.
.
في الحديث عن الأبناء _أبناؤنا_ الكثير من الشجن والشجون،هو حديث تتداخل معه العديد من الأفكار التي تصب في ذات الإطار الذي نسعى من خلاله إلى التحاور حول أبرز التحديات التي تواجه أبناءنا في ظل العولمة،والانفتاح،وتناسل المجمعات التجارية" المولات" بما فيها من مقاهي،ودور سينما،ومغريات كثيرة تجعل الكثير منهم يضحون بيوم دراسي مثلا من أجل الاستمتاع بالوقت في أحد المولات المنتشرة كالنار في الهشيم في وطننا العزيز.
يحدث أن تذهب صباحا للتبضع فتجد مجاميع من الشباب الذين من أشكالهم تعرف بأنهم طلاب مدارس فروا منها لينعموا برحلة خاصة للتسكع وملاحقة الفتيات من ذوات الأعمار المشابهة لهم،ويحدث أيضا أن تتجه إلى أقرب مقهى من المقاهي المتناثرة بين كل دكان وآخر فتدلف إلى الركن العائلي لتجد شبابا وفتيات منزوين أو "متخششين" في تلك المساحة المغلقة التي لايمكن أن يتصور أحد من مرتادي المقهى أن من بداخلها ليسوا عائلات على الإطلاق.
في ظل ما نرى ونتابع من تحولات على سلوكيات شبابنا سواء أبناء الإمارات أم غيرهم ممن يعيشون على أرضنا ويتقاسمون معهم مقاعدهم الدراسية في مدارس خاصة لا رقابة عليها لن نستغرب كثيرا إن وجدنا بين العشرة من الشباب والفتيات العرب إثنان أو ثلاثة من أبنائنا الذين يبحثون عن الحرية المفقودة كما يتصورون فيسعون للتقليد في الملبس والمأكل والسلوك كذلك.
الذي أستغربه كثيرا كيف يمكن لفتاة مراهقة أن تخرج من المنزل بصحبة خادمة وسائق لتتجه إلى السوق دون وجود مرافق من الأسرة،وأتساءل كثيرا عن سر هذه الثقة العمياء في أفراد جلبناهم إلى منازلنا بإرادتنا وسلمهم بعضنا كل المسئوليات بلا مبالغة كل المسئوليات بدءا من مرافقة الأبناء واصطحابهم إلى المدارس وليس انتهاء بمرافقتهم في حالات خروجهم للسوق أو حتى المراجعة في المستشفيات.
ترى ما سر هذا التغيير؟ما سر هذا الإهمال؟ ما أسبابه؟ وكيف طاب للرجل أن يتخلى عن مسئوليته ويتنازل عن قوامته في المنزل لمن هم لاصلة لهم به أو بأبنائه؟وكيف أمكن للأم أن تضع رأسها على وسادتها وفراشها الوثير مطمئنة إلى أن أبناءها في مأمن وهم على أجهزة الكمبيوتر يقضون الليل في محادثات لايُعرف مداها ودون أن يشعر بهم أحد ،أو يدرك ما يفعلون من وراء ستار العتمة،وخلف شارع صغير يمتد من غرفة منزلية إلى أخرى،ليس بصعب إطلاقا تجاوزه لفهم ما يدور وراءه لو كانت الأم تعرف مسئولياتها جيدا،ولو كان الرجل مازال يحمل شيئا من خوف على أبنائه الصغار،ووطنه الذي ينتظر منه ومنهم الكثير.
هي تحديات ومخاطر تحاصر الأبناء بشكل مخيف فمن يتنبّه لها،ويتسلل إلى مكامنها ليعرف مواطن الخلل ويحاول علاجها بالحوار العقلاني السليم،والثقة الحقيقية التي يمكن أن يتجاوز معها ،وبها الأبناء كل تلك التحديات.
التعليقات (0)