واحدة من اهم طرق تعلم الانسان وادراكه لما يجري حوله، استخدامه "التجربة"
ولكي نعلم كيف يتصرف عنصر معين على سبيل المثال، نستطيع ان نسلط عليه بعض المؤثرات، كالحرارة والضغط .. الخ، ثم نراقب تصرفه، وبعد ذلك يتم تكرار التجارب لاكثر من مرة، ومن ثم يتم توثيق النتائج لاعتمادها كنتائج "مجربة"
ومعظم ما توصلنا اليه من قياسات وارقام في كافة فروع العلوم، كالفيزياء والكيمياء والاحياء والطب و ... الخ، جاءنا عن طريق التجربة او الاختبار، بل استطاع الانسان ومن خلال استعمال المنطق والرياضيات، ايجاد معادلات ونظريات توصل اليها من النتائج المختلفة لبعض التجارب التي اجراها، وباستخدام هذه المعادلات يستطيع الانسان التوصل للنتائج بطريقة نظرية دون الحاجة لاجراء التجارب العملية.
نقوم بهذا لاننا بشر .. ولكن ماذا عن الاله؟
من المفترض ان الاله غير مضطر لاجراء هذه التجارب، فهو العالم بكل شيء، فهو الذي خلق هذا الكون، ويعرف اسراره بالكامل، ويعلم كل صغيرة وكبيرة فيه. فجاء على لسانه في البقرة 33 "قال يا ادم انبئهم باسمائهم فلما انباهم باسمائهم قال الم اقل لكم اني اعلم غيب السماوات والارض واعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون"، ولقد وردت عبارة "ان الله على كل شيء قدير" بمشتقاتها 35 مرة في القرآن. اما عبارة "ان الله بكل شيء عليم" ومشتقاتها وردت 20 مرة في القرآن. ولسنا هنا في استعراض لهذه الآيات التي لا تحصى، والتي فيها اشارة واضحة لمقدرة الله على معرفة كل صغيرة وكبيرة في هذا الكون.
ولكن ما يثير الاستغراب، ورود آيات قرآنية، تتنافى تماما مع ما ورد اعلاه!!
ففي سورة البقرة آية 143 "وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وان كانت لكبيرة الا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع ايمانكم ان الله بالناس لرؤوف رحيم"
فهنا يقوم الله "بتجربة" الغرض منها، معرفة من يتبع الرسول ممن لا يتبعه!!!
السؤال هنا: هل يحتاج الاله العالم بكل شيء لهذه التجربة؟
نأخذ مثلا آخر، الكهف آية 12 "ثم بعثناهم لنعلم اي الحزبين احصى لما لبثوا امدا"
ايضا تجربة واضحة
وكذلك الاية 31 من سورة محمد "ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو اخباركم"
هنا يضطر الى ابتلاء الناس بمصائب لكي يعلم المجاهدين!
قد يعترض احدهم ويقول ان هذا لا ينفي ان الله عليم بكل شيء.
ولكن، لدينا دليل قاطع، على ان الله تصور في احد المرات تصورا خاطئا، فلقد ظن شيئا ولكن ظنه خاب! واكتشف لاحقا واعترف ايضا بهذا!
ففي الاية 65 من سورة الانفال يقول: "يا ايها النبي حرض المؤمنين على القتال ان يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين وان يكن منكم مائة يغلبوا الفا من الذين كفروا بانهم قوم لا يفقهون". فهنا تصور ان عشرين صابرين يغلبون مئتين ومئة يغلبون الفا، ولكن التجربة اثبتت خطأ هذا التصور، فقال في الاية التي بعدها مباشرة "الان خفف الله عنكم وعلم ان فيكم ضعفا فان يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مئتين وان يكن منكم الف يغلبوا الفين باذن الله والله مع الصابرين"
دمتم لعقولكم ..
التعليقات (0)