عملاء الـ C.I.A من روزفلت إلي أوباما.. الثوابت واحدة!
عالم المخابرات والجاسوسية الذي يحمل اسم العالم السري مازال يحمل الكثير من الاسرار التي لاتصل الي العامة الا بعد سنوات طويلة بعد رفع الحظر المفروض علي هذه الوثائق السرية..
وبالرغم من مرور سنوات علي العمليات السرية التي قامت بها أجهزة المخابرات المختلفة الا ان الدهشة التي تصل إلي حد الذهول التي ظلت اسرارها حبيسة في صدور أصحابها وادراج المكاتب تحت شعار سري للغاية.
المخابرات المركزية الامريكية c.i.a اشتهرت بكونها أكثر الاجهزة دهاءاً وخطورة من بداية انشائه وحتي الآن.
مهمته المعلنة هي العمل لصالح الولايات المتحدة الامريكية من خلال تجنيد اكبر عدد من العملاء السريين اما مهتة السرية فهي تحريك الاحداث والتحكم في انظمة الدول الاخري بما يتناسب مع مصالح امريكا حتي لو اضطرتها الظروف لتمويل الانظمة المعارضة وقلب انظمة الحكم في هذه البلاد مثلما حدث في ايران وجواتيمالا وغيرها.
في السطور القادمة نعرض تفاصيل أهم العمليات الفاشلة التي هزت الثقة في قدرات هذا الجهاز المخيف.
> الاب الروحي:
العقيد ويليام دونوفان ويعرف ياسم »ويلد بيل« وهو رئيس مكتب الخدمات الاستراتيجية المسئولة عن شئون التجسس اثناء الحرب العالمية الثانية.. دونوفانو وصديقه الان دالاس نجحا في اقناع الرئيس الامريكي فرانكلين روزفلت بانشاء وكالة الاستخبارات التي لم يكن لها وجود من قبل بعد انتهاء الحرب العالمية الأولي.. عندها عاني الجهاز من فشل معظم عملياته ثم جاء الرئيس هاري ترومان الذي لم يعد يثق في قدرات دونوفان بالرغم من كونه الاب الروحي لوكالة الاستخبارات المركزية الامريكية التي انشئت عام ٧٤٩١..
٢- المقر القديم
قبل إنشاء وكالة الاستخبارات الامريكية كان مكتب التحقيقات الفيدرالية يتولي معظم مهام التجسس بقيادة ادجار هوفر الذي اشتهر بنجاحه في تعقب الجواسيس الالمان خلال الحرب العالمية الثانية.. ولكن سوء التعاون والترابط بين وكالة الاستخبارات (بعد انشائها) وبين مكتب التحقيقات الفيدرالي ساهم في اشتعال الحرب الباردة بين امريكا وروسيا والمزيد من الاختراقات وهو الامر الذي مازالت امريكا تحصده حتي الآن بسلاسل من عمليات اختراق اجهزتها واخرها هجوم القاعدة في سبتمبر ١٠٠٢..
٣ اقدم الرؤساء
الان دالاس الرئيس الخامس للوكالة ولكنه من أقدم من عمل بها منذ انشائها وحتي عام ١٦٩١ وله علاقة وثيقة برئيسها الاول دونوفان منذ بداية انشائها وهو مساعده الشخصي الذي حرص دائماً علي تجنيد الالمان ذوي الخبرات العسكرية والعلمية للعمل لحساب الوكالة عن طريق منح هوية جديدة لأي نازي للدخول بسهولة إلي امريكا ونجح في تطوير
الوكالة لتتحول الي اسطورة عصرية.
٤- حكم الشاه
في أغسطس ٣٥٩١ تدخلت وكالة الاستخبارات الامريكية بقيادة فوستر دالاس في الانتخابات الايرانية الديمقراطية ونجحت في خلع محمد مصدق بسبب ولائه للاتحاد السوفيتي وتولي شاه محمد ريزا بهلوي الرئاسة.. وفي العام التالي سقطت حكومة الرئيس جاكوبوا اربينز في جواتيمالا بسبب انقلاب عسكري بدعم امريكي.. وكان الجهاز يعمل ضد مصلحة النظام الشيوعي في معظم الدول الآسيوية خاصة الفلبين.
