مواضيع اليوم

تاج النصر لحماس

نور حمود

2009-01-27 10:46:06

0

 
27/01/2009

مر نحو اسبوع منذ وقف النار في اعقاب انهاء حملة رصاص مصهور في غزة ونحن نوجد الان في بداية حرب من نوع جديد : الحرب على الصورة وعلى الانجازات السياسية. ومع أن حماس ضربت بشدة ولكن مكانتها الدون هذه هي مدخل لحرب جديدة، تلك الموجهة للرأي العام (الفلسطيني، العربي، العالمي وكذا الاسرائيلي). وحسب نتائج مركز المعلومات للاستخبارات والارهاب في معهد تراث الاستخبارات، فان المعركة التي تديرها الان حماس - بمساعدة وثيقة من الجزيرة، ومحور الشر ومحافل دولية مختلفة ـ تستند الى خمسة عناصر:
الاول، اعتذاري في جوهره، يقرر بان ليست حماس هي التي شنت الحرب، وليست هي المذنبة فيها. مذنبة اسرائيل التي نسجت مؤامرة لتصفية المشكلة الفلسطينية، من خلال سحق حماس، التي تشكل المقاومة للاحتلال الاسرائيلي وتقف على رأس الكفاح ضد الكيان الصهيوني.
العنصر الثاني، كاذب ومفتر في جوهره، يعرض الصورة التي بموجبها مس الجيش الاسرائيلي بالمدنيين ولا سيما بالاطفال عن عمد. حماس تحاول عرض صورة وكأن الجيش الاسرائيلي ارتكب جرائم حرب متواصلة، استخدم وسائل قتال محظورة، دمر عن قصد المباني والمؤسسات العامة، وكاد لا يقاتل ضد مقاتلي الحركة. في اطار هذه الفريات تعد حماس ساحة قتال جديدة حيال الجيش الاسرائيلي: دعاوى قضائية في الدول الغربية. في المعركة على هذا العنصر تحظى حماس ليس فقط بمساعدة من جانب تلفزيون الجزيرة بل وايضا بمساعدة اسرائيليين مختلفين.
العنصر الثالث، الاقتصادي والسلطوي في جوهره، يشدد على التزام حماس باعادة بناء القطاع واعطاء مساعدة مالية محددة لكل عائلة عن بيتها الذي دمر او تضرر، وعلى كل قتيل وجريح. وفضلا عن ذلك، فقد بدأت حماس في كفاحها لتحقيق مصلحتها المركزية: فتح كل المعابر الى قطاع غزة برقابتها وان تكون رب البيت المسؤول عن كل الاموال، والمساعدات والاحتياجات التي ستوجه الى القطاع. هي وليس ابو مازن.
العنصر الرابع هو ايضا كاذب في مضمونه، يأتي بعروض عابثة عن قصص بطولة لرجال حماس وقدراتهم العسكرية الذين صمدوا امام آلة الحرب الاسرائيلية.
العنصر الخامس، استفزازي في جوهره ويسجل اتجاها للمستقبل، يعرض بداية اعادة بناء الانفاق ويعلن عمليا بان احدا لن يمنعنا من العودة لتهريب السلاح والتسلح لاننا حركة مقاومة لباب نشاطها هو العنف تجاه اسرائيل.
صحيح ان اسرائيل تستعد لصد مزاعم حماس وخطواتها، ولكن يبدو أن قيادتنا السياسية تستعد اولا وقبل كل شيء للانتخابات، وهذا مفهوم بما فيه الكفاية. المشكلة هي أن السياق السياسي الداخلي عندنا يمنح حاليا تفوقا لحماس ومؤيديها.
في حالة واحدة، برأيي، يثور الانطباع بأن حكومة اسرائيل ترغب حقا في منح حماس النصر السياسي. فجأة على خلفية آراء محللين بان فقط تحرير جلعاد شاليط كفيلاً بأن يرجح الكفة في الانتخابات لصالح كاديما، بشرنا بان رئيس الوزراء والوزراء غيروا رأيهم في هذه المسألة. واذا كانوا حتى الحرب عارضوا طلب حماس تحرير كل القتلة مقابل شاليط، فان الحرب لطفت موقفهم. الان هم مستعدون لأن يبدوا سخاء المنتصرين، والتنازل لمطالب حماس قبل الحرب. المهم ان ينشأ الانطباع بأن شاليط يوشك على العودة الى الديار قبل الانتخابات.
هل حكومة اسرائيل الحالية مستعدة حقا لان تمنح حماس انجازها الاكبر وتري العالم بانها المنتصر الحقيقي واننا نحن الخاسرون؟ من الصعب التصديق، الا اذا كانت الصهيونية السياسية عشية الانتخابات تشوش عقلها السليم.
عاموس غلبوع
معاريف 26/1/2009




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !