مواضيع اليوم

تجوع الحرة ولا تأكل " باليونسكو"

محمد شحاتة

2009-05-29 22:48:05

0

في أعقاب عقد الرئيس أنور السادات معاهدة السلام عام 1978 نال على أثرها جائزة نوبل للسلام مناصفة مع مناحم بيجن ...

وكانت هذه أول مرة تحصل فيها مصر على هذه الجائزة الدولية الرفيعة0
ثم نامت مصر حينا من الدهر وصحت ذات يوم من أيام العام 1988على ضجيج آلات التيكرز وهي تطير في أنحاء الدنيا أنباء فوز أديبها الكبير نجيب محفوظ بجائزة نوبل أرفع الجوائز العالمية في الأدب ..
كما أنها صحت ذات يوم من أيام العام 1999 على أنباء فوز ابنها الفذ أحمد زويل بجائزة نوبل في الكيمياء ..
ثم في العام 2005 كانت جائزة نوبل للسلام من نصيب المصري الدكتور محمد البرادعي الرئيس الحالي للوكالة الدولية للطاقة الذرية ...
كما سبق وأن تبوأ أحد أبناء مصر "الدكتور بطرس غالي " منصب الأمين العام للأمم المتحدة في الفترة من 1992وحتى 1996 كأول أفريقي يتولى هذا المنصب الرفيع ولم يتم التجديد له لمعارضة أمريكا واستخدامها حق النقض " الفيتو" ضد التمديد له ..

ثم ترأس بعد ذلك منظمة الفرانكفونية الدولية ...
وفي كل ذلك فإن مصر لم تعدم أبناء تقلدوا أرفع المناصب الدولية ووضعوا البصمة العربية على كراسي كانت إلى وقت قريب بعيدة عن الإنسان العربي بُعد الأرض عن جو السماء ..
وفي كل مرة ينجح فيها العرب في اختراق الركب العالمي وإحراز أحد مقاعد المقدمة فيه فإن ذلك يضيف لنا نجاحأ واحساسأ بالأمل يؤكد أن لا شيء علينا مستحيل ..

كما يؤكد أننا يمكننا أن ننتقل من العربة الأخيرة في الدرجة الثالثة في قطار الركب العالمي إلى عربات المقدمة طالما أخذنا بالأسباب وبذلنا الثمن المناسب لذلك من جهدنا وكفاحنا وديمقراطيتنا ...
وها هو مقعد آخر من مقاعد المقدمة تصبو إليه مصر وتقف بكل ثقلها خلف أحد أبنائها تمهد له الطريق للفوز برئاسة مقعد منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة المعروفة اختصارا باسم " اليونسكو" ..

وابنها هذا هو الفنان التشكيلي ووزير الثقافة فاروق حسني الذي يشغل كرسيه من 27 عاما وحتى الآن .

وهو وزير مثير للجدل ..

سبق أن أثار قضايا داخلية حول الحجاب ..وكذا حول حريق مسرح ثقافة بني سويف الذي راح ضحيته فنانين نتيجة الإهمال ..

وكذا احتفال وزارته بمناسبة مرور قرنين على الحملة الفرنسية على مصر...

وهو بحسب منصبه بيده المفتاح الأهم للتطبيع أو المقاطعة مع اسرائيل ..

وله رغم جميع مثالبه مواقف في وجه التطبيع والتي كان آخرها بحسب موقع الجيران

" رفضه مشاركة فيلم اسرائـيلي في مهرجان القاهرة السينمائي وما سبقه من رفض مماثل لمشاركتها في مهرجان الموسيقى, فضلا عن ذلك, فقد سبق أن رفضت مصر زيارة وفود ثقافية لاسرائـيل وهو الرفض الذي أعلنه فاروق حسني خلال مقابلته للسفير الاسرائـيلي بالقاهرة قبل عامين, وهو اللقاء الذي حرص حسني على أن يكون محدد المدة لم يتجاوز عشر دقائق.. وفي هذا السياق فقد سبق ان سألت وزيرة الثقافة والتعليم السابقة في إسرائيل شولاميت الوني المسؤولين المصريين عن سبب رفض وزير الثقافة التطبيع الثقافي مع بلادها, ووقتها أكد حسني أن الثقافة سلاح عظيم وأنها تنتعش بالسلام وليس العكس, وانه وقت أن تستجيب إسرائيل للتعهدات الدولية وتصبح دولة جوار آمن مع الفلسطينيين, والدول المجاورة لها فانه يمكن بحث الأمر حينئذ.. كما سبق أن تعرض فاروق حسني لتساؤل مماثل من عيزرا فايتسمان رئـيس إسرائيل الأسبق فأكد له أن عدم تطبيع العلاقات الثقافية مع إسرائيل يتفق وموقف جموع المثقفين المصريين, وانه كمسئول عن الثقافة في مصر لا يستطيع استثناء نفسه من هذا الموقف. قائلا: أنا خادم للمثقفين اتخذ نفس موقفهم وقرارهم الذي يعبر عن موقف المجتمع ككل حيث أن المثقفين هم روح المجتمع وعقله"
ولكن عبارة صدرت من الوزير في مناقشة برلمانية تمنى فيها أن "يحرق أي كتب إسرائيلية تكون موجودة بالمكتبات المصرية "

من هنا قامت حرب إسرائيلية شعواء ضده على جميع الأصعدة السياسية منها والإعلامية تجلت في سحب موافقتها على ترشيحه لمقعد رئاسة اليونسكو ...

