تباشيرُ المطرِ الأخضر
مِنْ بحرِ عيونِكِ يا " يافا "
خرجت غيماتْ
راحت تجري
ترسلُ أجملَ بسماتْ
للبدرِ الطالعِ في منتصفِ الشهرِ القمريِّ الجاري
تتلبّدُ .....
تطلقُ زخّاتْ
من أشواقي المحبوسةِ في أعماقي
تحملُ صوبَ الشّطِّ الشّرقيِّ
تباشيرَ المطرِ الأخضرْ
سمّاكِ الناسُ "عروسَ البحرِ"
ولكنّي ......
شاهدتُ عروسَ الروحِ
تُزيّنُ شاطئَكِ الماسيَّ
وبيّاراتِكِ
وأزقّةَ حاراتِكِ
أفرانَ الخبزِ
ومسجدَنا
وكنيستَنا
ومنارتَنا
والكلُّ برملِ الشّطِّ الحاني
يتجذَّرْ
وعروسي
فوقَ مياهِكِ يا يافا
راحت تتبخترْ
قالت :
أحببتُ فتى كنعانَ الجِرزيمِيَّ
السّاكنَ بينَ وريقاتِ الزعترْ
وعروسي يا يافا
من توتِ " الطّيرةِ "
شفتاها
من آفاقِ صفاءِ سماءِ " الكرمِلِ "
عيناها
من مرمرِ " قيساريّةَ "
خدّاها
حتى عنبُ " خليلِ الرحمنِ "
يمجّدُها
بل يحسُدُها
ويناديها :
يا ذاتَ الشّالِ الأحمرْ
قلبُ فتانا
من سطوةِ حبِّكِ يتفطّرْ
وعروسُ كياني يا يافا
ذاتُ جمالٍ فينيقيٍّ
خمريٍّ
يجعلُني أسكرْ
أهذي بقصائدَ لا تنضَبُ
وأداعبُ أوتارَ القيثارِ وأسهرْ
سأظلُّ أداعبُ أوتار القيثارِ
وأسهرْ....
حتى يبتسمَ الفجرُ الآتي
و حبيبةُ روحي
من زُرقةِ بحرِكِ
بينَ الموزيّاتِ الذهبيّةِ
تظهرْ
التعليقات (0)