محمد السطي 19/10/2011
===============
إذا كانت البيئة والمحافظة عليها أضحت اليوم تعتبر أساس العناية بالكائن الإنساني على مستوى المنتظم الدولي،حيث نتج عن ذلك تأسيس تنظيمات أصبحت تشكل قطب أساسي على مستوى تدبير الشأن العام كما أصبح لها سلطة القرار المجتمعي.
فإننا في مغربنا مغرب القرن الواحد والعشرين،نجد أنفسنا بعيدين كل البعد عن ما وصل إليه العديد من دول المعمور،فالتباين واضح بين ماتحمله اللافتات من شعارات مثبتة على جنبات شوارع المدن وماهو مجسد على المستوى الواقعي والعملي.وببلدية تاونات نجد حاليا بمخرج المدينة من الجهة الشمالية مطرح للنفايات وسط أراضي زراعية هامة"أصبحت مهترئة" وعلى جانب طريق الوحدة الرمز الوطني الذي يجسد مدى مساهمة الشباب في بناء الوطن في نهاية الخمسينات.لذى فان رمزية هذه الطريق تتبخر ببخور مطرح النفايات،كما أن الأراضي الفلاحية المحاطة به والمكتظة بشجر التين والزيتون تجمد إنتاجها،ولا حول ولا قوة لأصحابها أمام تعنت سلطات بلدية تاونات أو من له سلطة تدبير المطرح/الكارثة. كما أن النقاء الهوائي-الجوي في فضاء مدينة تاونات أصبح عبارة عن ذكريات في مخيلة التاوناتيين القدامى،أما جيل اليوم والمستقبل فهو يستنشق إلا ما يخلفه المطرح من دخان وبخار ومحروقات ،نحن نعرف مدى تلوثها،ومدى انعكاسها على بيئة مدينة تاونات.
تبقى عملية لابد من الإشارة إليها ،ولا يعرف ما رأي المسؤولين المحليين بصددها والمتمثلة في كون أن هذا مطرح يوجد على بعد أمتار قليلة من خزان للماء كمزود رئيسي للماء الشروب لساكنة مدينة تاونات..
والسؤال الذي يطرحه غالبية التاوناتيين،ماهذا يا مسؤولي مدينة تاونات،إن الإقليم حباه الله بموقع طبيعي جد هام يتوفر على كل مواصفات الإقليم المثالي من حيث النقاء والاهتمام البيئي ،ويريد التدخل العاجل والسريع لإنصاف الساكنة من هذا المطرح،علما أن مجهودات بذلت من هذا القبيل من طرف عدة جهات بشوارع وأزقة المدينة وأصبحت في المستوى المطلوب من حيث النظافة.
إن الساكنة،بعد أن وجهت ورفعت عدة شكايات وعرائض في الموضوع "نتوفر على عدة نسخ منها" من طرف مالكي الأراضي الزراعية المحاطة والمجانبة للمطرح تطالب برفع الضرر الذي يزداد سنة بعد أخرى و كلما ازدادت مدة سنوات المطرح ،حيث عرفت هذه الأملاك الزراعية أضرارا كبيرة، متمثلة في عدم الإنتاجية النهائية بسبب"حرائق متكررة،أكياس بلاستيكية متناثرة على مساحات شاسعة،سيول مائية ملوثة ومسمومة،مخلفات مواد طبية،.....".
وبناء عليه يطالب مالكي المزارع المجاورة فتح نقاش جاد ومسؤول بغية تعويض عن الأضرار في أفق تحويل مكان المطرح باعتباره مطرحا مؤقتا وفق ما تم الاتفاق عليه بين السلطات المعنية وبعض مالكي المزارع المجاورة في محضر رسمي بتاريخ 17ماي2005،أما السيد عبد السلام الشارف الذي يعتبر"حسب شكاياته المتعددة الموجهة لمختلف الجهات المعنية" من اكبر المتضررين من هذا المطرح ،يطالب من السلطات الإقليمية التدخل العاجل لاسترجاع ما نزع منه من مساحة تقدر بحوالي 200متر مربع لصالح هذا المطرح/الكارثة،كما أن ضيعته الفلاحية تعرضت ولمرات متعددة لحرائق أتت على كل الأشجار المثمرة بالضيعة،بل وعندما يتقدم للمطالبة بحقه"حسب شكايته"يتعرض للمضايقات والاستفزازات من طرف بعض المسؤولين المحليين.
ومطرح النفايات هذا سبق أن وجهت عدة عرائض استنكارية من طرف ساكنة حي احجردريان ،الحي الأكبر المتضررين من مخلفاته،كما عقدت من اجله عدة لقاءات على المستوى الإقليمي و المحلي ،إلا أن كل المقترحات التي كان يتفق عليها تذهب مهب الريح بسبب صراعات إما سياسية او من هذا القبيل ويبقى آمال أصحاب الأراضي المجاورة معلقا على فرج قد يأتي أو لاياتي.
التعليقات (0)