أثارت قبلة الرأس التي تبادلتها وسائل الإعلام الإيرانية والإقليمية التي منحها السفير السعودي الجديد في طهران"عبدالرحمن بنغرمان الشهري"لرئيس مجلس مصلحة النظام في إيران"هاشمي رفسنجاني"الكثير من التساؤلات والتغريدات في شبكات التواصل الإجتماعي. فقد وضعت الكثير من علامات الإستفهام بسبب تقبيل رأس المسؤول الإيراني من قبل المسؤول السعودي .
إنّ عادة تقبيل الرؤوس عند العرب معروفة فهي من ناحية دلالة على المكانة والإحترام والتبجيل التّين يحظى بهما الشخص و من ناحية أخرى للمجاملة أمام الجمع. فالعلاقة المتينة التي يتمتّع بها رفسنجاني بالنسبة للأسرة السعودية الحاكمة معروفة للجميع.أولاً كونه مهندس العلاقات الإيرانية السعودية طيلة رئاسته للجمهورية في تسعينات القرن الماضي ثانياً بسبب دوره البارز في إذابة الجليد في علاقة البلدين بعد أحداث مكة و تفجير الخبرفي القرن الماضي و الذي اتهمت السعودية طهران بالوقوف وراءه تلك الأحداث أضف الى ذلك التوترات الشديدة في علاقات البلدين نتيجة الإختلاف الشديد في الرؤى في قضايا إقليمية حدثت في علاقات البلدين جراء أحداث سوريا والعراق ولبنان والبحرين تجعل من القبلة الأخيرة على أنها غير مسبوقة.
فما الذي طرأ في علاقات البلدين كي تهتمّ السعودية مجدداً بالرئيس الأسبق للجمهورية في إيران والرئيس الحالي لمجمع تشخيص مصلحة النظام "هاشمي رفسنجاني".؟ فهل تحاول السعودية أن تدخل في شراكة استراتيجية مع إيران في المرحلة المقبلة ؟
يبدو أنّ السعودية تحاول استخدام رفسنجاني لترطيب علاقاتها التي شهدت أسوأ مراحلها خلال حكم الرئيس السابق "محمود أحمدي نجاد" فهي نفس الفترة التي وضعت "رفسنجاني" في الزاوية وجرّدته من مسؤولياته و وضعت أبناءه في السجن.و لكن بعد أن استطاع "رفسنجاني" من استعادة دوره عندما دعم الرئيس المعتدل حسن روحاني و تغلّب على مرشّح المرشد "جليلي" فقد أصبح صاحب كلمة في القرار الإيراني من هنا تحاول السعودية استخدام الحليف السابق لبناء شراكة مع إيران عبر صديق موثوق. إنّ التهدئة بين السعودية وطهران لن تحدث عبر القُبلات لأنها مبنية على علاقات إقليمية ودولية متداخلة وشائكة .ولا نغفل أنّ تقبيل الرأس يحدث بعض الأوقات عند العرب للمجاملة فقط فلا يمكن أن نبني على القبلات المتبادلة بين السفير الإيراني و رفسنجاني قبل أن نرى تحوّلاً حقيقياً بين البلدين من خلال تخلّي طهران عن سياساتها التوسعية في المنطقة العربية في المقابل يمكن للسعودية وللدول العربية الأخرى أن تساعد طهران في تغيير نهجها في العالم العربي لكي تقي شرّها و شرّ حلفائها.
التعليقات (0)