تجارب الأنبياء متعددة و رسالاتهم واحدة !!
من المفارقات العجيبة في التاريخ البشري أن يكون محبو الأنبياء عليهم السلام و أتباعهم هم الأكثر إجراما في حق أنفسهم و حق البشرية منذ نزول آدم عليه السلام إلى الأرض ..!:
فقابيل ما قتل أخاه هابيل إلا رغبة منه في أن يكون أبوه قدوة له و مثالا في أن يتقبل الله أعماله ، و لما شك في تقبل عمله قام باقتراف جريمته النكراء في قتل أخيه ، و كذلك الشأن بالنسبة لكل الأقوام عرفهم التاريخ البشري ، فمحبة بوذا النبي جعلت أتباعه يعبدونه و يقدسونه من دون الله .. و عشق بني أسرائيل لعزير نبي الله جعلتهم يتخذونه ربا من دون الله و كذلك الشأن بالنسبة لأتباع المسيح عليه السلام الذين قالوا عنه من شدة محبتهم له "المسيح ابن الله " ... ما جعلهم يسفكون دماء ملايين البشر تحت شعار محبة المسيح ..و قد أعاد السلفيون الإسلاميون نفس الخطيئة التي ارتكبها محبو الأنبياء عليهم السلام من قبلهم ، فها هو عشقهم للنبي محمد عليه السلام حوله إلى معبود لهم من دون الله و يذكرون إسمه أكثر من ذكرهم لله عز وجل .. و صاروا يرتكبون أفظع الجرائم باسم محبة " سنته "وإتباع هديه عليه السلام ، و ما دروا أنه قد طلب من جميع أتباع الرسل عليهم السلام " إتباع الرسالة و محبتها " و ليس محبة الأنبياء واقتفاء سيرهم المروية عنهم ... ما جعل "رسالتهم الخالدة واحدة و تجاربهم في تنزيل الوحي "متعددة و مختلفة " قال تعالى مؤكدا على الدعوة لمحبته هو و ليس محبة النبي : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ( 31 ) قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين ( 32 ) ) سورة آل عمران !!
فالمحبة لا تجوز لغير الله و رسالته الخالدة التي قد كلف كل الأنبياء و المرسلين بإتباعها و مساعدة أتباعهم على إتباعها حتى يحبهم الله و يرضى عنهم /
التعليقات (0)