مواضيع اليوم

تحرش يوم التنصيب

زين العابدين

2014-06-14 12:28:11

0

  

Normal 0 false false false MicrosoftInternetExplorer4 /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;}

                          

 

                                      تحرش يوم التنصيب

أو بالأحرى تحرش يوم الزينة ، ولكن ليس يوم أن يحشر الناس ضحى ، ولكن يوم أن يحشر الناس ليلا ، وهم يحتفلون بتنصيب فرعون ، أو حاكم جديد لمصر . والأمر كله متوقف فى حقيقة الأمر ــ أي بوم التنصيب ــ على مظاهر الاحتفال ذاتها ، وذلك للحكم على الحاكم الجديد من زاوية تفضيله للنظام الفرعوني ، أو النظام الجمهوري ــ والذي تعارف عليه البشر فقط منذ حوالي ثلاثة قرون خلت ، و بعد عصور من الظلام والظلم والركود والتخلف الإنساني والإجتماعى ــ كنظام للحكم .

بيد أن شكل ومظاهر الاحتفال قد أوحت بالفعل أن السيسى يفضل النظام الفرعونى الإمبراطورى ـ إن جاز التعبير .. ونحن للمفارقة دولة فى مأزق إقتصادى شديد ، ومثقلة بالديون الخارجية والداخلية على السواء ــ حيث كان هناك مكان مخصص لإحتفال الخاصة ــ خاصة الفرعون الجديد ــ بقصر القبة ، حيث كانت الموسيقى التصويرية تصدح فى أفنية القصر و تصاحب استقبال الوفود المهنئة باعتلاء الفرعون العرش ، والتى ألفت خصيصا لهذا اليوم ــ وعلى العكس تماما من أوبرا عايدة ، والتى عرضت بعد انقضاء المناسبة التى ألفت من أجلها ــ ما يعنى أن التحضير والإعداد ، أو التأليف الموسيقى ، لابد وانه سبق يوم التنصيب ، ربما بعدة أشهر ، أو حتى أسابيع ، ما يعنى أن فوز الفرعون بانتخابات الرئاسة كان حتميا ، ولكن لا مانع من أن يتخذ مظهر التنصيب شكلا ديمقراطيا يرضى دول العالم الديموقراطى ، أو بالأحرى الدول المانحة ، وذلك بظهور منافس أخر للسيسى فى إنتخابات الرئاسة قد أرتضى لنفسه ولتاريخه النضالى أن يلعب دور حتى " الدوبلير " ، وهو حمدين صباحى ــ وكان هناك مكانا خاصا لاحتفالات العامة وهو ميدان التحرير .. وما أدراك ما ميدان التحرير ، والى تعمد تلويثه بعد ثورة الشعب المجيدة ــ والوحيدة طوال تاريخه ــ فى 5 يناير 2013 .. بظواهر التحرش والاغتصاب الجنسى والتى رافقت اغتصاب السلطة والثورة المضادة ، وبرعاية الدولة العميقة ، وخاصة أجهزتها الأمنية المختلفة .

ولا شك أن مظهر تلك الفتاة التى دفعت دفعا نحو سلم النفق المؤدى لمترو الأنفاق بميدان التحرير يوم الزينة ، وفى مكان الإحتفال المخصص للعامة يدمى كل القلوب ــ حتى تلك الغير مؤيدة للسيسى ، والتى لم تذهب أصلا للإدلاء بأصواتها فى تلك الانتخابات ، وذلك كتعبير ، أو موقف سياسى ، بطبيعة الحال ، ولا بد أن يحترم ــ داخل مصر وخارجها .

والمؤسف حقا ، أو بالأحرى الأكثر أسفا وإيلاما فى ذات الوقت ، أن جميع أجهزة الدولة ــ العميقة والضحلة على السواء ــ لم تتحرك ، ولم تحرك ساكنا إلا بعد أن استشعرت خوفا من ردود فعل المصريين وغير المصريين داخل مصر ، وخارجها . ولكنها حتى بعد أن تحركت فقد بدا للكافة أن هذا التحرك كان مراوغا ــ كدأب آل فرعون دائما فى مثل تلك الحالات التى تمس مصالح الشعب الحقيقية وأمنه ــ وقد قصد منه فقط الالتفاف حول المشكلة ، أو الأزمة ، والتى أضحت ظاهرة ، دونما بذل أية محاولة تذكر فى حلها ، أو حتى توافر النية الصادقة فى حلها حلا جذريا يرضى الجماهير الغاضبة .

لماذا ..؟

لأن هؤلاء المتحرشون والمغتصبون ، والذين يظهرون عادة فى الميادين العامة بعد ثورة يناير ، وفى المناسبات السياسية يتبعون الأجهزة الأمنية فى حقيقة الأمر ، ويعملون لديها ولحسابها ، وذلك فى مهنة الإعتداء البدنى ، أو الجنسى ــ أو الإثنين معا ــ على المعتقلين السياسيين سواء كانوا رجالا أو إناثا ، وذلك منذ إنقلاب يوليو 52 وحتى إنقلاب السيسى فى يوليو 2013 .

ومن ثم فإن الدولة ــ العميقة أو الضحلة ــ لا يمكن أن تأكل أبنائها ، أو رجالها ــ أو بالأحرى ذكورها ــ أو تزج بهم فى غياهب السجون والمعتقلات ، بل هى تحميهم وتشملهم بمظلتها وتحتضنهم وترعاهم ، وتجزل لهم العطاء ، وتخصص لهم الرواتب والمكافآت والترقيات ، وكذا كافة المزايا النقدية والعينية الأخرى ، وذلك ببساطة لأنهم يعملون لديها ولحسابها .

وعندما ننظر إلى تلك الإجراءات التى اتخذتها الحكومة فى أعقاب واقعة الاغتصاب الجنسى الجماعى لفتاة التحرير ــ ما يعنى أن هناك من قام بالاغتصاب بدم بارد ، وهناك من كان يحمى العملية ذاتها وبدم بارد ، ولكن بأسلوب يشى بأنه منظم ومدرب وممنهج ..! ــ نجد مثلا انها تنص على ضرورة بث روح الشهامة والنخوة  لدى المواطنين ، والاهتمام بتوعية النشىء ، وغيرهم ، فى دور العبادة وفى المدارس والجامعات وغيرها ، وكذا الاهتمام بالجمعيات الأهلية ــ والعميلة أصلا للدولة العميقة ــ والحقوقية المختصة بهذا الشأن . ثم الاهتمام والتأكد بتلقى ضحية الاغتصاب الجنسى ما تستحقه من

 

علاج ورعاية نفسية وغير  نفسية ، وغيرها .. ولكن السؤال هو ماذا عن تشديد عقوبة الاغتصاب الجنسى فى دولة تنتمى إلى العالم الشرقى ، والعالم الإسلامي ، أو المتدينين بصفة عامة ــ لتصل مثلا العقوبة إلى حد الإعدام ، ولتكون رادعة بما يكفى لكل من تسول له نفسه باغتصاب فتاة ، أو طفلا أو حتى رجلا ..؟!

والإصرار على عدم تشديد عقوبة الاغتصاب الجنسى المقصود فى أحد جوانبها هو إبعاد ، أو تنفير الناس كافة ــ وخاصة النساء والفتيات ــ من العمل ، أو حتى التعاطى مع السياسة ، حتى ولو كان الهدف هو الإحتفال بتنصيب فرعون سيسى جديد لحكم مصر ــ وفى ميدان التحرير ، ويوم أن حشر الناس ليلا ..

 مجدى الحداد               




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات