مواضيع اليوم

تبّة الشجرة

حسام الدجني

2011-10-10 08:55:01

0

مكان مرتفع وجميل، يرتفع عن سطح البحر بمقدار 74 متراً، ويمنحه هذا الارتفاع وضعاً "جيواستراتيجياً" يتم من خلاله مراقبة تحركات الجيش المصري غرب قناة السويس، وإحكام السيطرة على كل المناطق المحيطة به، وللموقع سبعة مداخل تمثل فروع الشجرة لذا سمي بتبة الشجرة، من هنا وقع اختيار الجيش الإسرائيلي على هذا الموقع المهم ليكون مقراً للقيادة وغرفة العمليات المزودة بالأجهزة المخصصة للاتصال بالوحدات والقيادات الفرعية والقيادة الجنوبية والقيادة العامة، وكذا الأجهزة والمعدات الإلكترونية ومجموعة الوثائق والخرائط، بينما الموقع الثاني خصص للعمل الإداري.

وخلال خمس وعشرين دقيقة سقط هذا الحصن المنيع بأيدي القوات المسلحة المصرية لترسم ملامح نصر أكتوبر العظيم، ويصبح تبة الشجرة مزاراً تاريخياً يؤمه شعوب المنطقة بشكل عام والشعب المصري بشكل خاص وتحديداً في السادس من أكتوبر من كل عام، كي يستعيدوا ذكريات الماضي المجيد، ويترحموا على أرواح شهداء حرب أكتوبر/ 1973م.

وشاءت الأقدار إن أكون أحد زوار هذا الموقع في الذكرى الأولى لحرب أكتوبر بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، لأتجول بين حصونه، وأشاهد بعضاً من دباباته ومدرعاته وأسلحته ومعداته التي تركها خلفه العدو الصهيوني المهزوم لتكون شاهداً على بسالة الجندي المصري العظيم، ولكن ما لفت انتباهي تلك اللوحة الزرقاء التي تزين مدخل موقع تبة الشجرة والتي دونت بعبارة تتكون من ثلاث كلمات تدلل على الماضي والمستقبل، وترسم حروفها معالم استراتيجية وطنية، وتمثل أقوى رسالة للمفاوض الفلسطيني، فقد كتب على تلك اللوحة المعدنية الزرقاء عبارة: "السلام يحميه القوة".

نعم، السلام يحميه القوة، وأضيف عليها إن القوة هي من تجلب السلام العادل والشامل في المنطقة، أما الخطاب الاستجدائي فسيأتي بالاستسلام وليس السلام، والفرق كبير بين المصطلحين، وهنا ينبغي لنا كفلسطينيين إعادة الاعتبار لمشروع المقاومة ولثقافة المقاومة، وهنا أقصد المقاومة بكل أشكالها، وعدونا لا يعرف إلا لغة القوة، ولذلك نحن بحاجة إلى مزيد من القوة كي نصنع سلاماً يعيد لشعبنا حقه في الأرض التي سلبت، ومقدساته التي دنست...

مشهد آخر لفت انتباهي وأنا في موقع تبة الشجرة، وهو يكتظ بالزائرين، هو حجم كراهية الشعب المصري للصهاينة، وجلست مع العديد ممن كانوا داخل الموقع أو حتى خارجه، وخرجت بنتيجة مفادها أن الشعب المصري بكافة طوائفه – مسلمين وأقباط- وكافة ألوانه السياسية- إسلاميين وليبراليين وشيوعيين.. إلخ يتلاقون مع بعضهم البعض في كراهيتهم لـ(إسرائيل).

نعم جميع المصريين يكرهون (إسرائيل)، وأمتنا العربية والإسلامية كذلك، وهنا أطرح تساؤلاتي على قيادة منظمة التحرير الفلسطينية: لماذا نمنح هذا العدو اعترافات مجانية؟!. فنحن اليوم نعيش في ربيع الثورات العربية والتي تمثل بداية المشروع النهضوي العربي الإسلامي، لذلك لابد من الصبر والإعداد الجيد لمرحلة جديدة قد يتم من خلالها صنع السلام ولكن من منطلق القوة والعزة والكرامة، سلام يعيد الحقوق والثوابت، فالمشروع الصهيوني في انكماش مستمر، بعكس المشروع العربي والذي بدأ، مؤخراً، يستعيد عافيته.

وهنا أختم برسالة إلى قيادتنا الوطنية بأن تبدأ مرحلة تقييم جديدة لمسيرتنا الوطنية تنسجم مع المتغيرات السياسية في المنطقة، وأنصح قصيري النفس أن يتركوا الساحة لغيرهم ويتنحّوا جانباً، فالمسألة باتت مسألة وقت، وبشائر النصر تلوح بالأفق.

Hossam555@hotmail.com




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات