مواضيع اليوم

تأملات حياتية

زيد يحيى المحبشي

2019-06-07 17:57:16

0

 ** بهذه الأثناء تكتض مساجد المسلمين بالصلاة والدعاء على اليهود والنصارى والبوذيين والملحدين والهندوسيين وكل من يخالفهم، بأن الله يدمر أوطانهم ويثكل ويرمل نسائهم وييتم أطفالهم ووووو، وبعد الانتهاء من الصلاة والدعاء بفترة قصيرة يستنجدون ويناشدون أؤلئك الكفرة الفجرة حسب قولهم أن يتدخلوا لحل مشاكلهم ونزاعاتهم المذهبية والطائفية والعرقية التي دمرتهم ودمرت أوطانهم وثكلت ورملت نسائهم ويتمت أطفالهم وشردتهم من أوطانهم!

عندها نلاحظ أؤلئك الكفرة الفجرة حسب قولهم يلبون ندائهم ويغيثوهم بكل ما يستطيعون ويملكون من الحلول ما نعجز عنه، ويفتحون أوطانهم لقبولهم كلاجئين، بينما المسلمين لا يقبلون بعضهم البعض ولا يتفقون أبدا إلا بشيء واحد ألا وهو دس الفتن والمكائد لبعضهم البعض لا غير
** سافر وسترى شعوباً غيرنا وستعرف وجهاً آخر للحياة ..
ستصدق كم كذبنا حين قلنا أننا إستثناء؛ وستتأكد أننا لسنا خير شعوب الأرض ولا أعرقهم ولا أطهرهم كما ندعي، وستكتشف أن بلادنا ليست خضراء مباركة كما تعلّمنا بل حمراء من دمائنا المسفوكة عبثاً ..
ستعلم أننا فشلنا بأن نتعلم كيف نحيا مع بعضنا كبشر؛ لنصبح عبئاً ثقيلاً على أنفسنا وعلى الإنسانية ..
ستكتشف أننا لم نعد خير أمة أخرجت للناس .. 
وسترى أنك وسط مجتمع يسبح في النفاق والرياء والكذب؛ مليئ بالتناقضات والخرافات والأساطير الخيالية .. 
سترى أننا لا نملك الحقيقة المطلقة لأسرار الكون والدنيا والآخرة كما نظن، ولسنا الوحيدون الذين نستحق الجنة إن كنا نستحقها ..
ستتأكد أن لا وقت ولا طاقة ولا رغبة ولا حاجة للغرب في التآمر على ديننا ومذاهبنا كما نتوهم؛ لأننا نحن من نتآمر على بعضنا وندمر أوطاننا بأيدينا؛ حيث مازلنا نعيش في القرن السابع خارج الزمن ..
ستتأكد أننا لسنا في معركة مصيرية مع شياطين الكفار والماسونية العالمية، بل لا نحارب إلا طواحين الهواء أو لا نحارب إلا أنفسنا في أحسن الأحوال ..
سترى أننا أسأنا لديننا أكثر من أعدائه المفترضين،  وستكتشف أن لا أحد من رجال الدين يمتلك تفويضاً أو مرسوم تعيين أو وكالة عامة من الله ..
ستتبادل الأفكار بلا حدود مع رجل غريب في مطعم أو مقهى، و تتبادل الابتسامات مع إمرأة حسناء في الشارع دون أن ينظر أحد إلى عرقك أو لونك أو عقيدتك غير أنك إنسان فقط؛ تشعر بإنسانيتك لأول مرة كما لم تشعر بها من قبل طيلة عمرك ..
ستتعلم إحترام غيرك لتنال إحترامه ..
وستخجل لأشياء كنت تقترفها كبديهيات في وطنك كرمي عقب السيجارة أو عبور الشارع من غير المكان المخصص ..
سوف تشتاق كل لحظة للوطن والأهل والأصدقاء، وستفتقد جلساتهم وضحكاتهم ورائحة خبزهم والكثير من التفاصيل؛ لكنك تخاف أن تعود يوماً، وإن عدت فلن تكون أكثر من زائرٍ عابر أو ميت في تابوت لا محالة، حيث سيصبح القبر في وطنك أقصى أمانيك منه
.. اقتباسات بتصرف



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !