الباحث شريف هزاع يتحدث لـ (الزمان) عن علاقة التصوف بصناعة الخطاب
تاريخ التصوف لا يبرئ سلطة المؤرخ
حوار: فارس سعدالدين
يهتم الكاتب والباحث شريف هزاع في كتابه الأخير الصادر عن دار الفكر العربي بلبنان بالتصوف نصا وخطابا وتفكيكا. حول هذا المحور الحساس تحاوره (الزمان) لتبين إضاءات علي هذا الطريق:
û صدر لك قبل فترة قصيرة كتاب عن النقد هو (نقد / تصوف ) عن مؤسسة الانتشار العربي في بيروت وهو الكتاب النقدي الاول لك رغم انه صدر لك كتابين اخرين في مجالات متعددة ، وفي هذا الكتاب مبحث عن صناعة اللوغوس الصوفي او مشروعا لتفكيك التصوف ، اليست هذه مزاوجة غريبة بين التفكيك والتصوف؟
- انت تعرف ان المعضلة لا تكمن في التصوف بل في التفكيك ، النقاد انفسهم قالوا عن التفكيكية انها ممتنعة عن التعريف ، ولا زالت التفكيكية بكر في الدراسات العربية ومحملة بقيم ايديولوجية مخيفة او بسوء فهم كبير ، ربما لاختلافات لم نجرؤ بعد علي اعلانها ، اهمها اننا لا نطبق التفكيكية علي الجملة العربية لاننا نعتقد باطنيا ان العربية لغة (مقدسة ) وان العملية التفكيكية تهدم او تقويض ليس الا ، وان العربية التي هي لغة (الله ) واننا بالمشروع النقدي التفكيكي نعرض المقدس الي التدنيس !!! التفكيكية تجعل من الكلمة اثر يقع بين الاختلاف والتأجيل وليس له معاني نهائية ، سنخرج من تلك النتيجة التي طبقت علي المقدس ان الله تمركز علي حساب الحقيقة وهذا سوء فهم ايضا ، اذا هي ليست مزاوجة بل محاول وقد بينت هذا الامر ، هذا الفصل - صناعة اللغوس الصوفي - ليس فصلا نهائيا ، بل هو خطاطات لمشروع كبير ربما غيري سيقوم به مثلما ان هناك جهابذة قد سبقوني في رصد اليات التفكيك والتي تنظر الي العقل العربي او الخطاب العربي مثل مشروع اركون وعلي حرب ونصر حامد ابو زيد والجابري فهؤلاء وان تغير اسلوبهم او تغيرت مدارسهم بين هرمنيوطيقا وسيمولوجيا وابستمولوجيا ... الخ يبقي ان محاولتهم هي محاولة شرح او تحليل او تفكيك لاجل البناء ، وهو مشروع كبير ويحتاج الي كثير من الجرئة قبل كل شيء مثلما ان نتائجه ستظهر بعد اعوام طويلة وليس الان ، مع هذا فكل ما قمت به هو انني دونت في هذا الفصل خطتي في الفهم او البحث في التصوف او هو خريطة للتغير رسمتها بلغة التفكيك .
û هل تقصد بذلك انه الان غير موجود وانه مجرد تاريخ وصورة قديمة لاناس من الماضي؟ .
- انا لم اقل ذلك ، بل اردت ان ابين ان هناك انفصال بين التجربة الحقيقية للتصوف وبينها الان ، لذا لم اجد تجربة حقيقية سوي النص والذي هو في رأي كتابة لتجربة نقلت الينا بواسطة اللغة او الشفاهية ودونت الي نص او سياق نعرف الان انه نص صوفي (مكتوب) ، علما ان النصوص الصوفية مليئة ايضا بالخرافة واللاحقيقة ، والتجربة الحقيقية للتصوف هي (التجرد) من كل ذلك ، واي نعت وصفة وتحليل وتعليل وابواب وشروحات هي في حقيقتها ليس من صلب التجربة الصوفية ، بل هي بتعبير فوكو هامش وليس متنا ابدا ، لذا انا انظر الي التصوف علي انه مقشرا من تلك المؤثرات ولايمكن اعتباره مجرد ذكر او زهد ولا خضر وولي وقطب ووارث محمدي ووحدة وجود وحقيقة محمدية واصطلاحات تنتهي بمجمع للحقائق وتنتهي اليها الفهوم اسمه
(الاحدية) ، ان التصوف اكبر من الحد والرسم الذي وضع له في كتب التعاريف والقواميس والمعاجم ، لذا لايوجد الان نصا بمستوي النص الصوفي الاول لكنني لااعتبر انه لاتوجد تجربة صوفية بل اردت ان اقول ان التجربة الان لاتولد نصا للاسف .
û من أي زاوية يمكنك ان تعرف الشطح الصوفي ؟
- اولا انا اعتبر ان الشطح رؤية وليس مجرد لغة واذا رجعت الي التعريف القاموسي أوتعاريف المتصوفة حول الشطح ستتوضح كثير من الخلافات والنقاط والمحاور والفرق ان معضم الدراسين ينتهون الي المعني اللغوي او الاصطلاحي والصوفي للمفردة في حين اعتبر عملهم اللغوي او القاموسي انطلاقة ، فالطوسي في (اللمع) يعتبره عبارة مستغرقة في وصف وجد فاض بقوته، وهاج بشدة غليانه وغلبته ، لكنه عندي معضلة فكرية او ذاتية ممتزجة يصعب نقلها لغويا انها حالة عجز لغوي ينقل بواسطة اللغة وهذا امر في غاية الاهمية والخطورة ، فتصور ان الشطح ليس لغة بل هو رؤية نقلت بواسطة اللغة ، انها حالة تفجر سياقي ومعنائي للغة ، حسب تعريفي له ، اجد انه أداة اتصال بين طرفين او محاولة الانسان لتشكيل قناة اتصال ، لكنها من طرف واحد ومقطوعة تسبب شطحا لغويا ، لم تمكن الصوفي من تأكيد ذاته ولا الغائها ، فولدت لغة ازدواج ذواتي بلا ترجيح ممكن فهو تشويه للذات أكثر من توكيد الذات هنا اريد ان اؤكد انها لغة تحاول ان تدشن رؤية هي اثبات الذات والغائها معا!.
û كيف يمكننا ان نفرز هذا الكم الهائل من الاقوال والمفردات لرجال التصوف التي حكم علي اقوالهم انها شطحات ؟
- التراث الفكري والصوفي حصرا له مميزات وانساق خاصة ، هذا لايعني اننا نبرؤه من السلطة التاريخية او سلطة الناقل أو المؤرخ ، لكننا نقول انه يجب ان نميز بين عناصر تنقلها لنا تلك الجمل والكلمات وان ندرس الاثار المكونة للنص وللحركة وللمتصوف وان نستشرف المستقبل الذي يمكن ان يلد من رحمه الخطاب كما اننا يجب ان ننظر الي الماقبل والان والمابعد، يجب ان نميز بين الشطح والمروق والتجديف والبله والتحدي والاثارة والدعاية ... الخ وللاسف يدون كل ذلك علي انه شطحا ، فالشبلي مثلا قال عن ابو يزيد لو كان أبو يزيد ها هنا لأسلم علي يد بعض صبياننا ، والمشكلة اننا نقوم بدراسة جملة وكلمات قد تكون ما قبلها ، او مابعداها شارحا لكل لبس فيها ، لكن للاسف وصلنا شطرا منها سميت شطحا ، لو ان رجلا وليا كبير نقل عنه انه قال في مجلسه (لا تقربوا الصلاة ) لاصبح شطاحا نطاحا لكن المسكين كان يشرح للمريدين اية قرأنية وبين لهم ان الشطح كمن يقول نصف الحقيقة وليس كلها ، لكن مع هذا كيف ندرس من يقول مثل تلك الاقوال ؟ علينا ان ندرسها من حيث اثرها التاريخي فنقوم بارجاعها الي مصدرها او ناقلها ثم ننطلق منها واليها ومن خلالها ونستقريء ملابساتها قبل كل شيء.
û اليست هذه محاولة هرمينوطيقية؟
- سمها كذلك ، لكنها لن تخرج من عباءة قراءة اقصاء (اساءة الفهم) التي لن تتخلي عنها الهرمينوطيقية ابدا ، لذا فحين نؤول ذلك فاننا نحاول ابعاد اساءة الفهم ذاك او نعيد مجري الفهم الي رافده الحقيقي هذه المحاولة قد تبدوا هريمينوطيقية او دريدوية لكنها ستبقي محاولة من اجل توضيح الحقيقة بالمنهج الفكري والفلسفي والادوات النقدية الممنهجة.
