تشكل تنوعية الأطياف و الأديان في العراق خصوصية تغني التراث و التاريخ العراقي , و لا اظن العراق يتميز لوحده بهذه الميزة , فمختلف الأوطان العربية و الشرق اوسطية منها ايران و تركيا , تشترك بنفس الصفات التنوعية التاريخية لشرائح المجتمع الأنساني حيث تعدد الأديان و الأطياف , و يبدو ان شروط التعايش في ذلك الوقت كانت اقل تعقيدا و اكثر قبولا للأخر , ولا ينكر التفاوت الثقافي او المستوى المعاشي بين تلك الشرائح و الطوائف او الأديان , حيث روح التسامح و الهوية الوطنية كانت تتغلب على اي تسمية اخرى لهوية المواطنة و هكذا كان شان اليهود في العراق و باقي اوطان الشعوب العربية و الفارسية و التركية و كوردستان العراق كجزء من تاريخ و جغرافية العراق لم تكن لتختلف عن باقي المناطق في تنوعها الأثني و الديني ..
مجموعة من الدور التي هجرها يهود عراقيين اكراد
سنحت لي الفرصة من خلال زيارة احد الأصدقاء المغتربين و الذي صادف تخصص دراسته بالتاريخ و كون هويتهِ الأم هي العراق ارسلته جامعته لترتيب زيارة لطلبة الجامعة ( لا يذكرني اسم الجامعة لكنها في مدينة دسلدروف) , و خلال جولاتهِ في مدينة اربيل التي تعتبر من اقدم مدن العالم خاصة قلعة اربيل التي تتوسط مركز المدينة , حيث يعود تاريخها إلى 7000 سنة و تتميز بأنها مازالت الحياة تدب بها و يعيش فيها الناس لغاية يومنا هذا, و بعد عودته إلى المانيا , بعث لي ببعض الصور التي التقطها هنا و يسعدني ان اشارككم اياها ,
من بقايا او اطلال منزل لليهود ايضا ,نصفه مهدوم و نصفه الأخر يقطنه اناس
نقوش و تصاميم كانت تميز جدران بيوت اليهود الأكراد في اربيل
حي اليهود كما تدعى اليوم , لا تزال هذه الدور قائمة و يقطنها اناس
نقشة لباب احد المنازل المهجورة و تقطنها عائلة فقيرة
لكن الذي يشدني للصور هو تلك المنازل التي كان اصحابها عراقيين اكراد يهود و اسماء عائلاتهم مشهورة في مناطق تواجدهم, و دعتني الصور للتساؤول ماذا يمكن ان يكون لو جاء هولاء الناس و طالبوا بحقوقهم في املاكهم , هل سنعيدها لهم ام نعوضهم عنها , ام نطردهم ؟؟ ماذا يمكن ان تكون ردة فعلنا اتجاه اناس نجهل لماذا تركوا هذه الديار ؟ هل نشعل حربا اخرى على اطلال الخراب ...؟
التعليقات (0)