تجنيس الرياضة أم تحديث المفهوم
تجنيس اللاعبين حديث الساعة خاصة مع وصول المنتخب الوطني لنقطة الصفر , تجنيس اللاعبين يراه البعض حل لمعالجة ذلك التردي ووسيلة تٌعيد الكره السعودية لعصورها القديمة التي ما تزال حاضرة بالذاكرة الوطنية , مؤيدو تجنيس اللاعبين يرون فيه الكثير من الفوائد خاصة اللاعبين المولودين على تراب الوطن ؟
الفوائد التي يسوقها الإعلام الرياضي لا تتجاوز تغذية الأندية الرياضية باللاعبين الذين ترعرعوا ونشئوا بيننا فهم أولى من اللاعب الأجنبي الذي يجهل الكثير من العادات والتقاليد المحلية , تلك الفوائد الواقعة في سياق التبرير لملف التجنيس الرياضي ليست مقنعه خاصة إذا علمنا أن الإنجازات الوطنية لا تكون ذا قيمة وهي آتيه بجهد غير وطني !.
قد يظن البعض أنني متعصب أو ذو ميول عنصرية لكنني ليست كذلك فالإنجاز الوطني لا يكون الإ إذا بذل أبن الوطن الجهد فيه , والرياضية ليست أولوية خاصة اللعبة الشعبية " كرة القدم " فلماذا لا يكون هناك ترتيب للأولويات ونبدأ إذا كٌنا عازمين على التجنيس بالكفاءة و بما هو أهم ؟.
شبابنا الرياضي قادر على المنافسة في المجال الرياضي لكن ينقصهم الكثير والكثير من البنية التحتية وإعادة صياغة عقود الاحتراف والتحول نحو صناعة الرياضية كخيار وطني متعدد الفوائد والبرامج ونزع فتيل التعصب الرياضي الحلقة المهلكة والنتنة والتي طغت في هذه الفترة من تاريخ الرياضة الوطني .
لا ينقصنا لاعبين بل ينقصنا مبتكرين وعلماء طاقة ومواهب قادرة على صنع المعجزات من المستحيل هذا ما ينقصنا , لماذا لا يتم طرح ملف التجنيس بصورة أخرى فهناك الكثير من مجهولي الهوية " البدون " يحلمون بالهوية الوطنية رغم مرور السنوات تلو السنوات فهم لا يعرفون بلدٍ غير هذا البلد والكثير منهم قدم للوطن أشياء لا تٌنسى وحرب الخليج الثانية وغيرها من الأحداث نقطة في بحر التضحية والفداء , لماذا لا يتم طرح ملف التجنيس على الطاولة والبدء بماهو أهم وأولوية فالبدون أولوية والكفاءات الطبية والتعليمية والفنية والإقتصادية والتربوية والصناعية والعلمية هي الأولى في زمن باتت العلوم والمعارف والتكنولوجيا معايير قياس لنهضة الأمم والمجتمعات !.
لستٌ ضد تجنيس اللاعبين الرياضيين فهم طاقات وكفاءة يمكن الإستفادة منها لكنني ضد ثقافة تمييع الأولويات وضد طغيان ملف التجنيس الرياضي على تحديث المفهوم الرياضي كمفهوم حصره البعض في لعبة رياضية واحدة وأستنسخ تجارب دون تجديد أو محاولة إبتكار , لا ينقصنا تجنيس قدر ما ينقصنا تحديث في الفكر والممارسة في الشأن الرياضي وغيره !..
التعليقات (0)