بقلم :: احمد الملا
السذاجة هي بساطة الفكر والإفتقار إلى الحكمة والذكاء والحنكة، وهذا الأمر شائع بين الناس، لذلك نجد إن صاحب كل فكرة منحرفة يستهدف في المقام الأول الناس البسطاء حتى يصنع لنفسه أنصارا ومؤيدين ويبتعد عن مواجهة قيادات القوم الفكرية، وعلى هذا الأساس بنت المادية الإلحادية شعبيتها وروجت لها مستغلة سذاجة الناس وبدأت معهم بخطوات – والكلام هنا عن المادية الحديثة التي ظهرت بالتزامن مع الثورة الصناعية وصعودا لوقتنا الحاضر – فكانت الخطوات هذه تدريجية في زرع بذرة الإلحاد والتوجه إلى المادية، وهذه الخطوات هي:
#الخطوة_الأولى: مصادرة المنطق العقلي والعقل بكونه المصدر الأساس في التفكير البشري وجعلوا التجربة هي مصدر التفكير الأساسي، مستغلين – الماديين - ما احدثته الثورة الصناعية من اكتشاف لعلوم وحقائق كانت مخفية عن البشرية فجعلت التجربة مكان المنطق العقلي في التفكير، فصار كل شيء يجب أن يخضع للتجربة حتى يعتقد ويؤمن به...
#الخطوة_الثانية: من خلال التجربة ضرب بعض المعتقدات الدينية السائدة والتي في حقيقة الأمر لم يكن مصدرها الدين بل كان مصدرها التفسير الخاطئ لمن نصب نفسه ممثلا للدين، فضرب مثلا المعتقد القائل بأن الأرض مركز الكون، فالدين بصورة عامة لم يقل بهذا لكن القادة غير الحققين أو رجال الدين المزيفين لقلة علمهم وعدم فهمهم للدين قالوا بهكذا قول وهكذا معلومات، لكن الناس وبسبب تغييب القادة الحققيين كانت تؤمن بهكذا شخصيات مزيفة أو متسترة بالدين، فقدمت التجربة لتضرب تلك المعقدات المغلوطة من قبل المتسترين والمنتحلين للدين أو الشخصيات غير الكفوءة وهذا أدى إلى زرع بذرة التشكيك في نفوس الناس خصوصا بعدما أصبحت التجربة عندهم هي الأساس في التفكير، فبدأت الناس تشكك في الدين...
#الخطوة_الثالثة : استغلال سخط الناس على المؤسسة الدينية – بصورة عامة والكنيسة بشكل خاص - لما كانت تقوم به من ممارسة مجحفة بحق الناس من دعم الحكام الظالمين واكتناز الأموال وتجويع الرعايان والجميع يعلم ان تلك المؤسسة لم تكن تمثل الدين الحقيقي بل هو عبارة عن غطاء وستر لها من أجل الثروات والمناصب، ولهذا غيبت القيادات الحقيقية كما بينا في الخطوة الثانية،الأمر الذي أدى إلى انكار الدين لأنه وحسب تلك الخطوات لم يقدم شيء للناس وهذه النتيجة كانت بسبب سذاجة الناس وبساطة تفكيرها فإنطلت عليها تلك الخدعة المادية وكانت بدايتها في تغييب المنطق العقلي كأساس في التفكير واستبداله بالتجربة التي قلبت موازين التفكير عند البشر...
فكان رهان الماديين في المقام الأول هو على سذاجة الناس وبسطاتها الفكرية كما إن الإنسان بحد ذاته عنده حب الذات وهذا الحب سلب منه كل ما يقييده من قيم وأخلاق وإيمان بوجود خالق يحاسب ويثيب فصنعت لنا المادية مجتمعات يسودها الانحلال والتوحش ويكون شغلها الشاغل هو تجميع الثروات حتى لو كان على حساب اقرب المقربين...
بيان هذا الأمر بشكل مفصل ودقيق تجدونه في كتاب ( فلسفتنا – باسلوب وبيان واضح ) للمحق الاستاذ الصرخي الحسني ، وهذا رابط تحميل أو مطالعة هذا الكتاب لمن يرغب الإطلاع عليه وفهم ما أشرنا إليه بالتفصيل الدقيق والواضح والبيين :
التعليقات (0)