علي جبار عطية
الأربعاء 04-01-2012
برأس السنة احتفالا اصلع! احتفل بألا احتفل ! هل سمعتم بمن يحتفل بطريقة لا يحتفل!
قبل ثلاثين سنة كانت الساعات الاخيرة من ليلة 31-12 تكتسب اهمية كبرى اذ كانت الحياة جامعية وربيع العمر قد ازهر والشباب قد اقبل والاهل موجودون وحين نجتمع قرب مدفأة علاء الدين وعشتار فيما بعد كان لهذا الاجتماع طعم العسل وللبرد لذة كبيرة وللدفء لذة اكبر فكل شيء له طعم مختلف ! نأتي بالبرتقال والتفاح الاحمر والكرزات والكيك والكعك والبقلاوة لنودع السنة وداع الشبعان ونستقبل السنة الجديدة استقبال المنتصرين متفائلين بغد اجمل من امسنا الجميل . وعندما يتحرك ميل الساعة ليتجاوز منتصف الليل نكون قد هيأنا انفسنا لكتابة مجموعة من الاماني على اوراق لانفتحها إلا صبيحة اليوم التالي وهو اول الايام لنقرأ ما دوناه ونحاول ان نحقق ما تمنيناه وقد تحقق بعض ذلك لاحقاً . بعد ثلاثين سنة أجلس وحيداً على اعتاب سنة 2011 وهي تنسل منا انسلالاً لتعلن اقترابي من الشيخوخة ولتعطي العذر لمن يناديني (حجي) فها هو العمر يتسرب منا نحن الضاحكين على الاحزان حتى ضحكت شعرات بيض في رؤوسنا.
كيف احتفل وانا احيا فقد الاحبة !
اتذكرهم واحداً واحداً من اقرب الناس الى ابعدهم .. من الذين رحلوا على سرير الآلام وأفرشة الصبر الى الذين سقطوا مضرجين بدمائهم في العنف الطائفي تلك الحرب التي لاناقة لهم فيها ولاجمل..
اتذكرهم وارطب لساني بذكرهم واترحم عليهم . اتطلع الى السماء ارى الهلال شاحباً مصفراً وانتبه الى اننا في مطلع شهر صفر..
في الشارع حالات تأهب امني واحتفال رسمي باليوم الوطني برحيل القوات الامريكية بانتظار ايام حبلى بالتطورات السياسية..
لايمكن فصل الهم السياسي عن الهم الشخصي فربما جاء الحزن من تراكم التحولات السياسية والتغييرات الشخصية .
اتذكر بيتاً شعرياً قديماً يقول :
يذكرني الهلال بنقص عمري وافرح كلما ظهر الهلال!
انتبه الى رقم السنة الجديدة 2012 وفيه العدد (12) اتفاءل كثيراً بهذا الرقم واظل اتساءل مع من اخلص للحياة : هل يمكننا ان نفرح !؟
التعليقات (0)