تجارب مكارثية
يتميز الشاب السعودي بعاطفة دينية وقومية غير منضبطة ويتميز بغباء وجهل مركب لم تسهم المعرفة في تفكيكه وإذابة جزئياته , بسبب ذلك أصبح الشاب السعودي وقوداً للصراعات الدموية السياسية منها والمذهبية والطائفية , عبر التاريخ يتساقط الشباب بوحل الصراعات مشحونين بعواطف مدعومين بآراء شرعية ملتوية أولت زوراً وبهتاناً من قبل شخصيات تٌجادل في الدين وتؤله تأويلاً يوافق عواطفها وغباءها وجهلها المٌركب , تلك الشخصيات المٌجادلة في الدين المتسترة بستار التدين تسببت بالكثير والكثير من الكوارث بحق المجتمعات والمسلمات الدينية والشرعية , المتأمل في واقع الصراعات المختلفة شرقاً وغرباً يكتشف حقيقة مٌره وهي فساد حِراك المجتمعات بعد أن يدخل على الخط المتعالمون والجهلة ومدعي الجهاد والتدين والنصرة ممن يرفع شعار الإسلام هو الحل ويٌقدس أدبيات الإسلام السياسي التي ضلالها أكثر من صوابها ؟.
الشاب السعودي يعاني من الإحباط والفشل ويعاني من مرض العاطفة وبعض الأمراض العقلية الفكرية فينفر من بين أهله ومجتمعه متمرداً على القيم والثوابت الدينية والوطنية متوهماً أنه يقدم خدمة جليلة للدين وللمسلمين فيقتل ويٌقتل في سبيل الشيطان ومنظريه , الشاب السعودي وأقصد هنا بالشاب السعودي البعض وليس الكٌل تلطخت يداه بدماء الأبرياء شرقاً وغرباً وتلوث عقله بآراء وتنظيرات بٌنيت في الظاهر على الكتاب والسنة وفي الباطن على حٌب السلطة والغريزة الجنسية وطلب الدنيا بتبريرات شرعية , من حقبة أفغانستان وحتى اليوم نجد الشاب السعودي في مقدمة القتلى والصرعى وفي مقدمة المخربين والمبطلين وتلك مكارثية شوهت صورة الوطن وصورة الإسلام وسماحته , داعش اليوم والقاعدة أمس وغداً أسماء وأسماء لتنظيمات إسلاموية شيعية وسنية هدفها التدمير والسلطة حتى وإن كان الثمن تشويه الدين واستخدام النصوص بعد تزويرها وتمييعها كأدوات للشحن العاطفي وتبرير عمليات القتل والتدمير .
العاطفة شيء والجهل شيء آخر وتزاوج الجهل مع العاطفة ينتج عنه كارثة دموية والنماذج والأحداث خير شاهد قديماً وحديثاً , المتطرف السعودي لا مبرر له سوى انه مريض بجملة من الأمراض العقلية والفكرية والنفسية والإ كيف يٌطيع أشخاص ويرتكب جريمة ويغلفها بغلاف الدين والتدين والتقرب إلى الله !.
لا يوجد دين يبرر الجرائم لكن الشاب السعودي " البعض وليس الكٌل" لا يٌفكر بعقله فالعقل تم تأجيره بمواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإلكترونية المشبوهة فأصبح يردد تفاهات الجهلة ويبرر لنفسه المريضة ويمنيها بالحور العين فيقع بالوحل ويلتحق بكلاب النار فيدمر المجتمعات وأحلامها البسيطة ويٌزهق الأنفس البريئة والمعصومة .
نصرة المسلمين عملية في غاية السهولة , فالوسائل كثيرة لكن العقل المؤجر لا يحاول أن يفكر ولا يحاول أن يستمع لما يقوله العلماء في المسائل الكبرى التي تهم الأمة فعقل الشاب المتعطش للموت ولقاء الحور العين وتكفير الذنوب لا يستمع الإ لشواذ وصعاليك ومتعالمين متسترين بستار الدين والتدين والإجتهاد فيشرب من وحلهم ويذوق من علقمهم ويموت كلباً من كلاب أهل النار والدنيا فجسده كالجيفة نتن الرائحة نتن الفكر والغاية ؟!.
التعليقات (0)