ولم تعد تحديات اللغة العربية خافية على أحد في العصر الراهن، وتلك أخد أهم المحفزات التي دعت بمجموعة من الشباب في لبنان للعمل على مواجهة مشاكل تعليم اللغة العربية والمساهمة في حمايتها والتوعية بمخاطر التخلي عنها.
قام مجموعة من الشباب والشابات في لبنان على تأسيس جمعية "فعل أمر" دفاعا وحماية للغة العربية وللتوعية لمخاطر تهميشها، وأقامت جمعية فعل أمر في سياق أنشطتها الثقافية تنظيم ورشة عمل تحت شعار "التحديات التي تواجه اللغة الأم".
وقالت رئيسة جمعية "فعل أمر" سوزان تلحوق أن فكرة تأسيس جمعية فعل أمر انطلقت من الحرص على اللغة العربية التي باتت مهمشة وضعيفة في خضم التحدي الحضاري العالمي، ولا تواكب العصر، على حد تعبيرها.
ومن هذا المنطلق –تضيف تلحوق- إن المجموعة المؤلفة من ستة شباب وجدت في إعلان بيروت عاصمة عالمية للكتاب مجالا لتحقيق أهدافها وقررت تأسيس جمعية مختصة بمعالجة مشاكل اللغة الأم.
وذكرت أن اختيار الاسم من صلب اللغة العربية استغرق وقتا لكنّه جاء ناجحا ولافتا، ويشدّ الانتباه للغة، والاهتمام بها في عصر يعيش الشباب عصر الصورة والتكنولوجيا والعديد من الإغراءات، مشيرة إلى أن الاختيار الموفق لاسم الجمعية سهل الحصول على الترخيص الرسمي، وجذب الاهتمام على مستويات الأنشطة التي تقوم بها.
وأوضح محمد أيوب أن "هناك الكثير من المشاكل تواجهها اللغة العربية بمواجهة التطورات الجارية في العالم. فاللغة طريقة تفكير، ونحن كعرب لا يزال التفكير عندنا متوقفا منذ زمن، ولذلك نجد صعوبة في شرح الكثير من المصطلحات العلمية والأخرى الضرورية باللغة العربية".
ولفت إلى جدية هذه المشكلة التي تحتم أحيانا شرح بعض المصطلحات باللغة الأجنبية -مثل الإنجليزية- كي يفهمها الطلاب، معتبرا أن مشكلة اللغة العربية تكمن في أن القيمين عليها يردونها إلى الماضي في غياب المساعي لتطويرها لتواكب العصر.
وأضاف قائلا "ولأننا لا ننتج فكرا وعلما، لا نستطيع أن نضيف مصطلحات من جهدنا" مشددا على ضرورة تجديد اللغة العربية من أجل الحفاظ عليها وضمان استمراريتها، لافتا إلى أن حتى "القرآن الكريم تضمّن عبارات غير عربية فلماذا نرفض التفاعل مع اللغات الأخرى والاستفادة منها ومن تجاربها؟".
أما الباحثة في علم النفس الدكتورة أنيسة الأمين فقد عرضت رؤيتها لمشكلة اللغة العربية بالتأكيد على أن "فكرة معالجة اللغة بطريقة جمعية "فعل أمر" هي فكرة مجموعة من الناس، بينما لا يمكن أن تتحول اللغة إلى الأفضل إذا لم يتحول واقعها إلى قضية سياسية كبرى".
ومن موقعها كاختصاصية في علم النفس، ترى أنيسة الأمين أن اللغة العربية هي الترميز الذي يشير إلى "كينونة الناطقين بها باعتباره دالا على هذه الجماعة، لكنه ليس فاعلا على المستوى السياسي، ولا على المستوى الاقتصادي، وبالتالي هو خارج ما يدور في العالم".
واختتمت حديثها بالإشارة إلى الورقة التي قدمتها لورشة عمل "فعل أمر" تحت عنوان الترميز المهزوم وتداعيات ذلك على كينونة الفرد الذي يسمى عربيا، منها هروب قسم من الشباب في الداخل عبر اللغة الأجنبية، في حين يتحول قسم آخر إلى العنف، على حد قولها.
التعليقات (0)