أضاع رجل مفتاح له فى غرفه مظلمه ، واستعان بصديقه ليبحث معه فسأله صديقه ، فى أي مكان بالضبط أضعته؟؟ ... فأشار بيده فى إحدى زوايا الغرفه ... فتسائل صديقه متعجبا – لماذا تبحث عنه اذا تحت النافذه ، فأجاب لأن هناك ضوء.
ما أكثر من يبحث عن مفتاح حياته تحت النافذه...كيف ذلك؟؟
لنأخذ مثالا... معظم الذين يدرسون تخصصات (علوم الكيمياء – وعلوم الاحياء والفيزياء) وبخاصة تلك التى لا تتعلق بعلوم طبيه بحته كالصيدله والطب والمختبرات ... مِن مَن يبحثون تحت النافذه.
عندما أنشئت تخصصات العلوم منفصله فى بدايتها كانت لا تقل عن مثيلاتها من العلوم الطبيه - لكن تأثير المجتمع (بشقيه) ونظرته الدونيه لها جعلها تفقد بريقها مع الايام ، وأصبح أصحاب هذه التخصصات فى إنزواء مع مرور الزمن.
يقضي أصحاب هذه التخصصات حياتهم بين المراجع والمعامل وقاعات التدريس ، وفى النهايه يحصد أصحاب العلوم الطبيه جهدهم ... أشبه بدور الروائي والمخرج والمصور الذين يضعون كل جهدهم فى عمل ما ثم تأتي التصفيقات والاهازيج لتنكب على الممثلين ، وقلما ينتبه الناس لأصحاب العمل الحقيقي الذين لولاهم لم رأى العمل النور.
تعديل هذه النظره المجحفه لا يرتبط فقط بالمجتمع وانما يتصل بشكل مباشر بالقائمين على هذا الامر ، يجب أن تكون لكليات وتخصصات العلوم مكانتها التى تكافئ التخصصات الطبيه ، ولا يجعلوا هذه التخصصات حصرا على من فشل فى إدراك التخصصات الطبيه من صيدله وطب وغيره.
جانب آخر يتعلق بالذين يدرسون هذه التخصصات .. لا تبحثوا عن المفتاح تحت النافذه ، فهذه التخصصات تحتاج الى بذل وعطاء غير محدود لتعطي مردودها الذي لا يأتى قدر المشقه – يكفيكم ان تقوموا بزياره الى إحدى المعامل التى يتواجد فيها الباحثين وستدركون هذه الحقيقه.
التعليقات (0)