û لم اجد ذلك في الكتاب ، رغم ان كتابك يحمل الكثير من الافكار الجديدة هذا اذا لم اقل عنه انه جديد في الطرح فعلا ، لكنك كنت حذر جدا من المساس بحافات الخطر ، اليس كذلك ؟
- نعم لان كتابي لا يعالج مسألة الشطح من الغلاف الي الغلاف بل تناول المسألة - التصوف - من اقصي درجات البعد والقرب ايضا تناوله كخطاب وتأويل ونص .. الخ ، فموضوع الكتاب ليس الشطح بل النص الصوفي بشكل عام وليس عملية تخصيص لذلك النص الذي يكون الشطح احيانا ، فالشطح يلد عند بعضهم ليس الا ، وهو مستهجن حتي من قبل الصوفية انفسهم الذي يعتبرونه (يحمل رائحة الرعونة ) ، اما حافات الخطر التي قلت ، فهذا امر اعترف به لانني افرق بين الحذر والخوف ، نعم لقد كنت حذرا ولم اكن خائفا ابدا ، لذا جاء كتاب نقد / تصوف علي انه ممارسة صوفية للنقد وفيه الطرح الجديد للنقد ، اما حافات الخطر التي ذكرت فهي كثيرة في مجتمعنا منها الدين السياسة الجنس المرأة .... الخ.
û حين التقيتك للاعداد لهذا اللقاء قبل ايام قلت انك تخطط الي كتابة بحث كبير عن اللغة الصوفية ، وحين سألتك ان اللغة الصوفية تحتاج الي قاموس غير كهنوتي او قاموسا فيه لغة العلمنة هي السائدة وليست لغة الدين قلت ان هذا الامر ليس بسيطا مطلقا ، لم يا تري ؟
- القاموس الصوفي او المعجم ، يشكل دليلا لفهم النصوص القديمة ولغة النصوص ككل ، كاقاموس يفهمنا مصطلح الغزالي واخر للنفري والجهد الذي قامت به الدكتورة الفاضله سعاد الحكيم عن مصطلح ابن عربي ، لكن ان نقوم بكتابة او تجميع الكم الهائل من المصطلحات والمفردات وصناعة معجم يضمها بلغة عالمية وعلمنة المفردة وتقشيرها من الثقل الزمني ... الخ لن يكون دليلا لفهم النصوص القديمة بقدر ماسيكون فهما للنصوص التي تكتب من الان وليس لها تناص مع القديم بل تشكل قطيعة مع النص السابق وهذا ما قصدته باللابساطة ،الامر الاخر هناك مشاريع اكثر من واحدة فيما يخص الكتابة لكن ما تحدث لك عنه سابقا هو : كتابي الذي اتوخي ان اكمله ، كنت قد دونت فيه جملة من رؤوس النقاط التي اسير عليها وذلك عام 1999 وقد غيرت اشياء كثيرة حين كنت اكتب ، ويهتم هذا الكتاب باللغة الصوفية عند احد المتصوفة حصرا ، واللغة الصوفية تعتمد علي المتلقي وهو احد العناصر القليلة في مجتمعنا الذي يعتبر التصوف اما كهنوتا او خرفة باسم الدين ، او هو احد اشكال افيون الشعوب كما قال ماركس، لكنه لم يعتبر ذلك الارث احد اشكال التواصل بين مختلفين هو (النسبي والمطلق) لا زلنا نسيء قراءة التصوف ولازلنا نؤول الامر بادوات قديمة جدا اذا اعتبرنا ان الامر برمته تأويلا وليس اسأت قرأة كما يقول شليرماخر!
