مواضيع اليوم

تحدي (النيفيا)!

عبدالسلام كرزيكة

2009-05-20 18:54:22

0

تحدي (النيفيا) :

كنتُ بإحدى البنوك لسحب مبلغ مالي ، فوضعتُ بطاقة هويتي في (طابور الهويات)...بانتظار أن يحين دوري..وبينما أنا كذلك ، إذ مرّت بجانبي إحدى السيدات ، عابقة بعطرٍ نفاذ أخذني عبيره إلى عالمٍ آخر...واخترقـَت قاعدة الطابور ووضعت بطاقتها في المُقدمة ، لأن المُتعارف عليه عندنا ، أن المرأة  تأتي متأخرة فيتنازل لها الرجل عن المُقدمة ، لما نستهجنه من بقاء المرأة بين الرجال...

لكن اليوم راودتني فكرة إستفزازية حول هذه المرأة بالتحديد ، ربما لعطرها الساحرالنفاذ !.. أو ربما لمظهرها المُوحي بأنها من المثقفات..أو من المتعلمات..على أقل تقدير....فاقتربتُ منها وهمستُ لها بلطف :

-        أختي الكريمة أعتقد أنكِ أخطأتِ مكان وضع بطاقتك !

-        عفوا ؟!

-        ما أردتُ قوله أن الطابور يبدأ حيث وضعتِ بطاقتك !

-        أعرف ذلك ، وأين الإشكال ؟!

-        الإشكال أنني أتيتُ قبلـَكِ ، لكنكِ دُستِ علي وعلى جميع هؤلاء ؟!

فتوجهت لموظف البنك (القائم على تلك الخدمة )بالكلام :

-        عفوا سيدي !..أنا لاأفهم ما يحدث هنا ؟!

فنظر إلي الموظف ليبادر بتوجيه الكلام إلي فغمزته ، فأخفى إبتسامته لأنه فهم أن ذلك مقلب من مقالبي ، فتاريخي في هذا البنك معروف بحس الدعابة التي لاتخرج عن نطاق الإحترام...

نظرتُ إلى المرأة وقلتُ لها :

-        سيدتي...

فقاطعتني قائلة :

-        آنسة من فضلك !

آنستي  :

-        لقد ألغينا إمتيازكِ في التواجد بالمقدمة إذا جئتِ مُتأخرة..! فنحن في القرن الحادي والعشرين هل تذكرين ؟!

نظرَت إلي باستغراب مع تقطيب للحاجبين ، كمن خرج عليه مجنون من حيث لايدري...وأخذ يحادثه بما لايدري..؟! وقالت :

-        هل أنتَ واعي لما تقول ؟!..ثم مَن أنت حتى تتفلسف علي ؟!..رجاءً سيدي دعني وشأني...(أوكِي) ؟!

فأثنـَت عزيمتي قليلا..لكنني نهضتُ بسرعة وقلت لها :

-        (أوكِي)..!...لكن هل تسمحين لي بكلمة قبل الختام ؟

-        تفضـَّل !

-        أنتِ تضعين عطر (نيفيا) أليس كذلك ؟

-        بلى ! لكن ما دخل (النيفيا)بالموضوع ؟!

-        لأنني أعرف عطور (النيفيا ) فهي نفاذة...وبالمناسبة أنا أضع (نيفيا ) الرجالية..!

فتورّد خدها خجلا ... وأنزلـَت رأسها كي تُخفي إبتسامتها ! فلم تكـَد ترفعها حتى صفعتُها بالتالي :

-        أنتِ إمرأة إذن .. هاه..!..والحقيقة أنكِ بهذه البدلة ، وقصة شعرك الرجالية ، يجعلان مظهركِ لا يختلف عن مظهري كثيرا ! ولولا عطر (النيفيا)النسائي الذي تضعينه لما ميزتُكِ عني ؟!

فتجهم وجهها وردت غاضبة :

-        يا أفندي أراك تستقصدني بالمعاني ، وكأننا نعرف بعضنا البعض؟.. والحقيقة أننا بالكاد إلتقينا ؟..ثم إنني لاأريد التشرف بمعرفتك..

-        آهاه...لقد غضبتِ أليس كذلك ؟

-        ماذا تقصد ؟

-        أقصد أن عاطفة المرأة هي ما يوجه سلوكياتك !...فقد غضبتِ لنقص ثقتكِ بنفسكِ ، ما لا يؤهلكِ لطلب التكافؤ مع الرجل ، فهويتكِ تُظهِرُ مدى حاجتكِ لحمايته ، وفي قرارات نفسكِ تعلمين أنه أكثر جلداً وصبرا منكِ...أليس كذلك .. آنستي ؟!

فأسفرَت عن إبتسامة مُحتشمة وقالت بهدوء :

-        برافو... يبدوا أنكَ حفظتَ درسكَ جيدا..!....

وقبل أن تُكمل قاطعنا موظف البنك بصوته الأجش مناديا :

-        كريمة مسحال..

فرمقتني بنظرة وقالت :

-        هذه أنا

-        طبعا أنتِ كريمة ، فقد سبق وعرفتنا عليكِ (النيفيا النسائية) فلولاها ما تركناكِ تجتازيننا إلى مُقدمة الصف...فنحن في النهاية نعرف أن أعمال المطبخ بانتظارك...والغسيل.. و..و؟!..ولا تغفلي عن عطر (النيفيا) فهو الذي يفتح أمامكِ الطريق !.

تاج الديـــــــن : 2009




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات