تحديات امام جيل منفلت!

علي جبار عطية
كم هي شاقة مهمة الآباء والأمهات في عصر العولمة وهم يتعاملون مع جيل منفلت يعد الاعراف والتقاليد والمثل والقيم الدينية اساطير الاولين ! كنت أظن ان جيلنا الذي عركته التجارب وطحنته الحروب وعجنته سنوات الحصار والحرمان قد تحصل على زاد ثقافي جيد يؤهله لتربية الجيل الذي يأتي بعده فاذا بي افاجأ بمتغيرات كثيرة وجديدة اربكتني حقاً فلم يعهد جيلنا مثلاً مئات القنوات الفضائية المفتوحة والمشفرة التي تعرض مختلف البرامج من عالية المقام الى اسفل سافلين ثم دخلنا في تحدٍ مع الشبكة العنكبوتية وسرعة الاتصالات والالعاب التفاعلية واقراص ( الدي في دي ) واستمرار حمى متابعة الدوري الاوربي وخاصة الدوري الاسباني الذي لاينتهي ففي كل اسبوع هناك قمة كروية ساخنة والحبل على الجرار !
فماذا يتبقى للاب او الام من فرصة لتغذية الابناء غذاء ثقافياً وروحياً حقيقياً ؟
ماذا يتبقى لهما وهما محاصران ايضاً بهذه التحديات بوصفهما جزءاً حياً من هذا العالم المثير وعليهما ان يجارياه ويتفاعلا معه ؟
كانت هذه الافكار والتداعيات تقض مضجعي وانا ارى سعي بعض الاباء وحرصهم على دفع مبالغ باهظة من رواتبهم اما لمدارس اهلية يطمئنون فيها على ابنائهم واما لمدرسين خصوصيين لضمان نجاح ابنائهم وكانت الحسرة كبيرة عند بعضهم وهم يسكنون في مناطق شعبية لان رياح المدارس الاهلية لم تصلها بعد ! اقلب طرفي ذات اليمين وذات الشمال مفكراً في مستقبل هذا الجيل الذي جاءته الحرية مع صناديق الموز والببسي والاطباق اللاقطة ونوادي التواصل الاجتماعي وهل يمكن الاطمئنان الى مستقبل مجتمعنا وهم يقودونه بعد عقد من السنين ؟
يطول تفكيري وتغيب الاجابة وتصطادني فكرة سريالية مفادها : هل يمكن للاب والام ان يتقاعدا من وصفهما كوالدين ؟