الكتابة الجزء الثاني
الجزء الثاني :
لقد شاهدنا في الجزء الأول من هذا البحث التالي :
1- جميع العرب العاربة كانت تستخدم أبجدية الحرف المسند في كتابتها :
أبجدية الحرف المسند.
كما شاهدنا أنه هناك ثلاث نظريات تتحدث عن إنقلاب وتغيير في استخدام الأبجدية إلى إتباع الخط العربي الحديث وتلك النظريات هي التالي :
1- النظرية الأولى :
جاء في كتاب المؤرخ العربي البلاذري أن الخط العربي قد تم إنشاءه من قبل ثلاثة أشخاص اجتمعوا في الحيرة فوضعوا الأحرف الهجائية العربية مستبدلينها من النبطية القديمة وهذا هو نص الكتاب حيث قال :
حدثنا عباس بن هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه عن جده، وعن الشرقي بن القطامي قال: اجتمع ثلاثة نفر من طيء ببقة وهم مرا مر بن مرة وأسلم بن سدرة، وعامر بن جدرة فوضعوا الخط، وقاسوا هجاء العربية على هجاء السريانية. فتعلمه منهم قوم من الأنفار ثم تعلمه أهل الحيرة من أهل الأنبار. وكان بشر بن عبد الملك أخو أكيدر بن عبد الملك بن عبد الجن الكندي ثم السكوني صاحب دومة أتجندل يأتي الحيرة فيقيم بها لحين، وكان نصرانياً. فتعلم بشر الخط العربي من أهل الحيرة.
2- النظرية الثانية :
قيل لأبي سفيان ممن أخذ أبوك الكتابة قال من ابن سدرة وأخبره أنه أخذها من واضعها مرامر بن مرة قال وكانت لحمير كتابة تسمى المسند حروفها منفصلة غير متصلة وكانوا يمنعون العامة من تعلمها فلما جاء الإسلام لم يكن بجميع اليمن من يقرأ ويكتب قلت هذا فيه نظر فقد كان بها خلق من أحبار اليهود يكتبون بالعبراني
سير أعلام النبلاء ج: 17 ص: 319
النظرية الثالثة :
أن الأبجدية العربية الحديثة أتت من تطور الحرف النبطي :
وتبين لنا أن الأنباط الذين يعود تاريخهم إلى القرن السادس قبل الميلاد, والتي بدأت مملكتهم في 85 ق م إلى 106 م والتي إمتد حكمهم الجغرافي كما هو موضح في الشكل
خ-1 :
خ-1
كما تعرفنا على أبجديتهم ووضحناها في بحث الأنباط :
وسنجد في هذا الجزء من الكتاب كيف أن الغساسنة الذين استعادوا مملكتهم من الأنباط, بأنهم هم من حاول تطوير الكتابة النبطية فبدأوا بتوصيل الحروف بعضها ببعض تماماً كما يفعل الأشوريين في كتابتهم فنتج معهم الخط العربي الجديد.
إن بعد التدقيق في النقشين الشهيرين نقش إمرؤ القيس العائد لعام 338 م ونقش أم الجمال العائد لعام 528 م يتبين لنا التالي :
نقش إمرؤ القيس
نقش أم الجمال
لقد حاولنا أن نجزئ الأحرف الموجودة على النقش وقارنها بالأبجدية النبطية فنتج التالي :
الأبجدية رقم واحد لقد أخذت من نقش إمرء القيس, لاحظ أنها هي ذاتها الأحرف النبطية مع اختلاف بسيط بطريقة كتابة بعض حروفا كحرف الياء في نهاية الكلمة وحرف الشين والهاء.
كما تبين لنا أيضاً أن حرف الدال والذال فيهم نوع من الإختلاف البسيط الشبيه بحرف الكاف في كلمة (عكدي)
(عكدي) .
وإن غياب حرف الضاد والطاء والظاء والذال والثاء من النقش, ما جعلنا نقع في حيرة في كيفية اختيار تلك الحروف.
كما لاحظنا أنه هناك همزة يستخدمها الغساسنة في كتابتهم وهي تشبه الفاصلة ’ وهذا دليل على أن الخط العربي الجديد هو ذاته الخط النبطي القديم ولكنه متصل.
كما أن نقش أم الجمال الذي كتب اسم جذيمة نلاحظ أن التاء المربوطة “ـة“ قد اخذت من الأحرف الأشورية بدلاً من الأحرف النبطية التي تفتقر لذلك الرمز الذي لم يكن واضحاً في كلمة (مدينة) التي كتبت (مدينت),
جذيمة
حاول مقارنة حرف ال (ــة ) مع الأبجدية الأشورية في شكل الأبجديات المرفق أعلاه ستجد تطابق في الحرف مع حرف التاء.
كما نلاحظ أن الشين في كلمة "شمر" والسين في كلمة قيس فترى أنهما كتبتا بشكل عامودي متشابه جداً, ولكننا إذا دققنا لوجدنا أن الشين تختلف عن السين بإنحناء مدتها :
وأيضاً تبين لنا أنه قد جاءت فكرة توصيل الأحرف من الأشوريين الذين بدأوا بتوصيل حروفهم من عام 200 ق م كما في الشكل التالي :
نقش بالأبجدية الأشورية ذات الأحرف الموصلة
مخطوطة أشورية تعود إلى عام 124 ق م
كما تبين لنا أن حرف الصاد والضاد هم حروف قد اخذت من أبجدية أخرى موجودة في بلاد ما بين النهرين تدعى بالأبجدية المندائية :
الأحرف المندائية في جنوب الكوفة.
نستنتجد من هذه الأبجدية أن أصل حرف الصاد والضاد, والحاء والفاء وإنقلاب السين بشكل أفقي بدلاً من الشكل العامودي النبطي.
ولكن من الذي فعل هذه الإضافة ؟
إذا عدنا إلى النظرية الأولى التي تتحدث عن اجتماع ثلاثة أنفار من طيء بمدينى "بقة" وهم "مرا مر بن مرة" و "أسلم بن سدرة" و "عامر بن جدرة" فوضعوا الخط، وقاسوا هجاء العربية من الأحرف النبطية على هجاء السريانية.
نجد أن هذه الحادثة قد وقعت فعلاً وأنها حدثت فعلاً بعد أن تعرفوا على الخط النبطي الموصل وهذا ما جاء في صريح العبارة المنقولة, وكأنها طلاسم نحاول أن نربطها ببعض, وأن الإضافات التي أضيفت للأبجدية العربية الجديدة كانت متعلقة ببعض الحروف التي بيناها من الأبجدية الأشورية والمندائية, كما أن وضع النقاط على بعض الحروف (الإعجام) لتميزها عن بعضها البعض كان من أهم الخطوات التي أدت إلى ولادة الخط الجديد في مدينة (بقة) والتي دعيت بالكوفة بعد الإسلام فدعي بالخط الكوفي الجديد.
لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاء إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ ) سورة السجدة الآيات 3 4 5 من مصحف استانبول 35 هـ سنة 656م.
أغلب المصاحف التي تعود إلى القرن الأول الهجري تكتب كلمة (علا وحتا ) على الطريقة القرشية, وبدات كلمة (على) في مصحف طشقند 65 هـ وبعدها تبدلت (حتى) في المصاحف الأحدث.
نحن نعلم أن نقش النمارة قد حدث في سنة 328م ولكنه مؤرخ بعام 223 بتاريخ بصرى, ونعلم أن نقش أم الجمال كتب بتاريخ 528م ونعلم أن الرسول قد ولد في عام 570م ونحن نملك نصوصاً عديدة ورسالات كتبها صحابة الرسول (ص) إلى ملوك البيزنط وكسرى, وهذه الرسالات توضح لنا تطور الحروف في تلك الحقبة.
