تحاليل موجبة
خرجت من العيادة و قلبها يرتجف من شدّة الأسى ‘
لم تكن تعرف أنّ أمرا كهذا ‘ سيحدث لها في فترة عصيبة
فترة قاسية بحاجة إلى وقفة من حديد ... لأجلهما معا ..
ترى كيف تشعر و قرار يتّخذ سريعا أمام عينيها ..؟
اكتشاف مرض خطير و عملية سريعة و إلاّ ...............
يا له من طبيب ....
و يا لها من حياة ...
مسحت دموعها ‘ و توجّهت إلى عين الجنان* شربت حدّ الإرتواء ‘ غسلت أطرافها و بلّلت شعرها ..
التفتت يمينا و شمالا لا شيء هنا سوى كلمات الطّبيب الأخيرة ...
اندفعت نحو المارة هاربة من قراره الظّالم ...هو أم الموت ؟
شوارع تيارت كعادتها تكتظّ بأهلها ‘ هذه الوجوه لا أعرفها ...لكن أكيد هي تخفي حكايات و مآس ...
أحيانا حزينة و أخرى طريفة ...
لكنّ حكايتي مؤلمة ..هكذا حدّثت نفسها و بكت بصوت عال ...
صغيران هما ...صغيران جدّا ..توأم في الثّالثة من العمر إنّه يتم آخر ...
و بين الضّلوع مرض جبّار يمتدّ إلى أحشائها ...تحسّست بطنها ...
هل سينجح ذلك الطّبيب في استئصاله ؟
أم هي مجرّد آمال زائفة ؟
ألا يعرف أنّ حياتي غالية جدّا بالنّسبة لهما ؟
آه ... أيّها الطّبيب .. تعوّدت أن ترى مآسي الآخرين و تعلّق ببرود / تعدّدت الأسباب و الموت واحد /
ليس لك سوى أن تكتب دواء مهدّئا للأعصاب ...
مرضاك هنا لن يتغيّر الكثير إذا غيّروا غرفهم فقط هي غرف أخرى
عنوانها الموت / أكثر راحة و أكثر هدوءا..
مشت طويلا ...شوارع تيارت ستشتاق إليها ربّما ..
عادت مساء بعد أن أتعبتها فكرة الموت و بكاء حيّر المارين ...
عادت إلى نفس العيادة ...
دخلت تريد معرفة ما يلزمها من الوقت لتغادر دنيا الغرائب ..
- أعتذر إليك سيّدتي لم تكن تلك هي التّحاليل الخاصّة بك هي لامرأة أخرى ستغادر
لدنيا أخرى أكثر راحة و أكثر هدوءا .
ليلى عامر
مدغوسة / تيارت / سبتمبر 2013
من مجموعتي القصصيّة / البقايا /
التعليقات (2)
1 - مصر
مصطفى ابو المجد - 2014-02-19 07:21:20
لاشك أنها مأساة والدنيا ملأى بالمآسى .....
2 - تعليق
محمد الفارس - 2014-06-20 17:36:39
لعبت باعصابنا و لكنها شيقة جدا https://www.fromusatoksa.com