مواضيع اليوم

تبا للديمقراطية اذا كان اساسها العلمانية

محمد بوفارس

2010-09-11 21:19:43

0

في مفهوم العلمانية

تقول دائرة المعارف البريطانية

مادة secularism وهي حركة اجتماعية ,تهدف الي صرف الناس وتوجيههم من الاهتمام بالاخرة الي

الاهتمام بالدنيا وحدها ,وذلك انه كان لدي الناس في العصور الوسطي رغبة شديدة في العزوف عن الدنيا ,والتأمل في الله واليوم الاخر

,وفي مقاومة هذه الرغبة طفقت الsecularism تعرض نفسها ,من خلال تنمية النزعة الانسانية ,حيث بدا الناس يظهرون تعلقهم في

الانجازات الثقافية والبشرية وبأمكانيتهم تحقيق حلمهم في هذه الدنيا.


ويقول قاموس "العالم الجديد"لوبستر شارحا للمادة نفسها ....


الروح الدنيوية ,او الاتجاهات الدنيوية ,ونحو ذلك علي الخصوص ..نظام من المباديء والتطبيقات practices يرفض اي شكل من اشكال الايمان والعبادة


الاعتقاد ان الدين والشئون الكنسية ,لادخل لها في شؤون الدولة وخاصة التربية العامة


ويقول معجم اكسفورد شرحا لكلمة
" secular ":1/دنيوي او مادي ,ليس دينيا ولاروحيا مثل التربية اللادينية ,الفن او الموسيقي اللادينية ,السلطة اللادينية ...وهكذا.

في مفهوم الديمقراطية:

ما هي الديمقراطية :

الديمقراطية لفظاً مشتقة من اليونانية ، وهي من اجتماع كلمتين الشق الأول من الكلمة DEMOS وتعني عامة الناس والشق الثاني من

الكلمة KRATIA وتعني حكم فتصبح DEMOCRATIA أي حكم عامة الناس ( حكم الشعب ) .

والديمقراطية اصطلاحاً يمكن استخدامها بمعنى واسع لوصف مجتمع حر ، وكشكل من أشكال الحكم هي حكم الشعب لنفسه بصورة

جماعية ، وعادة ما يكون ذلك عبر حكم الأغلبية وعن طريق نظام التصويت والتمثيل النيابي .

ولكن بالحديث عن المجتمع الحر فإن الديمقراطية تعني حكم الشعب لنفسه بصورة منفردة من خلال حق الملكية الخاصة والحقوق

والواجبات المدنية ( الحريات والمسؤوليات الفردية ) وهو ما يعني توزيع السلطات من القمة إلى الأفراد المواطنين ، والسيادة بالفعل في

المجتمع الحر هي للشعب ومنه تنتقل للحكومة وليس العكس .

إن مصطلح الديمقراطية بشكله الإغريقي القديم قد تم نحته في أثينا القديمة في القرن الخامس ق.م ، والديمقراطية الأثينية عموماً يُنظر لها

على أنها من أولى الأمثلة التي تتطابق مع المفاهيم المعاصرة للحكم الديمقراطي .

إلا أن أولى أشكال الديمقراطية ظهرت في جمهوريات الهند القديمة والتي تواجدت في فترة القرن السادس ق.م ، ووفقاً للمؤرخين

اليونانيين فإن دولتي ساباركايي وسامباستاي وذلك في القرن الرابع ق.م واللتان تعرفان اليوم بباكستان وأفغانستان فإن شكل الحكم فيهما

كان ديمقراطياً وليس ملكياً .


الراي الذي يقول انه لاينبغي ان يكون الدين اساسا للاخلاق والتربيةويقول المعجم الدولي الثالث الجديد مادة secularism :اتجاه في

الحياة او في اي شأن خاص ,يقوم علي مبدا ان الدين او الاعتبارات الدينية ,يجب الاتتدخل في الحكومة ,او استبعاد هذه الاعتبارات

استبعادا مقصودا فهي تعني مثلا السياسة اللادينية البحتة في الحكومة وهي نظام اجتماعي في الاخلاق ,مؤسس علي فكرة وجوب قيام

القيم السلوكية والخلقية ,علي اعتبارات الحياة المعاصرة والتضامن الاجتماعي ,دون النظر الي الدين.

وعليه فان العلمانية تناقض جذريا مع الشريعة الاسلامية,لان مهمة الشريعة ان تخرج الانسان من اتباع الهوي البشري ,الي اتباع الهدي

الالهي ,كما قال تعالي"انا جعلناك علي شريعة من الامر فاتبعها ولاتتبع اهواء الذين لايعلمون"وقال تعالي "فأن لم يستجيبوا لك فاعلم انما يتبعون اهواءهم ومن اضل ممن اتبع هواه بغير هدي من الله ان الله لايهدي القوم الظالمين"يؤكد هذا التناقض ..


ان الشريعة منهج شامل لحياة الانسان كلها فردية واجتماعية وروحية ومادية ,ودينية وسياسية وثقافية واقتصادية ,ومحلية ودولية .

وهي كما قال الفقهاء حاكمة علي جميع افعال المكلفين ,والعلمانية كذلك تريد ان توجه الحياة كلها من خلال فلسفتها المقطوعة عن السماء.

 


 وعليه العلمانية تريد ان تحيد الاسلام ولاتريد ان يحكم ويقود ويتحكم فأين اذا عدم الاحتكاك او الاصطدام هل مثلا لاتحتك به في الشريعه

واقامة الحدود وتحكيم القرآن والسنة في شتي الامور ,ولعلها لاتحتك به في عقيدة الولاء والبراء ,ولعلها ايضا لاتحتك به في العبادات

كالحجاب والنقاب ,انها تناقد الاسلام في الشعب الرئيسيه الاربعة العقيدة والعبادات والاخلاق او المعاملات والتشريعات,هذا تعريف عن

معني العلمانية ومفهومها .

و عليه تبا لكل  ديمقراطية تاتي من وراء العلمانية.فاذا كانت الديمقراطية في مفهومها الشامل شكل من اشكال الحكم لكن هذا الحكم يكون نابع من الشعب ذاته الذي يكون عنصر فاعل في تقرير مصيره و بالتالي يكون الشعب الحاكم لنفسه من خلال سلطة قد اختارها و ابدي رضائه بها،و هو عكس الديمقراطية الممنوحة للشعب من قبل السلطة و بالتالي تكون مكيفة وفق اهواء الساسة.

و عليه الا يكفي ان تمنح للشعب العربي الديمقراطية دون ان يقررها هو بذاته ،تبا لتلك الديمقراطية،اما الاكثر مرارة هو ان نربط الديمقراطية بالعلمانية فنحن كامة اسلامية لا يكفي ان نقاد الى ديمقراطية مصطنعة ان لم تكن منفية و مغيبة حتي نقرنها بالعلمانية لتظرب اهم اربع مسالك و مناهج رئيسية في حياة المسلم الا وهي العقيدة و العبادات و الاخلاق و المعاملات و التشريعات،الا تبا لكل ديمقراطية تسلب منا ما تبقي من كرامتنا باسم العلمانية،تبا لكل علماني متطبع بفكر غربي عدائي لشريعة الله والدين.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !