الليلُ يسكنُ والأوجاعُ تتقـــدُ
والقلبُ ينزفُ وجداً غالهُ الكمـدُ
والفائتـاتُ من الأعوام ِ مضنيـةٌ
والآتياتُ من الأيام ترتعـــدُ
والدهر لم يبرحِ التنكيل ما تعبت
إحدى أياديه مني تستبــدُ َيـــدُ
هب لي بمرآك من طيف يعللنـي
إذ أن عينيّ قد أقذاهمــا الرمـــدُ
بعيدَ فقدكَ يا ذخري، ومعتقـــدي
كمثلك الأرض في ذا القرن ما تـلدُ
يا غيمة العشق كم أرويت قاحلهــا
إنا عَطاشى متى من حوضها نــــردُ
يا مُوقف المـدّ يامحيي عروبتــنا
كأنك الباب و الأضلاع والعـمـدُ
ياقالع الخوف من قلب جثا زمــناً
يا أنت يامن به الآمــال تنعقــدُ
كم كتّمو كم أرادوا حجب سامعـه
لكن صوتـــــك بــاق ٍ كله جلــدُ
إذ ْ كنت للناس بدراً يستضــاء بـــه
واليوم تحت حليك الليل هم رقـــدوا
وما استفاقوا وما اهتزت ضمائرهم
وما أماطوا لثام الغـدر،ما رشــدوا
تفرقوا زبراُ إذ كنت خيمتهــَـم
والمبلسون على أكتـافهم صعــدوا
فرحت أندب طيفاً علــه يفني
ورب حل ٍ الى بلـواي ما أجـــــــدُ
أين الرؤوف الذي كنا نــلوذ بـــه
أين الذي كان في كوفـانها أســــدُ
أكرم بمن هز عرش البغي في بلــد
قد كان يخشى ضميرَ الوالـــدِ الولـــدُ
وما جفلت ولا جانبت متخــذاً
درعَ التقيةِ كـي ما يبعـــد الأمـــدُ
نازعتهـــم بقلوب النـــاس منزلــة ً
جُلَّ العراق كنبض فيـــك لو شهـــدوا
لكنهم حشدوا جيشـــاً وحاشيـــــة ً
هم من ذويك ألا تعســاُ لما حشــدوا
ماهمك الجيش مقدامــاً برزت لــــهُ
وصوت جمعتك الغــراء يتّـقــــدُ
هم ينبزونا بأنْ فينـــا أراذلهــم
والبحر مذ كان فيه الدر والــزبــدُ
كنتم كأبناء يعقوب وكلت لــهــم
أوفى الصواع وما تــابوا وما حمــدوا
ترمي إليهم حبال الوصل أودجـــةٌ
لكــنّ حقــد مُداهـُــم ما انتهـــى يئــــدُ
لهم أتيت بهــا الآيــات مبصــرة
فاستيقنوهـــا ولكنْ هم بها جحــدوا
فكان ماكان مما أنت عارفــه
مــا من جديد برغــم السيـل هم رُكـُـدُ
وجاء من جاء والصلبان تسنـده
وآخــرون لشر الخلق قد ســـجدوا
هم يستبيحون مــا قد كنت زارعــهُ
فالقتل والسجن والتهــجير معتمـــدُ
أشكوا إليك عراقاً صــار مجـــزرة
وصار سعيــَــك في توحيده بـــددُ
اشكو لك الهم والأوجــاع يا رئتـــي
فأنت ما زلت فينا ضـد ما اعتقــــدوا
فجاءني الصـوت يغشاني كأدعيـة ٍ
للمخبتيـــن ألا تبــا لمــن فسـدوا
يبقى العراق أبياً رغم ما صــنعــت
فيه الطغاة ومن عـــاثوا ومن جهـــدوا
للنيل من شعبنا الموعود في رجــلٍ
سيبسط العــــدل والتوحيد فاجتـهدوا
لا تيأسوا لا تناموا عن مطالبكـم
لابد ألاّ كــــمثل اليوم يــأتي غــــدُ
إسماعيل عبيد الصياح
التعليقات (0)