مواضيع اليوم

تحرج وخجل الدعاة من وسم الكافرين بالكفر

أخبار ترقوميا

2011-08-26 11:18:22

0

 
ربما يتردد بعض طلبة العلم وأيضا بعض العلماء والدعاة ويتحرجون من التفوه بوصف من وصفهم الله في كتابه بالكافرين، وخاصة عند ظهورهم أمام وسائل الإعلام، فيحاول بعضهم أن يتهرب من الإجابة ويسلك مسالك متنوعة ليتفادى السؤال المباشر ولا يرد الرد الواضح الذي يفترض أن يُرد به على الأسئلة العقائدية.

فحينما وصف الله سبحانه اليهود والنصارى في القرآن الكريم بالكافرين كانت الكلمات واضحة قاطعة الدلالة لا لبس فيها ولا غموض ولا مداراة، فقال سبحانه " لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ " وقال أيضا " لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ ".

والمؤمن بأي عقيدة أو ديانة يتسم بالصفتين معا فهو مؤمن بما يعتقده كافر بما يضاده، ولا يصح شرعا ولا عقلا أن يكون الإنسان مؤمنا بما يعتقده وبما يضاد عقيدته في نفس الوقت، فقال تعالى عن المسلم " فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى "، فلا يكفي المسلم أن يؤمن بالله كإله فقط دون أن يكفر بكل من دونه وكل ما دونه من الآلهة المزعومة الباطلة.

ولهذا فأمام كل قضية غيبية موقفان لا ثالث لهما، إما الإيمان والتصديق بها أو الكفر والتكذيب بها وإنكارها، فلِم التحرج من ذلك أن يُعلن للجميع وعلى كل المحافل والميادين إذا تعرض العلماء لهذه الأسئلة التي لا تحتمل من المسلم فضلا عن الداعية مداراة أو إمساك للعصا من المنتصف ؟ ولابد أن يظهر وجه الحق فيها .

فالمسلم يؤمن بأن سيدنا عيسى بشر ورسول من عند الله ويكفر بكل قول يخالف ذلك من ادعاء بأنه إله أو ابن للإله، والمسلم يؤمن بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم والنصراني يكفر به ويؤمن بمعتقداته، فكلا الاثنين مؤمن بما يعتقده وكافر بما يضاده، فلِم الخوف من مجرد ذكر الكلمة على الألسنة إذ كنا نصف بها الناس كلهم إذ يحتم أن تكون مؤمنا بعقائدك كافرا بغيرها ؟.

ولا يتورع أحد من أبناء الملل والمذاهب الأخرى أن يصفوا غيرهم بذلك ولا أن يتعاملوا مع مخالفيهم بذلك القول، فالملل النصرانية التي اختلفت فيما بينها في العقائد وأبرزها حول طبيعة سيدنا عيسى عليه السلام حيث قال بعضهم أنه به طبيعتان ناسوتية ولاهوتية وقال بعضهم أن سيدنا عيسى هو الله – حاش لله – وقال الآخرون أنه ابن لله – تعالى الله عما يقولون علوا عظيما -، ونشأ من خلافهم في العقائد أن وصف بعضهم بعضا بالكفر البواح والخروج من الملة، ويقضون ببطلان زواج مختلفي الملة، ولا يسمح لمختلفي الملة أن يقربوا دور العبادة للملل الأخرى، ( ولا ننسى يوم أن زار يوحنا بولس بابا الفاتيكان الكاثيوليكي مدينة القاهرة فلم يستقبله الأنبا شنودة ولم يسمح له بالاقتراب من الكنائس الأرثذوكسية لاعتقادهم بكفره وعدم دخوله الملكوت - كما يقولون- ومن يرد تتبع أقوال علمائهم وأحبارهم في أبناء الملل الأخرى فليراجع موقع اليوتيوب ويبحث عن أقوال الأنبا بيشوي في البروتستانت وسيجد تكفيرا واضحا لمخالفيهم وطردا من الملكوت كما يدعون.

أما آراؤهم وعقائدهم المعلنة في المسلمين، أننا - كمسلمين - نتبع رجلا لم يكن نبيا مرسلا وأنه لم تكن هناك رسالة من السماء باسم الإسلام ولا رسول من عند الله اسمه محمد، ويعتبرون النبي الكريم صلى الله عليه وسلم من ضمن هؤلاء الذين عنوهم بتلك الآية من إصحاح متى " لأنه سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة ويعطون آيات عظيمة وعجائب حتى يضلوا ".

فإذا كان لكل أصحاب الملل والنحل والمذاهب الحق الكامل في إظهار عقائدهم والصدع بها أمام مخالفيهم فلم يُمنع المسلم من ذلك ولم يتحرج الدعاة في الفضائيات وغيرها من التصريح بكلمة الحق، ذلك الشعور الذي تسبب في مطالبة الجاهلين والمغرضين بوضع تفسيرات عصرية تنزع عن اليهود والنصارى كلمة الكفر لتستقيم الوحدة الوطنية - كما يدعون-.

وفي لقاء للدكتورة سعاد صالح - أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر والتي اشتهرت في الفضائيات بفتاوى كثيرة وأراء مثيرة للجدل - على قناة مملوكة لرجل الأعمال النصراني نجيب ساويرس، وسُئلت فيه عن حكم تولية النصراني للرئاسة العامة في مصر فقالت بعدم الجواز واستدلت بقول الله سبحانه " وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً "، وهنا ثارت ثائرة المشاهدين وأغلبهم من النصارى معترضين على وصفهم بالكافرين واتصل أيضا صاحب القناة ليرفض رفضا قاطعا وصفهم بالكافرين، وما نتج ذلك إلا من اضطراب العلماء والدعاة عند الصدع بهذا الحق المكفول والمضمون لكل الأديان والمذاهب والمحظور فقط على المسلمين الذين يتحرجون من إعلانه بوضوح وجلاء.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !