب الفلسطيني خطراً وجودياً عليها، ولذلك قد تعمل على اثارة الفتنة في الضفة الغربية وقطاع غزة من خلال اطلاق نار أو حجارة على قوى الأمن أو المتظاهرين، وهذا السيناريو سيضع القضية الفلسطينية برمتها على المحك، وسينزف الدم الفلسطيني من جديد على أيدي فلسطينية، وكل ذلك سببه عقم النخبة السياسية والحركة الوطنية التي من واجبها أن تضع تصورات شاملة لاصلاح النظام السياسي الفلسطيني، وتنظيم العلاقات الدولية، ودعم الاستثمارات المحلية والقومية بما يكفل مزيد من فرص العمل للشباب الخريجين والعاطلين عن العمل، ووضع البرنامج السياسي الذي يحافظ على ثوابتنا الوطنية.

من المؤكد أن بعض الحركات والأحزاب قد ينظر إلى الثورات العربية بأنها تصب في صالحه، وفي المقابل يرى آخرون أن تلك الثورات تمثل تهديداً وجودياً لها، وبين هذا وذاك يوجد فئة من الشعب الفلسطيني تأمل في تحقيق مشروعها الوطني في أسرع وقت، وتأمل أيضاً في توفير حياة كريمة لها ولأبنائها، ولكن هذه الفئة هي فئة صامته وكبيرة، والكل يعمل عليها من منطلق انتهازي لإثارتها وتحريكها لصالح هذا الطرف أو ذاك.

إن رياح التغيير والتي ما زالت تهب على منطقتنا العربية لا بد من استثمارها لصالح القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وأن تكون الحركة الوطنية الفلسطينية بكل ألوانها أداة سياسية لتنظيم تلك المكتسبات بما يدعم نضالات الشعب الفلسطيني المشروعة التي تقوم على أساس انهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وخصوصاً ونحن على أبواب حراك شعبي سلمي يوم الخامس عشر من آيار (ذكرى النكبة)، والذي سيشهد هذا العام تحولاً جوهرياً في الفعاليات، لتنتقل من طور المهرجانات إلى طور الحراك الشعبي الزاحف نحو فلسطين التاريخية، فمن المقرر أن تزحف سلمياً الجماهير الفلسطينية وهي تحمل مفتاح العودة من لبنان وسوريا ومصر والأردن والضفة الغربية وقطاع غزة نحو بلدانهم التي هجروا منها عام 1948، وسيدعم هذا التحرك الجماهيرى كل فلسطيني الشتات وأحرار العالم في أمريكا وأوروبا من خلال تسيير رحلات جوية نحو إسرائيل، وهذا الحدث سيؤكد أن حق العودة هو حق مقدس لا يملك أي أحد كان من كان أن يتنازل عنه كونه حق فردي لكل فلسطيني مهجّر.

ولذلك أدعو كل الفصائل الوطنية والإسلامية والرئيسين محمود عباس وإسماعيل هنية أن يقودا جهوداً مقنعة ووطنية لإعادة قطار المصالحة إلى مسارها الصحيح، والبدء بخطوات عملية من أجل ذلك، والتفرغ لصياغة استراتيجية وطنية موحدة تتكيف مع التغيير السياسي، وتتفرغ لإنهاء الاحتلال، وأن يكون دور الشباب محورياً في حضور تلك الجلسات، وأن تبدأ وسائل الاعلام الفلسطينية ببث خطاباً اعلامياً وحدوياً لأن ما ينقصنا كشعب فلسطين هو جرعة من الحب والوئام...

Hossam555@hotmail.com

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات