على الصفحة الثانية بجريدة الأهرام بتاريخ 25 من ديسمبر الحالى , وتحت عنوان مواقف غريبة , انتقدت الجريدة التى صارت إخوانية , انتقدت الدول الغربية التى اتخذت من الإجراءات ما من شأنه أن يؤثر على الإقتصاد المصرى تأثيرا سيئا ويفاقم من مشكلاته , وييزيد أحوال المصريين سوءا خاصة فى ظل التقارير التى تحذر من أن مصر على شفا الإفلاس . فقد كتبت الجريدة فى موضوع رئيسى فى بوابة رأي الأهرام , وتحت عنوان -مواقف غريبة غير مبررة - كتبت تقول : إن هناك مواقف غريبة غير مبررة اتخذتها بعض الدول الغربية تجاه مصر , كما لو كانت عقابا جماعيا للشعب المصرى لمجرد إصراره على المضى فى طريق الديموقراطية , فيأتى بإرادته الحرة رئيس منتخب ودستور بأغلبية كبيرة . . . إلخ ثم ذكر الكاتب نماذج من هذه المواقف الغربية أولا : أن الحكومة الألمانية قررت تأجيل إعفاء مصر تدريجيا من من ديون تقدر ب240 مليون يورو . ثانيا تقول الجريدة , إن الولايات المتحدة أيضا سبقت باتخاذ قرار فى سبتمبر الماضى يقضى بالتراجع عن إعفاء مصر من مليار دولار من الديون , بل وجمدت تسريع أنواع من المساعدات الأخرى . ثالثا قرار المحكمة الفيدرالية السويسرية برفض منح مصر حق الإطلاع على ثروات الرئيس مبارك . وقد عللت هذه الدول قراراتها بعدم استقرار الأوضاع فى مصر . , ومع أن اضطراب الأوضاع فى مصر حقييقة يعرفها أصغر طفل مصرى ويعانيها كل المصريين يوميا , ولكن محرر الأهرام يرى غير ذلك , فهو يعتبر مجرد وصول مرسى للرئاسة بانتخابات لعب الدين الدور الأساسى فيها , وكذلك إقرار دستور مطعون فى شرعيته يرى فى ذلك طريقا للاستقرار والديموقراطية , ولم يسأل الكاتب نفسه عن الإشارات التى وصلت إلى هذه الدول وعلى ضوئها اتخذت قراراتها , من هذه الإشارات هذه المظاهرات الشعبية الرافضة لابتلاع نظام حكم دينى متطرف لمقادير الوطن , وهذا الإعتداء الذى تم على المتظاهرين السلميين من ميليشيات دينية تنذر الوطن بأخطار فادحة , ومحاصرة المحكمة الدستورية ومنعها من ممارسة عملها المشروع , وحشود أما م مدينة الانتاج الإعلامى تهدد الإعلاميين ويقوم أفرادها بتدريبات قتالية أما م كاميرات العالم , وحوادث تهديد المعارضين والاعتداء على القضاة . أليس هذا كافيا لبيان أن مصر فعلا تعانى من حالة عدم استقرار ومن خلل أمنى وحكم استبدادى يقصى القوى المدنية ويصفى الخصوم ويجرد القضاء من سلطاته تمهيدا لحكم جماعة هى عبارة عن تنظيم عالمى يعلى من شأن عقيدته ويقدمها على رباط المو اطنة ؟ . . من الواضح أن كثيرا من دول العالم ستراجع نفسها بشأن المساعدات لمصر , ودول أخرى ستمتنع عن الاستثمار فى وطن قد يدخل فى حرب أهلية , كذلك فإن رأس المال الخاص سيمتنع عن إقامة أية مشروعات جديدة ,هذا باإضافة إلى ما نشر عن بوار موسم السياحة الشتوية فى مصر , وأن فنادق الأقصر وأسوان فى أعياد الميلاد تنعى أيامها الخوالى . كل هذا فى سبيل سيطرة الإخوان والسلفيين على مستقبل البلاد حكما وتشريعا , حاضرا ومستقبلا , فلا ما نع من أن يجوع المصريون وتتفشى البطالة ويتضاعف عدد العاطلين , بل لا مانع من حرب أهلية تنتصر ميليشيات الإخوان والحازمين فى نهايتها فى سبيل تطبيق شرع الله وإعادة مصر إلى الإسلام كما يفهمونه وحسب عقيدتهم وتصورهم الظلامى البعيد عن مقاصد وغايات الدين ومراميه العليا
التعليقات (0)