٥- نهاية العصر الذهبي
في ابريل ١٦٩١ حاول دالاس اسقاط حكومة الرئيس الكوبي فيديل كاسترو معتمداً علي اقناع الرئيس الامريكي ايزنهاور ومن بعده وافق جون كينيدي الذي اطلع علي خطة تجنيد الكوبيين للتجسس لصالح امريكا ودعم قوي المعارضة الكوبية واعداد خطة لضرب اهم القواعد الجوية الكوبية علي مدار ثلاثة ايام وتضليل وسائل الإعلام لاحباط النظام الشيوعي الجديد ولكن انتهي العصر الذهبي للوكالة بفشل العملية بشكل فاضح عندما تصدت كوبا للامريكان وتحطمت الطائرات الامريكية وعلي الفور تم إقصا الآن دالاس من عمله كمدير للوكالة بعد سنوات من النجاح والتميز.
٦- مقر لانجلي
٦٤ مليون دولار هي تكلفة انشاء مقر وكالة الاستخبارات المركزية الذي استغرق انشائه ست سنوات تحت اشراف الآن دالاس الذي بدأ حملة لإنشاء المقر الجديد منذ عام ٥٥٩١ وحتي الآن.. ويبعد المقر عن واشنطن حوالي ٥١ كلم وهو مركز محصن تحصينات طبيعية بسبب وجود نهر بوتوماك ومحاط بالكاميرات التليفزيونية والاسلاك الشائكة وتحتفظ الوكالة ببعض الابنية المحيطة بها لاستعمالها تحت اسماء مستعارة.
٧- هوارد هانت..
المساعد الشخصي لرئيس الوكالة السابق الان دالاس وهو المسئول عن خطة خليج الخنازير الفاشلة بكوبا والعقل المدبر لخطة قلب الحكم علي الرئيس الجواتيمالي اربينز وقام بتأليف روايات عن الجاسوسية تحت اسماء مستعارة وفي عام ٠٧٩١ تمت اقالته من الوكالة لينتقل عمله الي البيت الابيض تحت قيادة الرئيس الامريكي نيكسون ثم تم القبض عليه بعد فضيحة »ووتر جيت« التي تسببت في استقالة نيكسون وقضي ٣٣ شهرا في السجن وظل يشكو من سوء معاملته بعد تاريخه الطويل في خدمة بلده.
٨- الحرب والسلام
في عام ٤٧٩١ عمل افراد العسكرية الامريكية علي ابتكار شعرات سرية للاتصال السري بموسكو.. واثناء الحرب الباردة كانت وكالة الاستخبارات المركزية تتبغ خطوات السوفييت الاستراتيجية ثم واجهت فشل ذريع بعد اطلاق روسيا للقمر الصناعي وبعد اسقاط طائرة التجسس الامريكية.. وقبل عام من ابتكار الشفرات الجديدة خططت الوكالة لانقلاب عسكري في تشيلي ضد سلفادور اليندي لاقصائه عن الحكم وهو ماحدث بالفعل ولكن توالت الاحداث الماساوية فكانت نتيجة الانقلاب مقتل سلفادور واعدام ٠٣ الف شخص واعتقال ٠٠١ الف اخرين بعد ان سمحت حكومة نيكسون بانفاق اكثر من ٨ مليون دولار علي نشاط المخابرات في شيلي لاحداث الانقلاب..
٩- الجاسوس الذي لم يحفظ سراً
في عام ٥٦٩١ نشر ضابط الوكالة السابق فيليب اجي كتابا اصبح اكثر الكتب مبيعاً بعد مرور أسبوع واحد علي نشره بعد كتابته معلومات هامة وسرية حول طرق تنفيذ مهام الوكالة.. الكتاب لم ينشر فقط طرق تجنيد الجواسيس وطرق تعاملهم مع الوكالة ولكنه ايضا اعلن عن أسماء الجواسيس وهويتهم..
وظل فيليب يعيش خارج الولايات المتحدة منذ سنوت طويلة حتي توفي في كوبا منذ عامين.. واصدر الكونجرس قانونا يجرم نشر هوية العملاء السريين خاصة بعد نشر اسم العميل فاليربلام الذي احرج جورج بوش في ذلك الوقت.
٠١- عميل المخابرات الذي اصبح رئيساً
كان جورج هربرت ووكر بوش مديرا لوكالة الاستخبارات الامريكية في عام ٦٧٩١ عقب اقالة الرئيس نيكسون.. واشتهر بولعه الشديد بتنفيذ العمليات السرية غير المباشرة.. وانتهت مهامه بشكل مفاجئ عند تولي جيمي كارتر الرئاسة وكان هذا المنصب تمهيدا لتوليه رئاسة البيت الابيض بعد اقامته علاقات مع الدول الاخري خاصة مع معارضي كاسترو من الامريكان والكويين.
١١- انتهاء الحرب الباردة
بعد تفكك الاتحاد السوفيتي في بداية التسعينات كان مطلوبا من مركز الاستخباات تطوير قدراته لتتبع اعداء آخرين وهم الارهابيين.. والمهمة الاولي كانت بانهاء الحرب الباردة بين الطرفين وهو الأمر الذي تطلب مجهودا من وكالة الاستخبارات لاقناع قادة مكتب التحقيقات الفيدرالية بانهاء الحرب الباردة بعد تكرار شكوكهم بعدم انهاء المشادات السرية بينهما وذلك للتفرغ الي تحديد هوية الارهابيين وتعقبهم..
٢١- الفضيحة الكبري
فضيحة مدوية وقعت عندما القي مكتب التحقيقات الفيدرالي القبض علي الامريكي »الدريش اميز« وهو ضابط سابق في وكالة الاستخبارات المركزية في فبراير ٤٩٩١ وقام ببيع كافة المعلومات التي يمتلكها عن رحلة عمله في الوكالة الي الاتحاد السوفيتي ثم الي المخابرات الروسية النشيطة منذ عام ٥٨٩١.. ويقال ان تلك المعلومات تسبيت في مقتل عشرة عملاء امريكان.. وهناك عملاء آخرين متورطين بالعمل لحساب روسيا اثناء الحرب الباردة تم القبض عليهم خاصة في عام ١٠٠٢ عندما القي القبض علي عميل مكتب التحقيقات الفيدرالي روبرت هانسين وهو صديق مقرب لمدير مكتب التحقيقات الفيدرالي لويس فريه وقاضي بمحكمة العدل يدعي انطونين سكاليا وهو مايؤكد تلقيه اكثر المعلومات سرية علي الاطلاق.
٣١- الفشل الكبير
الارهاب وتهديداته الحقيقة.. اقتحم الولايات المتحدة بشكل مفاجيء وصادم في ١١ سبتمبر ١٠٠٢ عندما تم الهحوم علي يرجي التجارة العالمي.. وتلقت الوكالة معلومات قبلها بثلاثة اعوام ان هناك هجوما ارهابيا سيستهدف اشهر المواقع ازدحاما وحيوية.. وبالفعل سجلت الوكالة دخول اثنين من نشطاء تنظيم القاعدة قبل الحادث استعدادا للهجوم ولكن سوء التعاون والتعامل بين الوكالة والمكتب الفيدرالي انعكس بشكل سلبي فاضح علي اتخاذ القرارات المناسبة لمواجهة التهديدات الارهابية وانهالت الاتهامات علي مدير الوكالة جورج تبنيت بسوء التخطيط الذي جعله مسئولا عن الحادث.
٤١- الحرب الشاملة
قادت الولايات المتحدة هجوما كاملا علي افغانستان لمطاردة اعضاء تنظيم القاعدة والقبض علي كل من تعاون مع اسامة بن لادن في ذلك الوقت وبعدها شنت حربا علي العراق تحت شعار استمرار الحرب علي الارهاب وحاولت وكالة الاستخبارات تلقي المعلومات السرية بشتي الطرق خوفا من هجوم آخر واستخدمت كافة وسائل التعذيب لاجبار العملاء للحصول علي اي معلومات وهو اسلوب مستمر منذ ادرة بوش الابن ومازال مستمر حتي عهد الرئيس الحالي باراك اوباما.
٥١- الخروج للنور؟
يواجه ليون بانيتا رئيس وكالة الاستخبارات المركزية في عهد اوباما تحقيقات بشأن امور التعذيب والاجبار التي اشتهرت بها الوكالة خلال عقد كامل وهو ما اساء إلي سمعتها.. والأمر الاصعب الذي يواجهه هو التساؤلات العديدة حول مستقبل عمليات الوكالة فتاريخه يؤكد ان الامور ستشهد تقدما ملحوظا.. وهناك تفكير اخر حول الدفع باعمال الوكالة إلي النور وهو ما يهدد الاشباح الذين يعملون بداخل العالم السري علي مدي سنوات طويلة.
11/08/2010 12:43:38 م
ترجمه : دينا جلال
جريدة الحوادث المصرية
التعليقات (0)