û ارجع بك الي الشطح واريد ان استوضحكم حول الكلمة المنطوقة التي تخلق صورة بواسطة السمع لكنها تتلاشي ولن يكون لها اثر ، التفكيكية تقول ان هذه الصورة او الكلمة اذا وضعت مكتوبة تدرس علي انها اثر ، هل الشطح علي هذا الاساس كلاما - سمعيا - ام كتابيا؟
- هنا اريد ان ارجع الي التجربة والنص ، هناك انفصال بين الاثنين ، وحين اقوم بقراءة التصوف لا اقوم بقرأته علي انه صوت متلاش بل علي انه اثر مكتوب اولا ، واذا درست الشطح علي انه كتابة لا اثر صوتي قيل في الماضي او انني اسمعها من خلال النص المكتوب وكأنها قيلت في التو امامي ، يعتبر هذا الامر تمركزا اخر للصوت علي حساب الكتابة او هو ميتافيزيقية تم استبدالها بحيلة جديدة وليس ميتافيزيقيا تم تقويضها ، دريدا هنا يلعب بنا لذا كان لابد من الاستمرار لمعرفة المزيد من اصول اللعبة ،وحتي اخرج من لغة دريدا المعقدة فاننا الان نجد الفارق الكبير بين النص والتجربة التي اذا شرحت في الزوايا والتكايا والمقاهي ستقترب من حدود الخرافة وسنشبعها ميتافزيقية حتي الاحتضار ، اما الشطح فهو امر اخر ، يمكن ان يدرس علي انه حضور وغياب واثر وتأجيل واختلاف ، انه غني جدا بالقيم اللغوية والفكرية والميتالغوية ، وعليه فحين ندرس الشطح فاننا ندرسه علي انه رسالة ورؤية نقلت الينا من خلال اللغة واذا اردنا ان ندرسها كتابة فانه سيشكل اثرا ، لكن اذا كنا في قلب الرؤية تلك ، فعن اي كتابة سنتحدث ؟ اننا وقتها سنكون خارج حدود الرسم والاشارة والعلامة والتواصل الكتابي والنص والخطاب سيبدوا دريدا وهابرماس وريكور وغادامير... الخ ممثلون كوميديون ! ، وقتها حين نغادر تلك التنظيرات واللغات والمعاني ، سننتمي الي تلك الرؤية فقط ، لكن اذا خرج الشطح من زمام الزمن وتناقلته الالسن وكتبته الكتب فسيكون اثرا ، ولاننا لايمكن ان ندرسه الا كذلك ولانستطيع الولوج الي رؤياه تلك فاننا نتاوله كمكتوب واثر .
û اذا وافقت علي ان الشطح علامة ، والعلامة اثر ، والاثر لا يمكن ان يفهم دون ان ندرك الاختلاف والتأجيل فما هو الاختلاف والتأجيل في الشطح؟
ربما انك الان اصبت لب المسألة ، وهي كيف ندرس الشطح تفكيكيا وبشكل اكاديمي ومنهجي وليس ارتجالي واعتباطي ، يجب ان نتفق ان التفكيكية تبدأ اذا امتنعت الهرمينوطيقية عن الادلاء بصوتها في صندوق الاقتراع لتترك العمل الي التفكيكية ، هنا علي ان اشجر لك القول في الشطح ، هل هواثر؟ الجواب لاننا ندرسه ككتابة فهو اثر لشيء يقف وراءه انه اثار اقدام علي جزيرة مأهولة بالسكان فهل نعتقد ان الاثر لسمكة؟ انه اثر شخص حتي لو كان من المريخ فهو اثر ، قضية الاختلاف والتأجيل ليست كما يظن الاخر انها سهلة فكلهم يعتقد انه اذا وجد مجرد اختلاف فسيكون هناك تأجيل لان اي قرار نهائي سيكون هرمينوطيقية ، شطح طحش شحط حطش مروق اعوجاج لامألوف شطط مخالفة الدين ... الخ اذا اعتبرنا بشيء يكاد يجمع كل ذلك هو الاشتقاق الصغير والكبير والاكبر فسنحل نصف المعادلة عن الاختلاف والتأجيل ، هذا عن كلمة شطح اما اذا نقلنا الي التجربة الميدانية قول (ضربت بخيمتي ازاء العرش) فاننا يجب ان نشمر عن ادواتنا التفكيكية والتأويلية والسيموطيقية ... الخ اننا لسنا امام كلمة او مفردة بل مفهوم كبير نوظف كل ذلك من اجل الوصول الي اختلاف وتأجيل ، في عملي التفكيكي يجب ان ابحث عن الطبقات الفلسفية والفكرية للنص اين يتمركز واين مركزه او تمركزاته كيف ادرسه ليس علي انه كلمات متقاطعة بل مفاهيم وافكار.
