بعدك.. بت تائهة عني..
ماعدت أذكر ملامحي..
أو أذكر الطريق إلي..
صرت أتسول في الطرقات..
في مدن أخرى مزدحمة بكثيرون مثلي..
أجتهد في البحث عن ظل لي..
اتأمل في وجوههم..
أخشى نظراتهم..إشاراتهم..
و حتى كلماتهم ..
باتت تتهمني بالجنون..
إعتقلني الشرطي..
وزجني في السجن ..بتهمة لا تخصني..
سألني عن هويتي..جنسيتي..
إحترت بما أرد !؟
كان هو هويتي
ولا إسم لي بعده ..
يسجل.. لا إسم لها
مجهولة الهوية و الجنسية
تحول أوراقها إلى قاضي المدينة..
يسألني القاضي عن تهمتي
أحاول تجميع أشتاتي ..
يا سيادة القاضي..
تهمتي أني فقدت هويتي و ذاكرتي..
و مضيت أبحث في الشوارع عني..
أ أجرمت حين سألتهم أن يصفوا لي ملامحي..
يقول.. ماذا تذكرين؟؟
لا أذكر سوا الحرائق التي شبت في قلبي خلسةً..
و العواصف التي بعثرت جميع أوراقي وبيتي ..
أو مهلاً..
أذكر أنه كان هناك شبحٌ حطم قلادتي..
أرجوحتي وطفولتي..
يعود و يسألني عن أوصافه او أدلة تدينه..
و خلسة أيضاً تتسرب إليّ ذاكرة تشبهني..
ذاكرةٌ معاقة مثلي..
بت أتمنى لو أنها تختفي و لا تعود ..
فأنا ما عدت أحتاجني..أو أحتاج الدليل إليّ....
أحتاج فقط أن تعود السنين بي..
احتاج طفولتي..
أعيدوا لي قلادتي ..صادروا هويتي إن شئتم ..
.وأعيدوا لي قلبي..
فبعده لا شئ يهمني سواه..
"حكايات تعاش لا تروى"
التعليقات (0)