فى الدول العربية بلاد الخطوط والالوان الحمراء والرمادية ممنوع الاقتراب من المنظومة الايديولوجية لها من سياسات وثقافة ودين وغيره هناك مناطق محظورة ومحرمة تعد بمثابة الخطوط الحمراء من يقترب منها فانه يلعب بالحديد والنار فسياسة النظمة العربية الفاشلة خطوط حمراء والمن القومى والمؤسسة العسكرية خطوط حمراء الدين والثقافة والقضاء والقيم خطوط حمراء من يحاول القتراب منها مصيره السجن والضطهاد والتشريد والنبذ من شعوب وانظمة متخلفة ذات منظومة فكرية وايديولوجية تنتمى حقا للعصور الوسطى هذه الخطوط الحمراء هى التى كرست الاستبداد المطلق من جانب انظمة دكتاتورية تلتصق بها مؤسسة دينية رجعية تبرر ايضا الستبداد والاضطهاد وتدعو للخنوع والطاعة العمياء دون وعى وعقلانية وهذه الخطوط ايضا افرزت التخلف الحضارى والفكرى وغياب تيارات الاصلاح السياسى والثقافى واول هذه الخطوط الحمراء هى المؤسسة الدينية الاسلامية والمسيحية التقليدية وهى جزء لا يتجزا من النظام السياسى هذه المؤسسات المتمثلة فى الازهر والكنيسة فى مصر والتيار السنى الوهابى بالسعودية وكثير من الدول العربية والقتراب من تلك المؤسسة الرجعية بمثابة اعلان الثورة على الثابت الدينى وسحب البساط من تحت القائمين عليها وتجريدهم من السلطة الدينية التى تتحكم فى عقول ساذجة تتلقى فقط دون ان تفكر وتحلل وتنتقد ووجود هذه المؤسسة انما هو تكريس للتخلف والرجعية والارهاب الفكرى السلفى ولذلك فهناك تزاوج تاريخى بين الدين والسياسة فى العالم العربى والاسلامى منذ عصر الخلافة الاسلامية الاستبدادية الخط الحمر الثانى يتمثل فى النظام السياسى الحاكم الذى يرفض الاخر ويصادره ويمارس كافة اشكال الارهاب ضده طالما ان اجندة الخر تختلف عن اجندته السياسية القائمة والثابتة وخير دليل على ذلك التجربة الناصرية وما اقترفته من ارهاب مطلق ضد كل من يختلف معها خلال الخمسينيات والستينيات فقامت بسجن معارضيها من اخوان ويساريين وشيوعيين وارتكبت مئات المذابح ضدهم ولا تختلف عنها تجربة صدام حسين فى العراق طالما ان البعث فى العراق وليد التجربة الناصرية فارتكب صدام كافة اشكال الرهاب ضد خصومه ووصل المر لقصف قرى كاملة وارتكاب مجازر ضد شعبه ومقابر جماعية تم كشفها بعد رحيل الطاغية وهى نفس تجربة حزب البعث السورى التى قاده الاسد وهى افراز للديكتاتورية القومية الناصرية حيث ارتكب نظام حافظ الاسد مجازر وحملات تصفية شاملة شارك فيها الجيش السورى بالياته العسكرية ضد الخوان المسلمين هناك والليبراليين وترتبط مثل هذه النظمة الفاشستية بسجون حربية ومعتقلات عسكرية لتحمى نفسها من المعارضة طالما انها ترفض مطلقا وجود الخر وهذا ما تفعله كثير من النظمة الحالية الراهنة ومنها نظام مبارك فى مصر ونظام بشار الاسد فى سوريا والنظام السعودى فهذه النظمة ما زالت ترفض الصلاح السياسى واحترام حقوق النسان وتمارس الارهاب المستمر ضد مواطنيها من خلال ترسانة السجون والمعتقلات بها هذه النظمة الارهابية تعادى كل من يعارضها بما فى ذلك المنظمات الدولية الحرة النزيهة التى تدافع عن حقوق النسان فى العالم العربى والمواطنة ومنها هيومان رايتس ووتش HRWومنظمات فريدم هاوس بيت الحرية FH وتعمل النظمة العربية المقدسة على بث الشائعات لدى مواطنيها عن المنظمات الدولية والحقوقية على انها منظمات يهودية فكل من يكشف انتهاكات وفضائح النظمة السياسية العربية وتعذيبها وقمعها للمواطنين فانه تابع للشبكة اليهودية وذلك بسبب تاصل نظرية المؤامرة السياسية فى اذهان الشعوب العربية وهذه النظرية الزائفة اخترعها القوميون والناصريون لتبرير دكتاتوريتهم وقتلهم للمعارضين فالمؤامرة الغربية غير الموجودة اساسا هى الغطاء الطبيعى لديكتاتورية حكامنا العرب وممارساتهم والغريب ان كثير من الانظمة الحالية ما زالت تردد نفس المفهوم فسقوط نظام الديكتاتور صدام فى العراق فى 2003 مؤامرة امريكية والمطالبة بالاصلاح السياسى والديمقراطية واحترام حقوق النسان العربى فى بلده مؤامرة غربية من وجهة نظر حكام بقوا فى السلطة لعشرات السنوات دون تغيير المؤسسة العسكرية المتمثلة فى الجيش والمخابرات والدولة البوليسية ممنوع الاقتراب منها وتصويرها والكتابة عنها وانتقاد تصرفاتها لانها خط احمر يتعلق بما يسمونه امن قومى ومن يحاول القتراب منها من من قريب او بعيد تتم محاكمته عسكريا بتهمة التجسس والعمالة فالجيش العربى مقدس بطل لا يمكن انتقاده ابدا رغم الهزائم والنتكاسات العسكرية المستمرة ولعل السبب يعود الى التكوين العسكرى غير الشرعى لاغلبية الدول العربية فما يسمونه مشروع التحرر العربى من الاستعمار الغربى خلال القرن 19 كان نتيجة انقلابات عسكرية غير شرعية للاستيلاء التام على السلطة ومصادرة الحزاب والمجتمع المدنى بكل صوره ففى ليبيا ومصر والعراق والجزائر كان الاستيلاء على السلطة من خلال النقلابات العسكرية علما بان مصر لم تعرف طوال تاريخها الطريق الى الاحزاب والمجتمع المدنى الا بسبب وجود الحتلال النجليزى فيها ولم تعرف التطور النسبى والمفاهيم الحضارية الا بسبب وجود الفرنسيين فترة فى مصر ويرى العسكريون انهم الوريثون الشرعيون للسلطة واكثر شىء يكرهه العسكريون هو مفاهيم الديمقراطية والحزاب لان المهمة الاساسية واللوجستية لتلك المؤسسة حماية النظام الحاكم والسلطة القائمة فى ظل المتيازات التى يحصلون عليها ولا يوجد قائد عربى حاكم الا واذا كان منتميا للمؤسسة العسكرية مؤسسة القمع الكبرى اما اجهزة المخابرات العربية فتمتلك ملفا اسود طوال تاريخها وحتى الان مخابرات عامة وعسكرية وسرية وخاصة تقوم بحماية النظام واغتيال معارضيه واعدائه من ابناء الوطن اغتيال وقتل الصحفيين والكتاب ومن يتفوه بكلمة واحدة ضد النظام فى الداخل والخارج ورغم ان الموساد يعد قلعة التجسس الاساسية الاسرائيلية الكبرى ذات المهام الصعبة والخاصة الا ان الموساد طوال تاسيسه يمتلك ملفا مشرفا ولم يرتكب عملية اغتيال واحدة ضد مواطن من ابناء اسرائيل وكافة العمليات التى