بُح صوت مَن لا صوت له.
استوقفني كثيرا تصريح السيستاني على لسان خطيب الجمعة الصافي (لقد بحت أصواتنا بلا جدوى....) ورحت أغور في أعماقه لعلي أجد بصيص من الحقيقة والحكمة التي ألصقت بالسيستاني بواسطة الماكنة الإعلامية المأجورة، لأن الحكيم لا يُدخل العباد والبلاد في جحيم الظلم ومستنقع الفساد ومحرقة الطائفية، وعودا إلى تصريح السيستاني ( بُح صوته) ، والكلام في عدة مستويات:
المستوى الأول: نتساءل، متى كان للسيستاني صوت حتى يُبح؟!، فهل يوجد له تسجيل صوتي أو مقطع فيديوي؟!، وحتى لو وجِد (وفرض المحال ليس بمحال) فلا يدل على بُحة الصوت، ولذلك، ولكي يكون التصريح معقولا وصادقا لابد للسيستاني أولا: من أن يثبت انه يحكي ويتكلم، وثانيا :انه يتكلم ويحكي بصورة متكررة، وثالثة انه يحكي بصوت عالي وحرقة وحرص وتأثر واهتمام، حتى يثبت انه بُح صوته، هذا بغض النظر عن طبيعة ونوع الكلام والى مَن يخدم، وهنا يصعب على السيستاني إثبات ذلك، ويصعب على العاقل بل المجنون التصديق بذلك، لأن كل ما نسمعه عن السيستاني هي تصريحات بالنيابة، حتى مَن كان ولا يزال يزوره من قادة الإحتلالين الأمريكي والإيراني وساسة الفساد وغيرهم، لا يوجد تصوير فوتوغرافي ،ولا مقطع صوتي أو فيديوي يثبت اللقاء وما جرى بينهما، وهذا القضية مدروسة ومخطط لها، فهو ينتظر ردود الأفعال فإنْ كان ما نُسِب إليه من تصريح قد أنتج وأثمر(إنْ كان له تصريح منتج) يتبناه وإلا ينسلخ عنه، وحتى عملية التبني أو التنصل تحتاج إلى إثبات، لأنه يأتي عن طريق الناطق أو الخطيب، وهنا يقع السيستاني في إشكال الدَّور كما يعبرون بالمنطق، فيضيع وضاع الخيط والعصفور على الناس.
المستوى الثاني: منذ أكثر من ثلاثة عشر سنة والسيستاني ساكت عن كل ما جرى ويجري من ظلم وقبح وفساد وطائفية ببركة الاحتلال الذي باركه وشرعنه وحكوماته التي أمر الناس بانتخابها ودافع عنها وحرَّم التظاهر ضدها وسكت عن جرائم المليشيات والحشد الشعبي الذي تأسس على خلفية فتوى التحشيد الطائفي، وسكت عن الفساد والفاسدين الذين تسلَّطوا على العراق وشعبه ببركته وحكمته، وهذا أمر يعلمه الجميع ولا يحتاج إلى إثبات، فمتى تكلم السيستاني لمصلحة الوطن والمواطن وكرَّر ذاك الكلام وبحرقة وبصوت عالي حتى يُبح صوته، والملايين من النازحين والمحرومين والفقراء لم يدفع لهم درهما، وهو القابض على خيرات العراق وشعبه، بل لم يأمر بمبادرة لأغاثتهم ،
المستوى الثالث: الآن بدأ السيستاني يحكي ولكن كالعادة بلسان خطيب الجمعة عندما انتفض الشعب وثار بتظاهراته العارمة التي زلزلت عروشهم وبانت حقيقة جند المرجعية وقوائمها وأحزابها فسارع إلى ركوب الموج وإطلاق الخطابات المشفرة التي لا يعلم تفسيرها إلا الراسخون في الكهنوت والسلب والنهب والقمع، لذر الرماد على العيون والتخدير والتغرير والتسويف وصولا إلى إجهاض التظاهرات، ولكي ينأى بنفسه عن تحمل مسؤولية كل ما جرى ويجري وسيجري لأنه هو من أمر بانتخاب الفساد والمفسدين كما أسلفنا والذي لم ولن يصدر فتوى بمحاكمتهم، لكن الشعب يتذكر فتاوى تحريم الزوجات والخروج عن المذهب التي كانت تُطلق من على المنابر والمآذن، فمهما حاول السيستاني للتنصل عن المسؤولية إلا أنها تبقى في عنقه وتلاحقه في الدنيا والآخرة حيث لا تخفى على الله خافية، نعم لقد بُح صوت السيستاني من اجل أن يظهر بصورة المتبرئ من الفساد والمفسدين ودماء الأبرياء التي أريقت والمقدسات التي انتهكت والعراق الذي اختطف بسبب فتاواه ومواقفه ومنهجه.
ما صدر ويصدر وسيصدر من السيستاني من خطابات وتصريحات ومواقف انتهازية متقلبة قد شخَّصه وحذَّر منه وتوقعه المرجع العراقي الصرخي في مناسبات عديدة ومنها ما ذكره في سياق الحوار الذي أجرته معه جريدة الوطن المصريةحيث قال:
: ((وماذا تتوقع من مرجع مدعي المرجعية ومنتحلها بلا استحقاق، مرجع الفراغ العلمي والوهم والخيال، مرجع الفضائيات والإعلام الزائف الذي ارتبط بمشروع الاحتلال ومشروع الفساد والإفساد، مرجع الكذب ووجهي النفاق وجه للإعلام ووجه للشحن الطائفي وفتاوى التهجير والتدمير والسلب والنهب والفتك والقتل والاقتتال؟!)).
بقلم
احمد الدراجي
التعليقات (2)
1 - العراق
فرحان العر اقي - 2016-01-25 19:41:03
السستاني دمر العراق
2 - العراق
محمد الموسوي - 2016-01-25 21:18:11
السستاني يعمل لصالح ايران وامريكا ولايعمل لصالح العراق فلن نرى منه الا السيء