تاريخ كوارث المفاعلات النووية

تاريخ كوارث المفاعلات النووية

دأبت ماكينة الدعاية والإعلام الغربي على إلصاق الكوارث النووية بالكتلة الإشتراكية وحدها وتشير على الدوام إلى كارثة محطة تشيرنوبل في أوكرانيا التي كانت تتبع لمنظومة دول الإتحاد السوفيتي قبل تفككه.
وتنسى الولايات المتحدة في خضم كل ذلك أن لها العديد من الذكريات المؤلمة فيما يتعلق بتسربات منشآتها النووية ..... وكذلك كان لكوارث حليفتها اليابان تورط أكبر في مجال التسربات الإشعاعية الكارثية على مدى 50 عام مضت وحتى تاريخه لأسباب تتعلق معظمها بالإهمال الآسيوي المعهود خاصة فيما يتعلق بناحية الإهتمام بتوفير جوانب الأمان .

في عام 1961م بالولايات المتحدة ..... حدث إنفجار في غرفة الغاز وأدى ذلك لإنصهار بمحطة إيداهو النووية الأمريكية قتل بسببه ثلاثة من العاملين بالمحطة.

محطة جزيرة الثلاثة أميال النووية
عام 1979م تعرضت هذه المحطة النووية في بنسلفانيا بالولايات المتحدة وجراء خطأ بشري إلى حالة إنصهار جزئي في أحد صهاريج مفاعلاته مما أدى إلى غلق أحد صماماته . وأسفر عن نشوء سحابة من الإشعاع الذري في محيط دائرة بلغ قطرها 5 أميال وأدى إلى إجلاء 120,000 شخص من سكان المناطق المجاورة عن مساكنهم. ,بعد فترة ليست بالوجيزة أعيدت حالة الإنصهار في صهريج مفاعل هذه المحطة إلى نطاق السيطرة . ولكن الجدل لا يزال يدور حول التسربات الإشعاعية وتداعياتها القصيرة والطويلة المدى التي قد تمتد إلى ما بين 300 و 500 عام

ابريل 1986م محطة تشيرنوبل النووية في أوكرانيا .... تعرض نظام التبريد في أحد مفاعلاتها (المفاعل رقم 4) إلى التوقف تماما مما أدى إلى إنفجار لب المفاعل دافعا الأشعاع والمواد الحمراء الحارة في الهواء المحيط متسببا في مقتل 70 من العاملين بالمحطة على الفور . ومقتل 200 مواطن أوكراني بسبب الإشعاع . وهنا يظهر المفاعل رقم (4) بعد إنفجاره في صورة ألتقطت خلال شهر أغسطس 1986م . وقد رصدت مستويات إشعاعية داخل حدود دائرة قطرها 1000 ميل . وبلغ حجم التسربات الإشعاعية النووية لهذا المفاعل 400 مرة أكثر من من الإشعاعات التي سببتها القنبلة الذرية التي أسقطتها الولايات المتحدة على مدينة هيروشيما اليابانية نهاية الحرب العالمية الثانية.

عام 1999م في محطة توكيمورا النووية اليابانية ----- تم تجهيز يورانيوم لإستخدامه كوقود نووي في محطة توكيمورا . فأدى ذلك إلى كارثة خطيرة حيث تعرض العشرات من العاملين بالمحطة إلى الإشعاع . وأجبرت أكثر من 160 شخص يعيشون في المنطقة المجاورة على الرحيل . مات 2 من العاملين بالمحطة جراء التعرض المباشر للإشعاع .

عام 2004م محطة ميهاما النووية اليابانية - تسبب إنكسار أنبوب داخل مبنى يحتوي بداخله على التوربينات في المفاعل رقم (3) بالمحطة إلى إندفاع بخار وماء ساخن في الهواء . مما تسبب في مقتل 5 من العاملين وجرح 6

14 مارس 2011م .. محطة فوكوشيما للطاقة النووية – اليابان .... تعرضت جراء زلزال مدمر تبعه تسونامي يوم 11/3 2011م إلى إنفجار خطير تلاه إنفجار ثان وما زالت المحطة تنذر بإنفجارات لاحقة .

تقع محطة  فوكوشيما اليابانية النووية هذه على بعد 249 كيلومتر شمال شرق العاصمة اليابانية طوكيو .وقد إتضح (بعد فوات الأوان) أن إحتياطات الأمان بهذه المحطة لم تكن كافية. وأن هذه المحطة التي أنشئت عام 1971م قد تم تصميمها لمقاومة الزلازل ومد الأمواج العادية على الشاطيء المتاخم لها فقط ، دون أخذ في الإعتبار لإمكانية تعرضها لأمواج تسونامي ضخمة سريعة الإندفاع . وهو ما حدث بالفعل حيث ضربتها موجات تسونامي بإرتفاع بناية من أربعة طوابق بسرعة تفوق 300 كيلومتر في الساعة . وقد أدت هذه الموجات التسونامية إلى تعطيل مولدات الطاقة الكهربائية التي تعمل بوقود الديزل لتشغيل نظام التبريد ، مما نجم عنه إنصهار هذا النظام تماما في المفاعلات وأدى إلى الإنفجار. ولاشك أن التداعيات السلبية الأخرى قادمة مستقبلا .