فحاولنا تفكيك حروف نقش ام الجمال أولاً :
نقش أم الجمال وقد فككت حروفه
فظهرت لدينا الأبجدية التالية :
ومن محاولة معرفة التطورات التي حدثت فنتج التالي :
لقد قرأ العلماء هذه النقش وحاولوا ترجمته كالتالي :
1 ـ دنه نفسو فهرهذا قبر فهر . (فهرهذا قبر فهر ) هذه العبارة غير موجودة في النص, كما أن الهاء والراء في كلمة فهرو :
استطعنا أن نتعرف على الهمزة أن الحرفين الهاء والراء فإنهما لا ينطبقان على الأبجدية على الإطلاق كما نرى.
2 ـ برشلي ربو جذيمة ابن سلمى مربي جذيمة الجزء الأخير من النص غير موجود في النقش أيضاً
3 ـ ملك تنوخ ملك تنوخ ظهور الخاء في هذه الكلمة.
ولكن العبارة لم تكن مكررة مرتين, وكأن النقش الذي وصل إلينا هو نصف النقش وليس بشكله الكامل.
وعند قراءة نص نقش حران :
تعرفنا على حروف جديدة :
الذال والصاد والثاء, والتأكيد على الخاء, ولكننا نلاحظ تأخر التاء والثاء والصاد في تطابقهم مع حروف الأنبار.
الرسائل في عصر الدعوة الإسلامية ومقارنتها مع الكتابة الغسانية وكتابة بني حران 565م :
تاريخياً نعلم أن هذه الرسالة كتبت في عام 7 هـ أي عام 630م نرى أن الأبجدية قد تطورت إلى درجة الوضوح الكامل مقارنة بينها وبين نص عام 565.
نجد تطابقاً كاملاَ بين نص رسالة الرسول ومع التعديل الكوفي وغياب الهمزة الغسانية من النص.
لقد تعرفنا على حروف جديدة من هذا النص, حرف الطاء في كلمة "القبط" كما ظهرت كلمة (على) مع الألف المقصورة وهذا غريبة جداً, أو أن الذي كتبها هو من كتبة المدينة من المسلمين الأنصار, لأن القرشيون كتبوا (على) بالألف الممدودة. (علا).
ونرى أنه من أسباب انتشار الأبجدية الأشورية في العالم العربي هو بسبب نشر الديانة المسيحية عبر المبشرين الدينيين السريان في بلاد ما بين النهرين والجزيرة العربية, ومصر والسودان والحبشة, وأنه عندما استقر الإسلام فينما بعد على إختيار الخط النبطي الموصل الذي بدأ بتسميته بالخط العربي الكوفي وخط القرآن ومن خلال نشر الديانة الإسلامية في البلاد المجاورة, نتج عن هذا أن جميع البلاد التي وقعت تحت سيطرة الإمبراطورية الإسلامية الجديدة قد بدأت تتأثر بالخط العربي الجديد ,حيث أن الفرس وبلاد الشرق مثل الهند (الإردو) والصين ومنغوليا جميعهم تأثروا بالخط الجديد وبدأو للإنتقال إلى استخدام الأبجدية الجديدة وإليكم بعضاً من هذه الكتابات التابعة لتلك البلاد التي تقبلت الإسلام وأخذت الرسالة من المسلمين العرب واتقلوا إلى إستخدام أبجديتهم ولكن مع الحفاظ على لسانهم الغريب عن العربية :
كتابات منغولية بعد الإسلام
كتابات مسلمي الصين بالخط العربي بعد الإسلام
بعد الإسلام
عملة ساسانية كتب عليها بسم الله بعد الإسلام
عملة أموية من طبرية الغسانية
عملة تركية 1319
عملة أضيف عليها كلمة نجد
عملة مكتوب عليها بالحرف المسند العربي القديم
يعتقد أنها لملك الغساسنة الحارث
عملة غسانية للملك وشقيقته أي زوجته
عملة منغولية بعد الإسلام
علمة مكتوب عليها خان العادل الأعظم ومن الطرف الثاني محمد رسول الله بعد إسلام المغول.
عملة سلجوقية عليها أحرف عربية
تمت بعون الله.
وسام الدين اسحق
التعليقات (0)