مسيرة الدعاية الأنتخابية في انتخابات إقليم كوردستان العراق اخذت منعطفا ارتقى لمستوى يليق بالمستوى المطلوب الوصول إليه ليس في الإقليم فحسب بل و كل ارجاء العراق , اهم ما نلاحظه اختفاء الشعارات و الخطب الدينية التي كانت تشحذ التطرف في التعبير لدى التيارات الدينية في الأنتخابات السابقة و خلت الجوامع و التكيات من الموالد و صور و رموز المرشحين... و من الأمور الأخرى الملفته للأنتباه الدعاية الغنائية التي تسابقت الفضائيات و المحطات المحلية بأطلاقها لدعم هذه القائمة او تلك و اقامة الحفلات الغنائية و انحياز هذا الفنان للأحزاب و ذاك لأطراف مختلفة .. حتى الملصقات الجدارية و لوحات الأعلانات اخذت شكلا يميز أناقة صاحبها , فحرص الجميع من تأجير المحلات المخصصة للأعلانات التجارية لعرض صور و ملصقات المتنافسين , و كان مدهشا التزام جميع الأحزاب بشروط المفوضية و قرارات غرف العمليات و الأداء الملفت للنظر للأجهزة الأمنية في الحفاظ على الأمن و منع الأحتكاكات بين انصار القوائم المتنافسة و لم تكن الصورة 100% متكاملة و حدثت خروقات بسيطة لم تؤدي لمواجهات بل إلى الأحتكام للقانون و فرضت غرامات مالية على الأحزاب الكبيرة قبل الصغيرة و الملفت للنظر ان احد النساء يوم و صلت جثامين المأنفلين إلى مطار اربيل الدولي و كان السيد مسعود البارزاني على رأس مراسيم استلام الجثامين قدم المسؤولين على المراسم أمرأة كانت تنتظر 45 جثمانا من ذويها فما كان من السيد مسعود إلا ان انحنى لها و قبل يديها و خلال الحملة الأنتخابية استخدم المشرفين على حملة السيد البارزاني صورته و هو يقبل يد تلك المرأة و جاءت المفاجأه ان تكون تلك المرأة مؤيدة لقائمة انتخابية اخرى و خرجت على شاشات التلفاز و رفضت ان يستخدم السيد مسعود البارزاني صورته معها للدعاية الأنتخابية و حصل لها ذلك ..
صور الأمس من الأنتخابات السابقة كانت دموية و لا تمت لا من قريب و لا من بعيد في التشابه لصورة اليوم ,هكذا تجاوزنا مرحلة الدعاية الأنتخابية بسلام و نتمنى ان تستمر لما بعد الـ 25 من الشهر الحالي لتكون تجربة جديدة في مسار اختيار صندوق الأقتراع و اتمنى ان تنقل هذه العدوى الصحيّة و السلميّة لأنحاء الوطن في كل العراق و حقيقةً هي تجربة لا ضرر من استيعابها في الأنتخابات القادمة للمجلس النيابي العراقي .. سلاما لك ياعراق من البصرة إلى زاخو لأجل الغد المشرق..
التعليقات (0)