تباريح من أعالي نجد بطانة
رابح التيجاني
لسلا سلام
لسلا عويل الليل في خلدي
وغرغرة الكلام ،
لسلا
سلافة سلسبيل سلاسل القلب
المضام ،
لسلا وواديها أبي رقراق
رقرقة المحاجر
حشرجات الموج
عقعقة النوارس والحمام ،
سرقت سلا مني أبي
سرقت سلا أمي
فهل للروح في غدها مقام ؟
بحر ومقبرة
ورسم مدينة
تحت الظلام ،
والناس
كل الناس
ريح أو عظام ،
وأنا
سلاما يا أنا
هوس الردى
عدم الصدى
قفص المدى
سفر المسافر والطريق
وراحة الزمن الحطام ،
جبل
جبال مرارة زحفت
على الوجدان
عاصفة من النكسات يا سلوان
فالتة الزمام ،
مجداف ملح
قارب غرق من الورق المدجج
بالحروف
وخربشات الأرقام والهوام ،
جسد
على الصخر اتكا
وتكلس
وغفا
مع الأمواج والأموات والحسرات
تحتدم التطاما وارتطام ،،
بحر ومقبرة
وظل زوارق تتسكع مللا
وتخبو في القتام ،
عبث
وأسوار هوت
أسنانها
عجبا وسخرية
تهدمت ضحكا وابتسام ،
ومنارة
داخت فأطفأت هدايتها
وتاهت في الدجى
والإحتلام ،
شبح البيوت
وفندق
وصوامع تتغامز
وصفير قاطرة
يولول في الغمام ،
هطل البكاء على البكاء
مناحة
استسلمت للوعة والندب
والغصص الضرام ،
هطل الدوام
مطرا يساقي النهر
أنخاب السماحة والملام ،
هطل الدوام
عبثا عنيفا
أو رتيبا
على العرصات والكلمات
يمحوها
ويجلي عن مدافنها الأنام ،
والدمع يأتي بالسماوات المحايدة
الدموع
لتوغل في الهموم
وتغسل شلل الرجام ،
والرخام ،
الأولياء تمددوا
تحت الرمال تمددوا
وعجائز العتبات كل عشية
في العمر
يفسخن الحزام ،
ينثرن ما بالقلب من درن
وبالعقد العصية من ركام ،
يعبرن قنطرة السؤال
إلى رجال الله والكرم الكرام ،
يا سيدي
يا قاضي الحاجات
حتى حاجة لم تقضها لي
أو مرام ،
آه ويا ابن عاشر
ويا ابن حسون
قراصنة التراب استضعفوا الضعاف
أيتاما بتجزئة الوئام ،
تركوا لنا البحر الجميل
ورحلة الموت الزؤام ،
الحق في الفقر الوفي عقيدة
والتيه في الصحو الشقي
وفي المنام ،،
بحر ومقبرة
وقبري الجاهز
والله مولاي المهيمن
والسلام ،
سرقت سلا مني أبي
سرقت سلا أمي
وإني ميت كمدا
ومسغبة
فهل ألقى وراء سلا أمام ،
آه وهل للجرح يا كبدي التئام ؟
آه وهل للدار في يدها طعام ؟
إني أحاول أن أضم سلا
إلى جيبي
وأهرق بحرها الدامي
مدام ،
إني إحاول قطفها
تهريبها إلى الحنايا
حيث روحي اشتعال
واضطرام ،
إني أحاول احتكار قبورها
قبرا فقبرا
والتلاشي في فضاء الإنعدام ،
بدءا بعيدا
أو ختام ،
بدرا شريد الروح
والخبل التمام ،
لسلا سلام ،
لسلا سلام ،
لسلا ســــــــلا م .
رابح التيجاني
سلا. 16 يناير 1988
التعليقات (0)