تأمل فى زهرة
إذا كنت تريد أن تُقدِّر زهرةً فعليك أن تجلس بجانبها وأن تتأمّل.
عليك أن تسمح للزهرة بأن تقول ما عندها.
عليك أن تختبر رقصة الزهرة وفرحها في الشمس، في الرياح، تحت المطر...
عليك أن ترى جميع حالات الزهرة في الصباح، وبعد الظهر، تحت الشمس الحارّة...
في المساء، وعندما يكون القمر مكتملاً....
يجب أن تكون مُلمّاً بهذه الحالات، وأن تخلق صداقة بينكما.
وعليك أن تقول: "مرحباً" للزهرة، وأن تخوض حواراً معها.... حواراً وجودياً.
عندها فقط تستطيع الزهرة أن تبوح لك بأسرارها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الانسجام مع الحياة
إن التناغم في الطبيعة، ودون أي قصد...
يعلّمنا درس الانسجام مع الحياة.
انظر إلى طير في السماء
وسوف تغرق بحالة تأمّلية من دون أي جهد.
أو استمع إلى غنائه الشجيّ
وسوف يتحرّك قلبك معه من دون أي تحريض.
وعندما لا تقوم بأي عمل من جانبك،
يُصبح التأمّل عميقاً ويُغيّرك فجأة.
وعندما تتحرّك من دون أي دافع،
تكون هذه الحركة باتجاه الله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تأمَّل في نجمة
تناغم أكثر فأكثر مع النجوم...
عندما تظهر نجومٌ في المساء وتكون السماء صافية،
استلقِ على الأرض فحسب وانظر إلى النجوم.
إذا شعرتَ بأنك متعلّق بنجمة معيّنة فركّز عليها.
وبينما أنت تركّز، تخيّل أنك بحيرة صغيرة،
وأن هناك نجمة تنعكس بعمق في داخلك...
سوف ينشأ عن ذلك فرح عظيم.
حالما تتناغم معها تستطيع ببساطة إغلاق عينيك ورؤية تلك النجمة...نجمتك.
هناك أسطورة جميلة في الشرق، وهي أن كل شخص له نجمة معيّنة.
تستطيع دائماً إيجاد نجمة تتناغم معها ببساطة، تكون معك على نفس طول الموجة.
تلك هي نجمتك: فتأمّل عليها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تأمَّل في القمر
يُمثّل الليل تغيّراً في كامل الجو. مما يجعل التأمل في الليل أسهل منه في النهار.
فالتأمل هو أقرب إلى النوم أكثر من أي نشاط آخر، لكن مع اختلاف واحد:
في النوم تغيب عن الوعي لكنك في التأمل تبقى واعياً، ومع ذلك تحصل
على الاسترخاء ذاته.
يساعدك الليل على الراحة والاسترخاء.
وهو وقت ظهور الأشياء الغامضة وأعمق الأسرار.
على المتأمّلين أن يستخدموا فترة الليل أكثر فأكثر للتأمل.
والليالي التي يكون فيها القمر بدراً هي الأفضل للتأمل.
فالعديد من الحكماء قد حققوا استنارتهم في هذه الليالي....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تامل الضحك
يتّصل الضحك بأعمق الطاقات ويرفعها إلى الأعلى
هذه الطاقة تلازم الضحك كالظّل تماماً
هل تأمّلت في هذا؟
في اللحظة التي يكون فيها ضحكك حقيقيّاً،
تكون في "حال تأمليّة" عميقة
ويتوقف الفكر
لا مكان للفكر والضحك في آن واحد،
وإلاّ سيكون الضحك عاجزاً مشوّهاً.
عندما يكون الضحك حقيقياً.. يختفي الفكر فجأة
تذوب في الوجود ويذوب الوجود فيك.
كل صباح عند الاستيقاظ وقبل أن تفتح عينيك، شدّ جسدك كالقطط. شد كل الأربطة والعضلات... وكل نسيج عضلي (تمطط!).
بعد ثلاث أو أربع دقائق (وبينما أنت مغمض العينين) ابدأ بالضحك...
لمدة خمس دقائق: ضحك فقط.
ومع مرور الدقائق سيتحوّل ضحكك إلى ضحك حقيقي...
استرخ مع جسدك من خلال الضحك.
قد تحتاج إلى بعض الوقت (أيام) إلى أن يحدث هذا فعلاً.
الضحك هو علاج وتأمل عميق يصل إلى كل عضو وكل خليّة فيك....
الكبد سيحرر الغضب...
الكلى ستحرر الخوف...
المعدة ستحرر القلق...
الرئة ستحرر الحزن...
القلب سيحرر المشاعر والضحك...
التأمل يجعل الرّوح تضحك.
فاضحك، يضحك لك الكون
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما اهميه التاملات النشطه
أصبح الإنسان الحديث ظاهرةً جديدة بحدّ ذاته، فلم يعد بالإمكان استخدام أية طريقة تقليدية مثلما كانت، لأن الإنسان الحالي لم يكن موجوداً حين ظهورها، ولذلك أصبحت جميع الطرق التقليدية بعيدة كل البعد عنا.
فمثلاً، لقد تغيّر الجسم تغيراً كبيراً... وتخدّر كثيراً بحيث لم تعد تنفع أية طريقة تقليدية.
وأصبح الجو بكامله صناعياً: الهواء، الماء، المجتمع وظروف الحياة، ولم يعد أي شيء طبيعياً.
منذ لحظة الولادة يبدأ الطفل بالاحتكاك بالمواد الصناعية والأفكار الصناعية أيضاً.
ولذلك أقول أن الطرق التقليدية عديمة الفائدة الآن، وعلينا تغييرها وفقاً للحالة الراهنة.
شيءٌ آخر: لقد تغيّرت نوعية العقل والفكر بشكل جذري.
ففي أيام "باتانجالي" الذي كان أشهر متكلّم عن اليوغا، لم يكن مركز شخصية الإنسان متمثّلاً بالعقل، بل كان القلب. وقبل ذلك العهد لم يكن القلبَ أبداً، بل كان أخفض من ذلك، قريباً من السرّة.
والآن لقد ابتعد مركز الحياة كثيراً عن السرة، وأصبح العقل هو المركز.
إنك لا تحتاج إلى أية طريقة! لا تحتاج إلى أية تقنية! بل فقط تحتاج إلى الفَهم والاستيعاب.
لكن إذا كان هذا الفهم لفظياً كلاميّاً فقط، فكريّاً فقط، فلن يتغير أو يتحوّل أي شيء فيك.
وسيتحول الأمر مجدداً إلى عملية تجميع للمعلومات والمعرفة الجزئية، وسيصبح الفهم "ألف همّ".
إنني أستخدم طرقاً عشوائية أكثر من النظامية، لأن الطريقة الفوضوية مفيدة جداً من أجل دفع مركز حياتك نزولاً من العقل!
ولا يمكن دفع المركز أبداً وإبعاده عن العقل باستخدام طريقة نظامية، لأن النظاميّة بحد ذاتها هي من عمل العقل. فمن خلال الطريقة النظامية سيقوى الفكر، وسيسحب عقلك مزيداً من الطاقة.
أما من خلال الطرق العشوائية يتم إلغاء الدماغ تماماً، فلا يبقى له شيء ليعمله خلالها.
الطريقة ستكون عشوائية جداً ومضطربة لكي تجعل المركز يندفع تلقائياً من العقل إلى القلب.
إذا قمتَ بالتأمّل الديناميكي بقوّة ودون تنسيق، بصورة فوضوية مجنونة، فسيتحرّك مركز حياتك إلى القلب، وستحدث عندها عملية التخلّص من جميع الانفعالات...
وأنت تحتاج إلى التخلّص من الانفعالات لأن قلبك مقموعٌ جداً بسبب عقلك!!
لقد استغل عقلك قسماً كبيراً من كيانك فأصبح مُسيطِراً عليك بالكامل...
ولم يعد هناك مجال للقلب، فتمّ كَبت وظيفته.
إنك لم تضحك ولا مرّة من أعماق قلبك! لم تعش أبداً انطلاقاً من القلب! ولم تقم بأي شيء إرضاءً له!
فالعقل يتدخّل دائماً لكي يُنظّم، ليجعل الأشياء قابلة للحساب، وبهذا يُقمَع القلب.
ولذلك في البداية: تحتاج إلى طريقة فوضوية لدَفع مركز وعيك من العقل باتجاه القلب.
وبعد ذلك، تحتاج إلى التخلّص من انفعالاتك لتحرير القلب من أعبائه ولرمي الأشياء التي تكبته، ولجعل قلبك مفتوحاً للحياة...
وإذا أصبح القلب خفيفاً ودون أعباء، سيتم دفع مركز الوعي إلى مكان أعمق من ذلك، وسيقترب من السرة.
السرة هي مركز الحيوية... هي صلة الأرحام، المركز الأساسي الذي يصدر منه الجسد والعقل وكل شيء...
تامل اوشو الديناميكى
هذا واحد من أنواع التأملات الكثيرة التي وضعها الحكيم أوشو من أجل تنقية جسم الإنسان وفكره وجعله أكثر صحة ووعياً وسعادة.
يستغرق التأمل الديناميكي حوالي الساعة وله خمس مراحل. ويمكنك القيام به بمفردك، لكنه أكثر قوة وفاعلية عندما تكون ضمن مجموعة.
وهو تجربة فردية تماماً، لذلك عليك أن تنسى وجود الآخرين من حولك، وأن تُبقي عينيك مغلقتين خلاله، ويمكن استخدام قماشة لعَصْب العينين.
كما يُفضّل أن تكون المعدة خاوية، وأن ترتدي ثياباً واسعة ومريحة.
"في هذا التأمل عليك أن تكون متيقّظاً واعياً في كل لحظة، مهما كنتَ تفعل.
ابقَ شاهداً ولا تضيع عن ذاتك.... بينما تتنفّس قد تنسى... قد تتوحّد كثيراً مع النفَس المتحرّك وتنسى الشاهد على الأحداث، لكنك بهذا تضيّع المطلوب
تنفّس بأكبر سرعة وعمق ممكنين، واجلب كامل طاقتك إلى النفَس، لكن ابقَ شاهداً دوماً.... راقب ماذا يحصل وكأنك مجرّد مشاهِد للتلفاز الداخلي، كما لو أن كل ما يحدث يحدث لشخص آخر، كما لو أن كل الأمور تحدث في الجسد لكن الوعي متمركز في ذاته ويراقب ما حوله.
هذه المشاهدة الداخلية يجب أن تحافظ عليها في المراحل الثلاث الأولى... وعندما يتوقف كل شيء، في المرحلة الرابعة، عندما تصبح عديم الفاعلية ومتجمّداً تماماً، عندها سيصل هذا الوعي المتيقّظ إلى قمته."
المرحلة الأولى: 10 دقائق
تنفّس فوضوياً عبر الأنف، مركّزاً على الزفير دائماً، والجسد سيقوم بالشهيق تلقائياً. يجب أن يدخل النفَس إلى أعماق الرئتين.
إجعل نفسك سريعاً قدر المستطاع مع التأكد من بقائه عميقاً.
قم بهذا بأسرع ما تستطيع، وبعدها زد السرعة حتى تصبح أنت النفّس!
واستخدم تحرّكات جسمك الطبيعية لكي تساعدك على بناء طاقتك وزيادتها تدريجياً، وحافظ على هذه الطاقة في هذه المرحله
المرحلة الثانية: 10 دقائق
انفجر!!! عبِّر عن كل شيء تحتاج لرَميه خارجك.
تحرّك بمنتهى الجنون… اصرخ، ابكي، اقفز، ارقص، هزّ جسمك، غنّي، اضحك، ارمي بجسمك هنا وهناك…
لا تحبس أي شيء داخلك، وأبقي جسمك يتحرك بكامله.
قد يساعدك بعض التمثيل في البداية، لكن بعدها لا تسمح لفكرك بأن يتدخل بما يجري… قم بحركاتك من أعماق ذاتك واجعل قلبك يغرق تماماً فيها
المرحلة الثالثة: 10 دقائق
اقفز للأعلى رافعاً ذراعيك، وأنت تصرخ مانترا: "هووو! هووو! هووو!" بأقصى عمق تستطيع إعطاءه للصوت.
وكلما هبطتَ على الأرض، على أسفل قدميك، دع الصوت يطرق مقام الجنس في أعماقه. اقفز بكل ما لديك من طاقة، حتى تستنفذها بكاملها.
المرحلة الرابعة: 15 دقيقة
توقف!!!!!! تجمّد تماماً في أي مكان كنت، وفي أي وضعية تجد نفسك. لا ترتّب وضع جسمك أبداً.
فأي حركة صغيرة أو سعلة ستبدّد تدفّق الطاقة وتضيع كل جهودك.
كن شاهداً على كل ما يحصل لك هنا.
المرحلة الخامسة: 15 دقيقة
ابتهج وارقص وعبّر عن امتنانك للكون والحياة… واحمل فرحك معك خلال النهار بكامله.
- إذا كان مكان تأملك يمنعك من إصدار الضجيج، تستطيع القيام بهذا البديل الهادئ:
بدلاً من رمي الأصوات للخارج، دع الصراخ في المرحلة الثانية يخرج من خلال تحرّكات الجسم. وفي المرحلة الثالثة، يمكن ترديد الصوت "هووو" داخلياً بصمت.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تامل اوشو الكوندالينى
الكونداليني هي اسم لتيار الطاقة الذي يسري في الجسم بمحاذاة العمود الفقري، ويرمزون له أحياناً بشكل الأفعى.
يستغرق تأمل الكونداليني حوالي الساعة وله أربع مراحل: ثلاث منها مع موسيقى، والرابعة بدونها.
هذا التأمل بمثابة حمّام منعش من الطاقة، يهزّك بلطف ويحررك من تعب النهار، فيتركك مسترخياً متجدداً باستمرار.
المرحلة الأولى: 15 دقيقة
اجعل جسمك ليناً تماماً، وابدأ بجعله يهتز بكامله، شاعراً بالطاقة تتصاعد من قدميك.
دع الاهتزاز يسري في كامل جسمك واندمج معه، ويمكن أن تغلق العينين أو تبقيهما مفتوحت
"اسمح للاهتزاز أن يحدث كيفما يحلو له، لا تقم أنت بذلك!
قف بصمت، اشعر به وهو يأتي، وعندما يبدأ جسمك بالارتعاش ساعده لكن لا تتدخل في جسمك أبداً… دع جسمك يعمل من تلقاء ذاته.
استمتع بهذا الاهتزاز واشعر بالسعادة فيه، اسمح له، استقبله ورحّب به، لكن لا ترغب أبداً بقدومه!
"إذا قمتَ بفَرضه على ذاتك، فسيتحول إلى مجرد تمرين جسدي ليس أكثر. وعندها سيكون الاهتزاز موجوداً لكن على مستوى السطح فقط، ولن يخترق كيانك وطبقات أجسادك الباطنية.
وستبقى جامداً كالحجر الميت، ستبقى أنت الذي تقوم بتشغيل الجسد والتحكم به، وسيكون الجسد تابعاً لك. لكن الجسد ليس هو المهم هنا! المهم هو أنت!
"عندما أقول لك أن تهتزّ، أقصد بذلك أن كيانك الصخري الجامد يجب أن يهتز من أعماق أساساته حتى يذوب ثم يتدفق كسائل مائع جداً… وعندما يتحول الصخر الداخلي فيك إلى سائل، سيتبع جسمك ذلك، وعندها لن يبقى عملية هَزّ بل مجرد اهتزاز… عندها لا أحد يقوم بذلك، بل إنه ببساطة يحدث لوحده… وعندها لا يوجد فاعل بل روح شاهدة على الأحداث."
المرحلة الثانية: 15 دقيقة
ارقص… بأي طريقة تشعر بها، اسمح لكل جسمك أن يتحرك كما يريد.
ويمكن أن تغلق العينين أو تبقيهما مفتوحتين.
المرحلة الثالثة: 15 دقيقة
أغلق عينيك وإجمد، جالساً أو واقفاً، وراقِب... شاهِد أي شيء يحصل داخلك وخارجك بصمت.
المرحلة الرابعة: 15 دقيقة أبقي عينيك مغلقتين، استلقي على الأرض واهدأ
ليست حكمة عربية ولا هندية .....بل هي كونية لكل الأزمان والبلدان
لا فرق بينها لأن هدفها رفع وعي الإنسان وزيادة حبه للناس والأكوان
منقول من كتاب تأمل أوشو الديناميكى
التعليقات (0)