û هل تعتبر المدرسة التفكيكية شطحا نقديا ، هل هي احد انواع الشطح ، لماذا ؟
- لست في محل تقيم الارث الكبير للمدرسة تلك كما انني سابدو صغيرا جدا اذا وقفت بجور دريدا ، اما الشق المهم للسؤال ، وهو شطح التفكيكية ، فانا اعتبرها كذلك ، انها شطحا من بين المدارس النقدية المعاصرة وهي حتي الان متنعة الاحاطة وربما التفكيك لذا اعتبرها الاخر انها ممثلة للتمركز الغربي ايضا ! وهو رأي يستحق الاهتمام ، اما كونها شطحا ، فهي كذلك لانها خرجت عن كل مألوف وانها لاتنتمي الي اي من المذاهب الفكرية التي سبقتها وانها لاتنضوي تحت فكرة ، انها رؤية لانستطيع تكذيبها او تصديقها ، ربما لو مارسناها سنعرف وقتها اننا خارج اللغة والكتابة والسياق والزمان والمكان كما يحدث في الشطح !.
û قضية الجنوسة والمرأة والتصوف افردت لها مبحثا خاصا ، كيف وجدت طريقا للولوج الي هذا المكان الوعر؟
- انت تعرف ان قضية المرأة ليس جديدا ابدا لكن اخذه بالصيغة التي قلت (وعرة) هو الامر الجديد ، لم يكن في فكري انني الج الي مكان وعر ابدا ، علي العكس انه مكان اخاذ فعلا ، هورائع وجميل ويستحق الوقوف بان تعرف ما اشكله التصوف حول المرأة ومن هنا لم انطلق بل قمت باخذ كاميرتي وصورت ليس الا!، اردت ان ادخل كوخ فاطمة الاشبيلية ورابعة العدوية وام الخير ... الخ والغريب في الامر انني فعلا التقيت بنساء ابدوا اماهم قزما علي ابجدية التصوف ، انهن وليات حقا وقد وضحوا لي اخص خصوصيات التجربة الصوفية ، انهن صاحبات اسرار في الطريق الي الله ، فحين كتبت عن النساء التاريخيات ، انما اردت ان اكتب عن مقابلتي للنسوة الكثيرات الذين عرفتهم منذ عام 1996
û في الفصل الذي تحدثت فيه عن الجنوسة والتصوف ، صدرت المبحث بمقولة خطيرة جدا لابن عربي وهي مثار جدال واشكال "من الناس من اجاز امامة المرأة علي الاطلاق بالرجال والنساء وبه اقول" فهل تكمن في هذه المقولة رؤيا للجنوسة؟
- بالضبط هذه المقولة ستوجز المبحث كله ان العنصر التكويني والعقلي والنفسي والديني ... بيننا وبين المرأة امر نؤمن به ونقول به ، لكن هل يعني ذلك تميزا طبقيا وفكريا عنصريا ، علينا ان نتحرر من جاهزية القرارات وان نبحث بشكل جينالوجي واركولوجي كما فعل ميشيل فوكو مع فارق فيما سنتناوله الان ، فاذا كان هذا التصدير يعرفنا بكثير من الحقائق فما بالك بوصية الشيخ عثمان سراج الدين وكيف اعطي الميراث الروحي لامينة خانم واعتبرها مرشدة كاملة في الطريقة النقشبندية ثم بين انها تستطيع ترقية المريدين الي الدرجات الروحية المعروفة عندهم.. الخ وايضا وان لم افرد له مبحثا في كتابي ، فابن عربي نوه ونبه الي الحديث النبوي الشريف الذي يقول " إِنَّمَا حُبِّبَ إِلَيَّ مِنْ دُنْيَاكُمُ النِّسَاءُ وَالطِّيبُ وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِيَ فِي الصَّلاَةِ " الحديث قال النساء بصيغة الجمع ولم يقل الرسول صلي الله عليه وسلة " المرأة " تري هذه الاشارة الا يمكن ان تنبئنا بشيء هام ؟؟؟
Azzaman International Newspaper - issue 3617 Date 12/6/2010
جريدة (الزمان) الدولية - العدد 3617 - التاريخ 12/6/2010
AZP09
http://www.azzaman.com/index.asp?fname=2010 6 6-11679.htm&storytitle=
التعليقات (0)