نفذها كانت ضد اعداء بلده الحقيقيين اما اجهزتنا المخابراتية العربية فتمارس الغتيلات المستمرة لابنائها المنشقين عن النظام وتستعين ببنات الليل والعاهرات وتجار المخدرات لحماية النظام الفاشى الحاكم وتبقى المؤسسة القضائية والتى تعد بدورها خط احمر مقدس فالقضاء العربى احكامه الهية لاهوتية لا يخطىء ابدا ولا يمكن نقده ومعارضته ومراجعة احكامه النافذة لانه ايضا جزء لا يتجزا من النظام السياسى فالقضاء الن خاصة المصرى بالتحديد اصبح يمارس محاكات سياسية موجهة تاتى من اعلى قمة الهرم السياسى بدلا من اصدار احكام قضائية نزيهة ويصدر القضاء دائما الاحكام الجائرة ضد المعارضة طالما ان هؤلاء يهددون النظام والمن القومى بعد اعتقالت عشوائية واحنجازات ادارية جائرة دون سبب وجيه لان القضاء يتم توظيفه لخدمة السياسة الحاكمة مثله مثل الدين والمؤسسة العسكرية ولا تتوقف المحاكمات العسكرية والاستثنائية ومحاكات امن الدولة اما ضباط البوليس ممن يمارسوا التعذيب ضد المواطنين لا تتم محاكمتهم لانهم حراس النظام خاصة فى مصر وهم الخدم المخلصون لاجندة النظام القمعية وتبقى السجون وهى الجحيم بعينه تعذيب وتنكيل وسجن لعشرات السنوات دون اسباب او لاسباب بسيطة جدا فالسجون العربية والمعتقلات السرية تم بناءها خصيصا للسياسيين والمعارضين وكل من يهدد النظام والا تستطيع المنظمات الدولية رصد ما يحدث داخل السجون العربية من ممارسات وحشية وغير انسانية والسبب ان السجون خطوط حمراء لا يمكن لمنظمات المجتمع المدنى الاقتراب منها واعداد التقارير عن السجناء والغريب ان العاهرات وتجار المخدرات تتم معاملتهم افضل من معاملة المثقفين والناشطين وسجناء الراى والفكر خاصة فى مصر وليبيا وسوريا وتونس والجزائر ففى مصر تشرف وزارة الداخلية على السجون وتتوزع هذه السجون فى المناطق النائية والبعيدة والجبلية تماما وهى بعيدة عن العين كى لا يرصد احد من الحقوقيون ما يحدث بداخلها من ممارسات ومنها سجون دادى النظرون بالبحيرة وسجون برج العرب بالاسكندرية على بعد الكثر من 50 كيلو متر وليمان طرة وسجن اسيوط وقنا وفيها تمارس كافة اشكال النتهاكات والتعذيب وتفشى المراض والشذوذ الجنسى بين السجناء والملاريا وغيره من المراض اضافة لظهور السجون الدينية فى السعودية وشرطة المر بالمعروف والنهى عن المنكر فلا توجد حريات دينية وتسامح فى هذه الدول فالدين اجبارى فى وثيقة اثبات الشخصية ولا يمكن ابدا اختياره من يهاجمه او يختار عقيدة اخرى اكثر تسامحا تتم محاكمته فى الدول العربية ذات القانون المدنى واقامة الحد عليه بالقتل والرجم فى الدول ذلات التشريع الاسلامى وبعد ذلك يتحدث العرب عن تسامح الاسلام انه اكثر الديانات انتهاكا لقيم التسامح والرافة فمصر ما زالت ترفض العتراف بالبهائيين والسعودية وكافة الدول العربية تسجن من يتفوه بكلمة واحدة عن الدين وتبقى الخطوط الحمراء العائق الرئيسى للاصلاح والتحديث فى دول النظمة العسكرية الحاكمة
مواضيع اليوم
التعليقات (0)