بل والسعي نحو حرمانه منه بكل الطرق .. وهو ما انعكس على الوزير بمحاولاته  لرأب هذا الصدع ومحاولة تفادي هذا العائق الصعب وإخماد هذه الحرب الشرسة ...

فقام أول ما قام بسحب تصريحه ذاك وإلغاء تمنياته تلك .

ثم قام بدعوة الموسيقار الإسرائيلي دانيال بارينبوم لتقديم حفل في دار الأوبرا المصرية، دُعي إليه أغلب رموز الثقافة في مصر، الأمر الذي بدا كأنه اعتذار ومصالحة جماعية... ليس من الوزير فحسب...ولكن من أغلب المثقفين الرافضين للتطبيع مع إسرائيل.
ثم بدأت المغازلات المصرية الرسمية لإسرائيل بهذا الشأن والتي توجت بزيارة نتناياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي إلى شرم الشيخ مصطحبأ في يده " بنيامين بن اليعازر" وزير الصناعة في الكيان الصهيوني ...

وقدمه نتنياهو إلى الرئيس مبارك " بحسب وسائل الإعلام" بوصفه " صديقأ قديمأ"

والصديق القديم هذا كان بطل فيلم تسجيلي وثائقي أذاعه التليفزيون الصهيوني تحت عنوان " روح أشكيد" ظهر فيه الصديق القديم _ بن اليعازر _ قائدأ لوحدة كوماندوز وهي تقوم بإطلاق النار على الصدور العارية للجنود الأسرى المصريين المقيدين في الأغلال في حرب يونيو 1967 ..

وهي جريمة من جرائم الحرب التي لا تسقط أبدأ بمضي الزمن ...

وقد أُعلن _ فيما يشبه الصفقة_ أن إسرائيل سحبت معارضتها وأعادت موافقتها على ترشيح الوزير حسني لرئاسة مقعد منظمة اليونسكو !!!
وهنا لنا وقفة .. بل وألف وقفة .. بيدنا لا بيد عمرو ...

فما هو المقابل الذي بموجبه أصبح فاروق حسني بردأ وسلامأ على صدور الصهاينة بعد أن كان طليبهم وطريدهم قبيل هذا المصالحة ؟؟ وعلى أي أساس تمت ؟؟

وما هو المقابل ؟؟

خاصة أن المعلوم لكل ذي عينين في هذا العالم أن الصهاينة لايتنازلون عن أي شيء إلا بمقابل ؟؟

فخذ من اسرائيل ما تريد حتى سروالها ولكن ليس قبل أن تدفع المقابل التي ترتضيه هي لا ما تعرضه أنت !!!

حتى "حقوقك الشرعية " لن تحصل عليها منها إلا بالقوة ورغمأ عن أنفها !!

إن إسرائيل هي الخطر بل هي أشد الأخطار على الأمن القومي المصري خاصة والعربي عامة ..

ولا يجوز أبدأ أن نضع أصبعأ من أصابعنا تحت فكها لضمان سكوتها عنا حتى يحصل وزير ثقافتنا على مقعد اليونسكو ....

ولا يجوز أبدأ أن ندفع ضمن ذلك الثمن السكوت على جريمة الحرب النكراء التي ارتكبها ذلك المجرم الدنيء بن اليعازر بحق أسرانا العزل ونستقبله على أراضينا بوصف من المجرم الآخر نتنياهو بأنه صديق قديم ...

" يالوقاحتهم" " يالخستهم" " يالدناءتهم"

قتلوا أبناءنا العزل وجاءوا أراضينا يطلبون الثمن .. سحقوا عظام جنودنا الأسرى...

ثم وطئوا أراضينا واصفين أنفسهم بالأصدقاء القدامى !!!
أيها السادة ..

هذا الكرسي لسنا في حاجة إليه .. مصر أكبر منه ألف مرة ...
هذا الكرسي ثمنه غال جدأ علينا لا نستطيع أن نوفي به !!!
أيها السادة .. هذا المنصب أكبر من قدراتنا على أن نشتريه بهذا الثمن !!
أيها السادة.. إن أرواح جنودنا الأسرى التي أزهقتها أيدي هؤلاء الأوغاد ..
إن أجساد أبنائنا التي سحقتها دبابات هؤلاء الكلاب ..

إن دماء شهدائنا التي أسالتها رصاصات هؤلاء الأنذال لهي أغلى وأثمن وأشرف وأنقى من أن نشتري بها أو بعشر معشارها أو بقطرة واحدة منها مناصب الدنيا كلها وكراسي الدنيا كلها وجوائز الدنيا كلها ..

إن دم الشهداء الأسرى ودم كل شهدائنا الذين أزهقت أرواحهم البريئة على جميع الأرض العربية إنما هو دين في رقابنا ورقاب أولادنا وذرياتنا إلى يوم يبعثون أو إلى يوم الثأر لهم .. أيهما أقرب ..
ولا يجوز... ولا ينبغي ...ولا يحق لنا... ولا لغيرنا أن نشتري بهذا الدم الغالي ثمنأ قليلاً ..
حتى ولو كان كرسي اليونسكو ...
فهنا نقول بلا وجل أو تردد ...
تجوع الحرة ولا تأكل حتى.... باليونسكو.....

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !