بقلم/ ممدوح الشيخ
تقدم وسائل الإعلام الهولندية صورة أحادية الجانب وسلبية أيضا عن الأجانب، والمسلمين منهم بالخصوص. يرجع السبب إلى قلة عدد الصحفيين الأجانب، حسب أهم استنتاج لندوة حول الإعلام بالمجتمع المتعدد الثقافات، نظمت بروتردام. تأثير الإعلام على تكوين صورة عن المجموعات الأجنبية كبير، كما تقول سوزانا يانسن، أستاذة لمادة الإعلام والثقافة بجامعة ايراسموس في روتردام. قدمت يانسن محاضرة روتردام السابعة وهي محاضرة سنوية، حول موضع يتعلق بالاندماج. تتناول وسائل الإعلام ما يحدث في المجتمع، لكن تحدد أيضا الأجندة والطريقة التي يُتناول بها الموضوع، تقول يانسن. وبسبب هذه الوظيفة فمن الأهمية بمكان أن يكون في أوساط الصحفيين، المذيعين، الممثلين وما إلى ذلك، مجموعات تمثل مختلف الفئات بشكل متكافئ. ترى يانسن أن الأمر ليس كذلك الآن، فالإعلام الهولندي يسيطر عليه الهولنديون الأصليون وتحديداً الرجال، "والنتيجة هي أن وسائل الإعلام لا تقدم صورة تعكس مجتمعا متعدد الثقافات. هناك افتقار إلى برامج، يمكن مشاهدتها بمنظار الأجانب. يُنظر إلى الأجانب وسيما المسلمون منهم، كما لو كانوا مجموعات لا تصدر عنها إلا المشاكل، أكثر بكثير مما يتبين من الحقائق". عمدة روتردام أحمد أبو طالب، الذي كان في الماضي صحفيا، حضر الندوة. أكد أبو طالب ما قالته يانسن من كون عدد الصحفيين من أصل أجنبي قليل جدا، قائلا: "بسبب هذا النقص، فان الإعلام ليس في وضع يسمح له بمتابعة ما يحدث داخل جاليات المهاجرين. هنا في روتردام، يعتبر 50% من السكان، من الهولنديين الجدد (أي ذوي الأصول الأجنبية). إذا لم تقم بتغطية جدية لما يحدث بهذه الجاليات، فبالتأكيد، يفوتك الكثير".إلا إن ابو طالب أقل تشاؤما من يانسن فيما يتعلق بالإعلام الهولندي، "لدينا هنا في هولندا نقاش جدي حول الاندماج، حيث نحكي الحقيقة لبعض بشكل منفتح. هذا ما اعتدنا عليه هنا. الا أن ما يقوله بعض الصحفيين الاجانب من أن هولندا تغيرت الى بلد عنصري، فهذا ما لا أتفق معه." من الجمهور الحاضر، الذي كان يتكون جزء منه من الصحفيين، جاءت ردود على استنتاجات ابو طالب ويانسن: "في تلفزيون راموند، القناة التلفزيونية المحلية لمدينة روتردام وضواحيها، لا يشتغل أي أجنبي تقريباً."، قال أحدهم. "فظيع أن يحدث هذا في مدينة نصف سكانها من الاجانب". أكد أحد العاملين بتلفزيون رايموند هذا الكلام الا أنه أضاف إنه من الصعب جدا الحصول على أجانب بالمواصفات المطلوبة، "لا بد أن تكون المبادرة من جهتين، هل هناك رغبة حقا لدى المجموعات الاجنبية في أن تعمل بالاعلام؟". بوسع يانسن أن تحكي له أن عدد الطلبة الذين يدرسون الاعلام ارتفع كثيرا في السنين الاخيرة، "تسير الأمور بسرعة، ففي خلال بضع سنوات ستتغير ملامح الاعلام".وأثارت يانسن فكرة شائعة أخرى غير دقيقة، وهي أن الأجانب قد لا يبدون اهتماما للاعلام الهولندي، "من البحث تبين أنه لا فرق تقريبا في حجم استخدام وسائل الإعلام بين ذوي الأصول الهولندية والأجنبية، سيما من طرف الاجيال الصاعدة". يُنظر إلى الصحون اللاقطة الكثيرة في الأحياء التي يقطنها الاجانب، كما لو كانت دليلا قاطعا على نقص الاندماج، سيما من طرف المسلمين، "لكن في الحقيقة فان الأجيال الأولى بالخصوص هي التي تستخدم الصحون لمشاهدة برامج قنوات البلد الاصلي. أما الاجيال الصاعدة فتصب اهتمامها على الاعلام الهولندي. وهذه الاجيال تنظر أيضا إلى قلة تمثيلهم في الاعلام، كشكل من عزلهم".
التعليقات (0)